fbpx
مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية حينما يكون المدير فناناً، الدكتور محمود السالمي أنموذجا

د . قاسم المحبشي

مساء اليوم سنحت لي الفرصة والمصادفة بزيارة مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر، الكائن في مدينة الشيخ عثمان، في الطابق الثالث من شمسان مول، هناك التقيت بزميل دراستي الجامعية الدكتور المؤرخ محمود علي محسن السالمي الذي كان بصدد توقيع عقد ترجمة كتاب تاريخي عن مرحلة حاسمة من تاريخ عدن، مع زميلتنا العزيزة استاذة اللغة الانجليزية والترجمة في جامعة عدن، الدكتورة شفيقة عبدالقادر عثمان، كانت مصادفة سعيدة جمعتني بزميلين عزيزين. من خريجي كلية التربية العليا عدن في ثمانينيات القرن المنصرم، تبادلنا أطراف الحديث في أمور الدراسات والترجمة واطلعنا على مكتبك المركز الزاخرة بالكتب التاريخية والاختصاصات المختلفة، فضلا عن منشورات دار الوفاق للدراسات والنشر والتوزيع، كما شرح لنا رئيس المركز نبذة مختصر عن نشاطات المركز وفعالياته منذ تأسيسه قبل عام واحد فقط.
واتذكر بانني حضرت حفل الأشهار في فندق كولار بخورمكسر وربما كتبت مقالا بالمناسبة. غير أن ما أثار دهشتي وإعجابي الشديد بالمركز وإدارة هو حجم الإنجازات التي تحققت حتى الآن على مختلف مناحي البنية الكلية التأسيسية للمركز، من حيث اختيار موقع المركز ومقره المناسب فضلا عن أناقة تأثيثه ونمط توظيفه لخدمة الأهداف المنشودة، هذا من جهة ومن جهة آخر حجم الاعمار والمشروعات التي نفذها الندوات والملتقيات الفكرية وتأليف وترجمة الكتب التاريخية وغير ذلك.
وقد علمت من الدكتور محمود أنهم بصدد وضع اللمسات الآخير للندوة العلمية عن سيرة حياة محمد علي باشراحيل، المزمع انعقادها يوم الخميس القادم.
وهكذا وجدت زميلي وصديقي محمود السالمي كما عهدته قبل أكثر من ثلاثين عام لا يمارس عملا الإ وأتقنه، فهو الفنان التشكيلي البارع حينما يمسك الريشة والالوان. وهو الخطاط المبدع حينما يمسك القلم ويكتب الكلمات. وهو العازف الجميل حينما يحتضن العود ويضرب الاوتار، وهو الطالب المتميز في مختلف مراحل دراسته والأول بامتياز في قسم التاريخ واتذكر أنه كان في سنوات الدراسة الجامعية أبرز خطاطي وفناني الكلية بلا منازع، ورغم كل تلك المواهب الأصيلة التي يمتلكها الدكتور محمود كان ولا زال جم التواضع كريم الخلق حليم الفهم حكيم التصرف، على عكس الحالة المعروفة عند الكثيرين من ذوي المواهب الإبداعية الذين يعانون من الشعور المتضخم بالذات، أو الذين يدعون المواهب وهم منها براء ورغم أنه لم يعد يمارس مواهبه الإبداعية التي عرفته بها الإ أنها اكتسبت لديه حالة من الازياح والتسامي اللارادي إذ أن روح الفنان ظلت حاضرة في كل ما يفعله ويقوله بحياته، إذ برع في كتابة التاريخ وأصدر عدد من الكتب، وتميز في حقل الادارة الأكاديمية حينما تقلد مهام نائب عميد كلية التربية للشؤون الأكاديمية، ولازال زملاءه وتلاميذه يتذكرون فترة ادارته لثانوية رصد بكل أعتزاز وتقدير ، وربما كان المدير الوحيد الذي لم أسمع بحياتي أحد يشتكي من ادارته!
وكان سباقا في التعامل مع جهاز الحاسبوب وفهم أسراره التقنية والطباعية على نحو مثير للأعجاب، ويعود له الفضل في تعليمي الكثير من فنون التعامل مع الاوفيس واللورد، بما لم أجده عن المهندسين المتخصصين في هذا الشأن، فضلا عن إتقانه للكثير من الأعمال الهندسية الآخر.
وربما كان لإدارته المتميزة لعمل هذا المركز مع فريق عمله الرائع هو سر النجاح الذي حققه مركز عدن للدراسات التاريخية الجدير بالقيمة والأهمية، وهو بذلك يسر على خطى شقيه في حضرموت، أقصد مركز حضرموت للدراسات التاريخية بادارة الزميلين العزيزين الدكتور عبدالله الجعيدي رئيس المركز والدكتور خالد بلخشر روح مركز حضرموت ودينمه المحرك.
ولا أخفيكم سرا بانني بهذه الزيارة الخاطفة للمركز اليوم بقدر سعادتي الا أنني شعرت بالندم لعدم زيارتي له من وقت سابق، ففيه ما يستحق الزيارة والاطلاع وقد علمت من الدكتور محمود انهم بصدد انشاء مكتبه رقمية لتسهيل عنا البحث في الكتب الورقية.
تمنياتنا للمركز وادارته الرائعة دوام التوفيق والنجاح ومزيدا من النماء والازدهار. ونلتقي في ندوة المرحوم محمد علي باشراحيل صباح الخميس القادم على خير وسلام انشاءلله.
وهاكم بعض وقائع الزيارة