fbpx
“تايتانيك” مجدّداً: 20 عاماً تزيده حضوراً في الوجدان الجماهيري
شارك الخبر

يافع نيوز – فن وثقافة

استعادت تقارير صحافية غربية عديدة، في الآونة الأخيرة، ظاهرة “تايتانيك”،الفيلم الذي حقّقه المخرج الكندي جيمس كاميرون (1954)، تزامناً مع مناسبتين اثنتين: مرور 20 عاماً على إطلاق العروض التجارية الدولية للنسخة الأصلية للفيلم، في 19 ديسمبر/ كانون الأول 1997، وعروض مستمرة في صالات أميركية مختلفة، لكن بنسخٍ حديثة، تعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية.

وبحسب التقارير، فإنّ جيلاً جديداً من المُشاهدين نشأ بفضل هذه التقنية، ما يعني أن هناك أسباباً عديدة تجعل الفيلم جاذباً. وهذا ما شدّد عليه كاميرون الذي قال، في احتفالٍ بالذكرى الـ20 للفيلم، إن قصّة “تايتانيك”، بحدّ ذاتها، “عابرة للأزمنة”، وهي تبدو كأنها موجودة خارج “حياتنا اليومية” (مع أنها تشي بالعكس). فالحبكة الدرامية، التي تدور أحداثها في الباخرة الأشهر في القرن الـ20، ترتكز على قصّة حبّ بينالشابة الثرية روز (كايت وينسلت)، والشاب الفقير جاك (ليوناردو دي كابريو)، أثناء تلك الرحلة الأولى والأخيرة للباخرة، التي انطلقت من “ساوثمبتون” البريطانية في 10 إبريل/ نيسان 1912، باتجاه “نيويورك” الأميركية، عبر “شاربور” الفرنسية و”كوب” الإيرلندية، من دون أن تبلغ وجهتها، بسبب اصطدامها بجبل جليدي قبيل منتصف ليل 14 ـ 15 إبريل، ثم غرقها بعد ساعتين و40 دقيقة. علماً أن عدد الضحايا “المختفين” تراوح بين 1490 و1520 شخصاً.

قصّة الحب تلك أُضيفت إلى الحادثة الواقعية، المتمثّلة بالغرق، في “تايتانيك” كاميرون، الذي اختار الوقت نفسه بين لحظة الارتطام والغرق الكلّي للباخرة، كي يروي حكاية الصراع الطبقي بين الأثرياء والفقراء، والصدام الحاصل بينهم، ومفاهيم السلطة والأنانية والعلاقات الملتبسة بين الناس، بالإضافة إلى معاني الحبّ والتمرّد والرغبة في الخلاص والتضحية من أجل الآخر.
يُذكر أن شركة “باراماونت” الهوليوودية تولّت توزيع “تايتانيك” داخل الولايات المتحدّة الأميركية، بينما وزّعته زميلتها، “فوكس للقرن الـ 20″، في العالم (علماً أنهما مُنتجتا الفيلم، بالتعاون مع “لايتستورم إنترتاينمانت”). ونال الفيلم 11 جائزة “أوسكار”، بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج (الجوائز الباقية في فئات تقنية وفنية مختلفة)، بالإضافة إلى 4 جوائز “غولدن غلوب”، وغيرها.

وبحسب الموقع الإلكتروني “موجو”، المتخصّص بالإيرادات، بلغت ميزانية الإنتاج 200 مليون دولار أميركي، وحقّقت الإيرادات الدولية مليارين و187 مليوناً و463 ألفاً و944 دولاراً أميركياً، ما جعله يحتل المرتبة الثانية في تاريخ السينما على مستوى الإيرادات، بعد “آفاتار” (2009) لكاميرون أيضاً، الذي حقّق مليارين و787 مليوناً و965 ألفاً و87 دولاراً أميركياً (مقابل ميزانية تساوي 237 مليون دولار أميركي).

وأشارت التقارير الصحافية الغربية إلى أن الموسيقى الأصلية للفيلم، التي ألّفها الأميركي جيمس هورنر (1953 ـ 2015)، عرفت نجاحاً جماهيرياً “غير مسبوق”، كما أغنية My Heart Will Go On للكندية سيلين ديون (1968)، علماً أن هورنر نال جائزتي “أوسكار” في فئتي أفضل موسيقى وأفضل أغنية أصلية. وذكّرت التقارير بالاحتفاء النقدي الكبير أيضاً، إذْ خصّصت مجلات وصحف غربية عديدة، غير سينمائية (بالإضافة إلى السينمائية طبعاً)، ملفات وصفحات للفيلم، ولمضامينه الدرامية والجمالية والفنية والإنسانية والتاريخية.

وقد استعان جيمس كاميرون بصُوَر فوتوغرافية قديمة، تمّ التقاطها فور الانتهاء من بناء الباخرة، كي يتمكّن من صنع كل ما يحتاج إليه في فيلمه، لجعل الباخرة “نسخة طبق الأصل” عن ذاك الاختراع “الأعظم” في القرن الفائت: الغرف، القاعات، السلالم، الديكورات، الأخشاب المستخدمة، الثريات المطلية بالذهب، الأوراق، الساعات المعلّقة على بعض الجدران، وغير ذلك. لكن، “كلّ شيء تمّ تدميره أثناء تصوير مشاهد الغرق”.

أما التصوير، فكان “خارجاً عن المألوف”، والإنتاج “الأعلى كلفة في تلك الفترة”. مع هذا، لم تتردّد المجلة الأميركية السينمائية “فارايتي”، مثلاً، بتخصيص “زاوية يومية” بعنوان “تايتانيك ووتش”، بهدف “الاستهزاء” بما كان يُعتَبر، حينها، “أكبر فشل في تاريخ هوليوود”.

وسبب القول بالفشل التجاري للفيلم، ناتجٌ من توقّعات بتراجع إيراداته في الأسابيع الأولى لعرضه. فبعد تحقيقه نحو 28 مليون دولار أميركي في عطلة نهاية الأسبوع الأولى، توقّع كثيرون أن تتراجع الإيرادات بنسبة تراوح بين 40 و50 بالمئة، “على غرار الإنتاجات الضخمة الأخرى”. لكن، خلافاً لذلك، حقّق الفيلم 28 مليوناً إضافية، ثم 32 مليوناً لغاية الأسبوع الـ3، وظلّ متربّعاً في صدارة شبّاك التذاكر 15 أسبوعاً متتالياً.

وأشار خبراء إلى أن الفضل في تحقيق هذه الأرقام عائدٌ إلى “مشاهدات متكرّرة لمراهقات عديدات”، في حين رأى كاميرون أن النجاح عائدٌ إلى قصّة الحبّ، “التي أثّرت بالأجيال كلّها”. وأشار إلى أن حكاية الفيلم برمّته “تمتلك تلك الخاصيّة المتميّزة، التي تجعلها دائمة الحضور والتأثير”، مُضيفاً أن “هذا الدرس الأخلاقيّ، غير الالتفافيّ، هو أمرٌ يُثير فتنتنا به”.
وأضاف كاميرون: “أنا فخورٌ، خصوصاً أني أنجزت شيئاً له واقعه الخاص، وعابر للزمن. مع كلّ الاحترام الذي أكنّه لكايت وليو (ليوناردو)، وهما صديقان كبيران لي، إلّا أنهما لم يعودا كايت وليو، بل روز وجاك، وسيبقيان روز وجاك دائماً”.

يُذكر أن الفيلم يبدأ مع اكتشاف بقايا الباخرة، والعثور فيها على أغراضٍ تنتبه إليها روز (وينسلت) العجوز، بعد مشاهدتها إياها على شاشة التلفزيون، ما يجعلها تروي الحكاية كلّها.

أخبار ذات صله