fbpx
فلسطين تشيع شهداء الاحتجاجات وفتح تطالب بتصعيد الانتفاضة
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

أصيب العشرات من الفلسطينيين أمس إصابات متفاوتة الخطورة في ظل استمرار المواجهات الغاضبة، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.

وشهدت جل المدن الفلسطينية مواجهات في نقاط التماس بشكل أقل حدة من المواجهات العنيفة التي شهدتها أول من أمس الجمعة، والتي خلفت أربعة شهداء، من بينهم اثنان في قطاع غزة وآخران في الضفة وشرقي القدس. لكن حدة المواجهات ارتفعت أكثر خلال مراسيم تشييع آلاف الفلسطينيين لجثامين الشهداء إلى مثواهم الأخير وسط دعوات بتصعيد الانتفاضة الشعبية.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن ثمانية شبان أصيبوا بجروح ورضوض جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في شارع صلاح الدين ومنطقة باب العامود في القدس. كما أصيب المصور الصحافي نجيب الرازم خلال تغطيته للمسيرة التي انطلقت في تلك المنطقة.

فيما اعتقلت قوات الاحتلال الناشط المقدسي عوض السلايمة، وصادرت أعلاما من المتظاهرين واعتدت على فتاة بالضرب. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن قواته اعتقلت 14 فلسطينيا منذ فجر الجمعة في مناطق شرقي القدس، مدعيا أنهم شاركوا في رشق الحجارة وإلقاء الألعاب النارية تجاه قوات الشرطة.

فيما أصيب نحو 30 فلسطينيا جراء استنشاقهم الغاز الناجم عن إلقاء قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين في نقاط التماس قرب نابلس والخليل ورام الله. كما أصيب في قطاع غزة خمسة متظاهرين بالرصاص الحي جميعهم بجروح متوسطة، بينما أصيب 20 آخرون جراء استنشاقهم للدخان.

وانطلقت المظاهرات أمس في نقاط التماس بغزة والضفة، عقب تشييع جثامين الشهداء الأربعة الذين سقطوا أول من أمس، حيث شيع الآلاف من سكان القطاع جثمان الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا (29 عاما)، الذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي على حدود شرق مدينة غزة.

وانطلق موكب التشييع من مسجد مجاور لمنزل الشهيد في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وسط حضور لافت لقيادات من الفصائل الفلسطينية، بينها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. وردد المشاركون في الجنازة هتافات غاضبة تدعو المقاومة للرد على استهداف الشهيد أبو ثريا بشكل متعمد، رغم أنه لم يكن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال.

كما شيع الآلاف في حي الشجاعية شرق مدينة غزة ياسر سكر، الذي استشهد خلال المواجهات التي اندلعت شرق الحي أول من أمس بالقرب من موقع ناحل عوز العسكري. فيما شيع الآلاف الشهيد محمد عقل في الخليل، والشهيد باسل إبراهيم في بلدة عناتا بالقدس، الذي عرفت جنازته حضورا لافتا لقيادات بارزة من حركة فتح، بينها نائب رئيس الحركة محمود العالول.

ودعت حركة فتح في بيان لافت إلى تصعيد الفعاليات الشعبية المناهضة للقرار الأميركي، مؤكدة استمرارها في برامجها بإغلاق الطرق الالتفافية أمام المستوطنين غدا الاثنين والخميس، ومواصلة المظاهرات العارمة في كل النقاط، خاصة يوم الأربعاء المقبل في القدس ومحيطها، تزامنا مع وصول مايك بنس نائب الرئيس الأميركي.

وقالت «فتح» في بيان أمس إنها «تؤكد على ضرورة التظاهر في مسيرات احتجاج وغضب عارمة تجاه بوابات القدس تزامنا مع وصول نائب الرئيس الأميركي إلى دولة الاحتلال يوم الأربعاء القادم»، داعية إلى التنسيق الكامل مع المسيحيين مساء يوم الأحد للمشاركة بكثافة في فعالية إنارة الشموع في بيت لحم، والقدس ورام الله، وأريحا وبيرزيت ونابلس، داعية إلى اعتبار يوم الجمعة القادم يوم غضب فلسطيني في كافة محافظات الوطن رفضا وتنديدا بالقرار الأميركي.

وخلال تشييع الشهيد أبو ثريا، ألقى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كلمة قال فيها إن الشعب الفلسطيني سيواصل انتفاضته رغم تعمد الاحتلال القتل المباشر لشباب فلسطين، متعهدا بالانتصار في هذه المعركة وإجبار الإدارة الأميركية على التراجع عن قرارها وإسقاطه.

كما شدد هنية على أنه لا تنازل عن القدس الموحدة الإسلامية، مشيرا إلى أن القدس آية من القرآن، ولن يمر عليها المسلمون كما مروا على بلدان ثم تركوها ومضوا لأسباب واعتبارات كثيرة، مشددا على «إننا باقون في أرضنا وقدسنا». ولم تقتصر الاحتجاجات أمس على الأراضي الفلسطينية فحسب، بل انتقلت إلى عدة عواصم عربية وأوروبية، حيث شارك نحو ألف شخص بمسيرة في فرانكفورت أمس للاحتجاج على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت الشرطة الألمانية لتلفزيون «رويترز» إن المظاهرة كانت سلمية، موضحة أن المدينة حظرت بشكل خاص حرق أي شيء خلال المظاهرات.

وبحسب تقديرات الشرطة، فقد تجمع نحو 500 متظاهر ظهر أمس أمام محطة القطار الرئيسية في المدينة تحت شعار «من أجل القدس، ضد قرار ترمب».

وفي مسيرتهم إلى وسط المدينة رفع المتظاهرون أعلاما ألمانية وفلسطينية، وتضمنت الشعارات التي رددوها عبارات مناوئة لترمب في المقام الأول، مثل «دونالد ترمب: أنصت.. القدس من المحظورات». كما جاء في المنشورات التي تم توزيعها خلال المظاهرة أن القدس ليست عاصمة إسرائيل، وأن ضم القدس الشرقية لإسرائيل غير شرعي.

أخبار ذات صله