fbpx
رهان الشرعية في اليمن
شارك الخبر

للكاتب/جمال الكشكي

المشهد اليمني الآن بما فيه من تفاصيل وتحديات يؤكد يوما بعد الآخر صحة قرار «عاصفة الحزم»، فلم يعد أمام مستقبل الدولة اليمنية وتحقيق الاستقرار بها سوى استمرار العمليات العسكرية لتحرير اليمن من سطوة وإرهاب الميليشيات الحوثية، التي اغتالت الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. وقادت حملات اعتقالات وقتل وترويع وتفجير للمنازل بل وإطلاق صواريخ بالستية لتستهدف المملكة العربية السعودية.

هدف هذه الميليشيات هو خلق حالة فوضوية داخل اليمن وتحويله إلى بؤرة صراع وساحة تأزيم لمحيطها وجيرانها، وذلك خدمة للنظام الإيراني.

فلم يعد خافياً على أحد الدور الإيراني الداعم والقوي للمليشيات الحوثية، وفضلاً عن كشف الولايات المتحدة الأميركية أن الأسلحة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون هي صناعة إيرانية، فإن هناك معلومات قوية تؤكد أيضاً استمرار تهريب الأسلحة من طهران إلى اليمن، وأن هناك لقاءات تجمع قيادات حوثية وأخرى إيرانية لمواصلة تنفيذ خطة اختطاف المنطقة لصالح إيران.

الأطماع الإيرانية راسخة والنوايا الفارسية تبذل قصارى جهدها في أن يكون لها بصمة داخل اليمن كخطوة لمد نفوذها في المنطقة.

إذن نحن أمام أزمة تتلامس بشكل مباشر مع الأمن القومي العربي وتحتاج إلى تحركات قوية في مقدمتها ما يلي:

• استمرار العمليات العسكرية والمواجهة القوية والمستمرة والمتلاحقة لهذه الميليشيات.

• أيضاً التحرك الحاسم لمنظمات المجتمع الدولي لمواجهة هذه الميليشيات التي فاقت الحدود في ممارسة الانتهاكات علناً بدءاً من تنظيم حفلات للتعذيب، والاعتقالات والاغتيال، وتجنيد الأطفال في الحروب وسرقة المواد الإنسانية والإغاثية.

• مواجهة عمليات التهريب للأسلحة والصواريخ من طهران إلى اليمن بواسطة خبراء إيرانيين بمعاونة عناصر من حزب الله.

• الإصرار على إنهاء الانقلاب، ونزع الأسلحة وعودة مؤسسات الدولة، وهذه المبادئ تنبثق من المرجعيات الثلاث المعروفة وهى المبادرة الخليجية عام 2012 ومخرجات الحوار الوطني ونص القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن تحت الفصل السابع عام 2015.

ما يحدث الآن على أرض اليمن لا يحتمل الصبر بل يجب أن يقودنا إلى ضرورة خلق استراتيجية تكون محورا لانطلاق مشروع عروبي يعيد اليمن بقوة إلى محيطها العربي، سيما في ظل التضحيات التي يقودها التحالف العربي للحفاظ على هوية الدولة ضد محاولات الميليشيات التي تحركها إيران وحزب الله.

كما يجب أيضا استثمار ما حققته القوات المسلحة اليمنية ممثلة بالجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي خلال الفترة الماضية من الإنجازات سواء على الساحل الغربي باتجاه الحديدة أو في المناطق الشرقية في بيحان وفي البيضاء والاستمرار تدريجيا في إحكام السيطرة على مفاصل الدولة.

رهان الشرعية على استمرار العمليات العسكرية حتى تحرير كافة التراب اليمني يحتاج إلى ظهير يعتمد على تعبئة وحشد الشارع اليمني من ناحية وتكتيك وسياسة جديدة للمجتمع الدولي من ناحية أخرى، فتحقيق مفهوم الدولة الوطنية في اليمن أمر لا يوجد به خيارات أمام المشروع الإيراني وأذرعه المتمثّلة في جماعة الحوثي وحزب الله.

أخبار ذات صله