fbpx
من حضرموت.. شكراً محمد بن زايد

رسالة الشكر التي وجهها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تقودنا لنحمل تعابير الشكر والامتنان لدولة الإمارات، من كل شبر في عدن ولحج والضالع والمخا وباب المندب وشبوة والمهرة وسقطرى وحضرموت.

والشكر إلى القيادة الإماراتية من الشعب اليمني يتجدد مع كل مناسبة غير أنها هذه المرة ترتبط أكثر بالحضارمة الذين ما زالت مكرمة الشيخ محمد بن زايد تجد في نفوسهم الصدى الواسع، ولعلها واحدة من المناسبات التي لا بد أن تُذكر فيها ملامح حضرموت والإمارات في واقع الحال الحاضرة الجامعة بين الأرض والإنسان.

بعد أن انطلقت عاصفة الحزم بأيام سقطت عاصمة حضرموت المُكلا بيد الإرهاب، خلفيات ذلك السقوط عميقة تتشابك فيها الخيوط وتتوغل فيها أيادي “الإخوان”، الذين كانوا على رأس السلطة المحلية في محافظة حضرموت وسهلوا سقوط الساحل الحضرمي بالكامل من دون مقاومة عسكرية تذكر، كان ذلك في الرابع من أبريل 2015م، ما جرى في الموصل العراقية ودير الزور السورية حصل في حضرموت، انتهاكات وصلت إلى صلب الناس على الجسور وتنفيذ الإعدامات في الشوارع العامة، إرهاب أخضع السكان بالجبر والخوف.

مع سقوط الساحل الحضرمي تَمثل واحد من التحديات الكبيرة أمام عاصفة الحزم، فبينما تقوم العمليات على تحرير اليمن من الانقلابيين ودحرهم منها كان أيضاً الإرهاب يتمدد منتهزاً الفراغ الواسع بسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية السياسية.

بدأت الأفكار حول ما يُمكن عمله تجاه مكافحة الإرهاب، تقدّم نائب الرئيس السابق خالد بحاح إلى قيادة التحالف العربي بفكرة إنشاء وحدات عسكرية خاصة من أبناء المحافظات، للقيام بالمهام القتالية ضد الجماعات المتطرفة، تبنت دولة الإمارات الفكرة وجهزت معسكرات تدريب خاصة، كانت أولها لأبناء محافظة حضرموت وتم استقطاب الشباب للانخراط في هذه القوة العسكرية.

بعد عام كامل وفي 24 أبريل 2016م بدأت عملية تحرير المُكلا بدعم وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية التي أسندت قوات النُخبة الحضرمية في عملية التحرير، وكانت قد أوكلت القيادة للواء فرج سالمين البحسني، ونجحت تلك القوة العسكرية من بسط النفوذ كاملاً على كل الساحل الحضرمي وتم تحرير كل المواقع الأساسية كالميناء ومخازن النفط في الضبّة ومقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية والقصر الجمهوري وكل المؤسسات المدنية والعسكرية على طول ساحل حضرموت.

نجاح النُخبة الحضرمية في مهام مكافحة الإرهاب شجع التحالف العربي على إطلاق فرق عسكرية متخصصة على رأسها الحزام الأمني، الذي نجح هو الآخر في السيطرة الأمنية الكاملة على مدينة عدن وما حولها من محافظات بعد موجة عنيفة من العمليات الإرهابية، التي استمرت منذ تحرير العاصمة عدن في 15 يوليو 2015م.

ولم تتوقف إلا بعد انتشار قوات الحزام الأمني، وهذا أيضاً ما حدث مع النخبّة الشبوانية، التي أيضاً استطاعت بسط النفوذ والسيطرة على ميناء بلحاف وكل المواقع داخل محافظة شبّوة، التجربة لم تتوقف بعد ثبوت نجاحها وهذا ما يحدث حالياً في الساحل الغربي بتدريب وتجهيز أبناء تهامة للعمل على فرض الأمن في مناطقهم الساحلية حتى الوصول إلى الحُديدة.

في عدة أرجاء في اليمن وفي حضرموت وكغيرها من المناطق المحررة تواجدت الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بشكل مؤثر وقدمت مساعداتها للأهالي، وخففت من المعاناة للسكان، وبقيت المشاكل الأساسية تحتاج إلى إرادة كبيرة وهذا ما حدث خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي مع محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني عندما زار الإمارات.

وبعد أن عُرضت الأزمات الحالية على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد قرر منح حضرموت مكرماته العديدة لليمن وشعبه، حزمة من المكرمات لحل المشكلات جذرياً الخاصة بقطاع الكهرباء والصحة وإعادة تشغيل مطار الريان الدولي وتسيير رحلات جوية لطيران (الاتحاد) الإماراتي لكل من المُكلا وسيئون.

مكارم ودعم دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تؤسس لبناء نموذج صحيح، فأمام حضرموت ومختلف المقاطعات اليمنية وفي (عام زايد) وبدعم مباشر من القيادة الإماراتية فرصة للنهوض والإمساك بزمام المبادرة وتحويل المجتمع إلى مجتمع يبعث الأمل في غيره من المجتمعات.

وعندما يشكر اليمنيون صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد فإنهم يشكرونه ويثمنون له موقفه الشُجاع، لأنه يراهن على هذا الشعب القادر على التغيير وبعث الأمل في جزء أصيل من جزيرة العرب، فشكراً من اليمن إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وإلى كل الإمارات شعباً وقيادة.