fbpx
سارقو المهنة
شارك الخبر


بقلم – جلال السعيدي

هي الأيام كفيلة بأن تضع لكل أمر حدا، وأن تجعل لكل شيء نهاية !
فكل يوم يبلى عن المرء رداء من أرديته ويلبسه آخرا، وبها ترفع أقدار أناس وتعلى موازينهم أو قد تحط فتهوي بهم في سحيق الأحداث ..
وما أشبه الباطل ببعضه !
وكله إلى زوال …
فحينما أميط عن وجوه “أدعياء المهنة” قناع الزيف، الذي تمترسوا خلفه دهرا،
كان الأوان قد فات عن أؤلئك المرجفين الذين اعتادوا على التقنع باقنعة مختلف في خضم المتناقضات العجيبة.

هذه الحرب المدمرة، لم تبق من تخرصات الأمس إلا ما أضحى اليوم لعنة تطارد من امتهنوا الكذب في حلهم وترحالهم،
فبرزت معادن الناس وتجلت حقائق على طبيعتها، لا زيادة فيها ولا نقصان، حتى لو تمثل بعضها بهيئة مغايرة، عما هو طبع لا جدال فيه ولا مراء.
انجز الوعد إذن، لكن على غير ما هو مأمول، وبقي حلم البسطاء يترنح مكانه، بعد أن قادتهم عفوية الظن باتباع المتلونين إلى أعتاب موعد العناق المحموم.
هكذا أصبح الحلم سرابا، لم يسد رمق من تجاوزتهم القفزات وأضناهم أمد الضيم على سكة الإنتظار …
اصطفوا طوابير لا نهاية لها، على أرصفة الموت زمنا طويلا، صمتت حيالهم قسوة الأيام واتشحت الليالي سواد القهر وعتمة الأحزان .
لم يعي الكثيرون إن ما بين خفايا الليل الداج، ما هو أدهى من أحلام البسطاء،
وكم من تلك الأحلام ما أصبح في أحيان كثيرة، مجرد سراب بقيعة .
اليوم وقد بعد عنهم ما حلموا به بعد المشرقين وبعد المغربين
تبوأ المستفيدون من تحالف “المنتصرين المهزومين” في “صراعات النفوذ القذرة” مراتب؛ هم بها مجرد أبواقا لكبار الورثة والمقربين، وما “الإعلام” إلا غشاء اتخذ ليضفى على الباطل صبغة الحق إلى حين !
لكنني هنا أجزم جزما لا لبس فيه؛
أنهم أي “سارقو المهنة” يؤدون الآن وظيفة هزيلة في هيجان صراع إقليمي، بني وأسس على رهانات خاسرة، لا بد أن يكون الشعب والوطن فيه هما الضحية وحدهما وحسب !.

ويقيني أنه مهما أتقن الأدعياء التفنن ببهرج القول، وجلبوا لنا كل يوم من جمال الكلم في “الأخبار” ما هم بارعون ببيعه وشرائه في ذروة سوقه، إلا أن ما بات يصدر عنهم اليوم علنا، لم يعد يعبر صراحة عن أي رضا أو قناعة، بقدرما هو ثمنا يدفعونه لقاء مغريات تافهة في معمعة التيه والضياع…
ولو قدر إن يعود بهم الزمان الى سالف عهدهم للبحث عن إجابة لما يجري اليوم للوطن، لوجدوها إجابة واحدة، لا يختلف حولها الإصحاء ولا المجانين، فإن كانت هذه ثمرة أقلامهم .. فماذا تخبئ للناس سرائر نواياهم وغرائز نفوسهم ؟!.

أخبار ذات صله