fbpx
تضامنا مع المخلوعين

د. عيدروس نصر
ليس هذا مجال التشفي أو النكاية بإخوتنا أنصار الرئيس السابق الذين يتعرضون للملاحقة والإيذاء من قبل شركائهم السابقين في الانقلاب على الشرعية والوصول بالبلاد والعباد إلى ما وصلا إليه من حرب ودمار وتفكك وإفقار وتمزق وطني واجتماعي، وارتهان نهائي للخارج، وتدهور في الحياة المعيشية والخدمية والأمنية فوق ما كانت متدهورة قبيل الانقلاب، لكنها يمكن أن تكون لحظة لاستعادة العبرة ومراجعة المواقف، فنحن ما نزال نتذكر كيف كان سلوكهم معنا بعيد انتصارهم الوهمي في العام 1994م، حينما كان مجرد الحديث عن إزالة آثار الحرب يمثل تهمة بالخيانة الوطنية والدعوة إلى مصالحة وطنية يمثل مساس بمكاسب 7/7 المقدسة التي كانوا يرونها نهاية التاريخ.
اليمنيون قلما يتعلمون من التاريخ ودروسه، فقبيل أقل من شهرين كان أنصار (الشهيد المخلوع) يكابرون ويقولون أن التحالف الذي يواجه ما يسمونه بـ(العدوان) هو تحالف أبدي لا يمكن تعرضه حتى للاهتزاز، وها هو الزمن يثبت أن تحالف الأشرار لا يمكن أن يدوم، وتعلمنا الحكمة الشعبية أن الذين لا يبدون وهم يسرقون يبدون وهم يتنازعون على تقاسم السريقة.
ما علينا من كل هذا، ما يهمنا اليوم هو السؤال التالي: هل يرعوي إخوتنا أنصار المخلوع (المغدور) ويراجعون موقفهم من قضايا البلاد وعلى رأسها القضية الجنوبية؟ وهل ينوون مراجعة مواقف زعيمهم الذي ظل يكابر حتى يوم اغتياله بالنظر إلى الجنوب على أنه غنيمة حرب لا يمكن التفريط بها؟
نحن نعلم أنه لا الزعيم ولا شركاؤه السابقون واللاحقون حريصون على (وحدة اليمن) لأن الوحدة لم تعد قائمة بعد ما دمروها بأيديهم وحولوها إلى كابوس خيم على أنفاس الجنوبيين على مدى ربع قرن ونيف فيه من المرارات ما يتخم عوالم بكاملها، وأن كل حرصهم كان على الغنائم التي حققوها والتي ملأت بنوك أوروبا وآسيا لكنها لم تشفع له ولن تشفع لشركائه السابقين والحاليين حينما تحين ساعة القدر وقد رأينا كيف غادر الرجل مدفونا في حفرة مجهولة في مكان لا يعلمه حتى أقرب أقرباؤه.
فهل ستتعلمون من مكابراتكم وتعترفون بحق الجنوبيين في تقرير مستقبلهم بعيدا عن ادعاء الوصاية عليهم أو الهيمنة على مستقبلهم.
إننا نتضامن معكم ونرفض كلما تتعرضون له من إيذاء وملاحقات بعكس سلوككم معنا بعد العام 1994م، رغم أن الكثير منكم قد نسوا روح الزعيم وشرعوا في عقد الصفقات مع قاتليه، فهل ستبحثون عن طريق جديد لتصحيح تعاملكم مع التاريخ وحقائقه.
نرجو ذلك وقادم الأيام سيقول كلمته