fbpx
الحرس الجمهوري اليمني.. أين اختفى اثناء قتل الحوثيين لـ” صالح”؟..  وهل يمكن إعادته للحياه ؟
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص:

أثار اسم الحرس الجمهوري تساؤلات كثيرة، منذ انشاءه على ايدي الرئيس السابق علي عبدالله صالح والذي قتل مؤخرا على ايدي الحوثيين.

وكان يعرف عن تلك القوات، بانها القوات الاكثر تنظيماً وقوة وتدريبات، إلا أن حدث مقتل صالح من قبل المليشيات الحوثية، وتخلي الحرس الجمهوري عنه، يؤكد ان قوات الحرس اصبحت اسماً بلا واقع.

عن واقع الحرس الجمهوري وماذا اذا كان متواجدا فعلاً او يمكن اعادة احياءه، قال العميد الركن ثابت حسين صالح لــ ” يافع نيوز ” ان المواجهات الأخيرة في صنعاء وهزيمة الرئيس السابق صالح ومقتله كشفت المستور عن حقيقة ” الحرس الجمهوري” و”القوات الخاصة” التي تم الترويج لها طويلا على أنها “قوات النخبة اليمنية” ! فلم تستمر المواجهات مع الحوثيين أكثر من ثلاثة أيام، مضيفاً ان هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان انهيار الحرس الجمهوري العراقي وكتائب القذافي … الخ .

العميد الركن ثابت حسين

وقال العميد الركن ثابت ان كل هذه التشكيلات التي بنيت على الولاء الشخصي لصالح وكان يغدق عليها بكل الامتيازات وفي نفس الوقت إهمال بقية صنوف وحدات الجيش والأمن … كان مصيرها الفشل بل والتخلي عنه بصورة مذلة ومهينة .

واشار بالقول: على اي حال بالنسبة للحرس الجمهوري اليمني كان متوقعا أن لا يستطيع مواجهة الحوثيين لأسباب عديدة ذكرت بعضها في سياق عام … إضافة إلى أسباب أخرى أهمها:

1- التحالف الهش الذي جمع الحليفين العدوين اللدودين وسوء النوايا تجاه بعضهما البعض .

2- كان الحوثيون قد سيطروا منذ وقت مبكر وتدريجيا وبشكل ممنهج ومدروس على مقدرات صالح العسكرية والأمنية والمالية وحتى الإعلامية والقبلية …

3- تحوث معظم قيادات الحرس الجمهوري وتحويل ولائها من “الزعيم” إلى “السيد ” كنتيجة منطقية وطبيعية لطبيعة تكوين وتربية هذه الوحدة .

4- كان من الملاحظ ومنذ وصول الحوثيين إلى صنعاء ثم انقلابهم على الرئيس هادي أن وحدات هذا الحرس قد توزعت بين ثلاث مجموعات على الأقل وهي:

– المجموعة الأولى وهي الأكثرية انحازت إلى الحوثيين بدوافع مختلفة سياسية ومذهبية

– المجموعة الثانية وهي الأوسط التي آثرت البقاء على الحياد

– المجموعة الثالثة وهي الأقل عددا بقيت على ولائها للرئيس السابق ولكنها كانت في تناقص مستمر .

وحول امكانية اعادة احياء قوات الحرس الجمهوري، قال العميد الركن ثابت: ليس من المستحيل إعادة لملمة اي مجاميع تحت مسمى الحرس الجمهوري لكن فعاليتها ودورها سيكون أضعف بكثير  مما يتوقع البعض لأسباب سياسية ومعنوية ونفسية غير مواتية وغير مشجعة .

وفي سياق متصل، وفي نفس الشأن قال العميد فيصل حلبوب أن تأسس الحرس الجمهوري اليمني عام 1964 ليكون مماثلا للحرس الجمهوري المصري. لكن الحرس الجمهوري اليمني يفتقر الى التوعية الفكرية السليمة. وعدم وحود فلسفة واضحة لهذا الحرس بل ضل يحمل الفكر القبلي الغير تنويري الذي جعله عقيم في كل مراحل وجوده طيلة اكثر من خمسة عقود . وعندما وصل الى الحكم في صنعاء علي عبدالله صالح في العام1979م اعطى جل اهتمامه لتطوير هذا الحرس وجعله قوة كبيرة

وقال: يتكون من 23 لواء تتوزع على ألوية مشاة ومظليين ومدرعات ودبابات، إضافة إلى صواريخ ودفاعات جوية وقوات صاعقة وقوات لمكافحة الإرهاب، كما تشمل قوات الحرس الخاص التي كانت تتولى حراسة القصور الرئاسية.. كل هذه البنية العسكرية والتوسع بالكم واﻻدارات وصرف اﻻموال بعيدا عن اﻻهتمام بالنوع والكيف والوعي..

العميد فيصل حلبوب

واضاف العميد حلبوب: استمر هذه الحرس الهجين الذي يفتقد الى العقيدة العسكرية والمجردة من الوطنية ﻻنه بني على اساس حب شخص معين . لهذا انعدمت الفلسفة المنطقية التي تنمي وعي العسكري وترسخ في ذهنه اﻻيمان الكامل في الدفاع عن الوطن والتضحية في سبيله. وﻻن الوﻻء للاشخاص في الجيوش يجرد العساكر من حبهم لوطنهم . ويجعلهم عبيد واجراء عند شخص ﻻ حماة لوطن ولشعب.. وكما كنا نلاحظ من خلال ممارسات الحرس الجمهوري تجاه الشعب في الشمال والجنوب انه كان عدائي يمارس كل اشكال العداء واﻻنتقام والبلطجة والنهب والسلب والقتل تجاه المواطن .وهذا كان دليل ان هذا الحرس لم يتم تاهيله وطنيا ولم يتم اشباعه بفلسفة وطنية تجعله يشعر بانه مسؤول امام الوطن والمواطن ، بل تعدى ذلك الى ان منتمي الحرس يعيش في وضع يخيل له ان وجوده هو لحماية الزعيم المستهدف من الشعب . هنا تتضح الفكرة وتنهزم الوطنية ويتحول العسكري في هذه الحالة الى عبد اجير عند سيده ، وما الوطن في نظره اﻻ مزرعة يسرق وينهب منها الفواكه والخضروات متى اراد ودون وازع ديني او وطني او ضمير انساني.

واكد حلبوب بالقول: استمر حال الحرس الجمهوري هكذا حتى عام 2012م عندما اتخذت اجراءات الهيكلة في الجيش اليمني والحرس الذي معه تم اضعاف تكوينات الخرس الجمهوري برغم بقى بعض القوة منه مع علي عبدالله صالح والذي استمرت هذه القوة حتى سيطرة الحوثي على صنعاء ، بدأت بعدها النعرة المذهبية تنخر جسد ما تبقى من الحرس مع المخلوع. وﻻن الحرس كما شرحنا ليس متسلح بفكر علمي فلسفي ظل هش امام اي تاثير اخر يعرضه للسقوط واﻻنهيار ..

 

واضاف، وهكذا اصبح حال الحرس الهش الضعيف الذي تحول معظمه الى يد صاحب المذهب الرافضي ولم يتبقى مع المخلوع الا قليل القليل الذي ﻻ يسمن وﻻ يغني من جوع، اي ان الحوثي اخذ صفوة الحرس وترك القشور للمخلوع، وهذا ما اتضح في اخر لحظات حياة المخلوع عندما لم يجد من يحميه (لأن من تستأجره ليحرث لك اﻻرض باجر يومه ﻻيمكن يضحي بنفسه في سبيلك اطلاقا، ﻻنه يعرف ان انتهيت انت سيذهب الى غيرك ليحصل على ما كنت تمنحه اياه او اكثر ) فلا يستوي اﻻجير بالوطني ابدا..

بعد انتهاء علي عبدالله صالح اصبح ما تبقى من قشور الحرس الجمهوري معروض بالمزاد العلني لمن يدفع اكثر الشرعية ام الحوثي .

علي عبدالله صالح انسان غير متعلم وﻻ يحمل اي فكر او نضوج علمي وفكري .. حكم البلاد بالمتناقضات واسلوب فرق تسد .. واستخدام قليلي اﻻصول والبلطجة وتشجيعهم ضد شرائح المجتمع حتى ان البلاد اصبحت شبه غابة اختل فيها التركيب الطبقي واﻻجتماعي واﻻداري والعلمي.. وهكذا كان حال المؤتمر الشعبي العام الذي بناه علي عبدالله صالح كالجيش اليمني والحرس الجمهوري دون ايدلوجية وﻻ فلسفة واضحة بل اصبح كالزريبة تجمع فيها البهائم من كل شكل ونوع ﻻ تجمعها جوامع وﻻ افكار غير ابتكار الفساد والكذب والتزوير ونهب المال العام وسرقة اموال الشعب . فكان الرابط الوحيد بين علي عبدالله صالح وحرسه الجمهوري ومؤتمره هو المصالح واﻻموال فقط . وعندما انتهى المخلوع انتهت هذه الزرائب وتلاشت واصبحت تبحث عن مصالحها عند اخرين.

اعﻻم التحالف عندما نسمعه يروج هذه اﻻيام بعد انتهاء المخلوع عن مشاركة الحرس في الجبهات هذا الكلام ليس واقعي  ولم يحدث حتى اﻻن ولكنه دعائي العرض منه هز معنويات مليشيات الحوثي وسكان المناطق الزيدية ومحاولة دفعهم للالتحاق بالشرعية التي لم تستطع ان تقنع اسرة واحدة في صنعا للالتحاق بها.

أخبار ذات صله