fbpx
عن مقتل صالح وروايتين

إذاً زمن الجبروت ولّى.. بعد أن ملأ البقاع كوارث ومآسي … ولعب على وتر المتناقضات … ياصنعاء فكيف يغرد الكناري ؟..
أخذ يقلّب في الأدراج وبين الكتب بحثاً عن إسطوانة سمّاها قارورة الدواء
أيضا كل الفضولين هرعوا للمشاهدة
أين ترسانة الرجل كي تحميه
وتنتشله من حميم النار لم نجدها تنقذه ولم نرها تهرع إلى موقع الحادثة ..
سأل سائل واللهفة بادية على محياه : أين الزعيم؟ ” أنظر لا أرى إلا رجل يبدو بقطعة قماش ملفوف .. فاين جيش الحرس وقوام عتاده كأنه يقول “أين الظل والنهرُ”؟

لم يفهم الكل أن السائل كان فطنا حين قال وهو يتمتم لست متأسفا عليه لكن أين قواته كلها !! يسأل أو ربما يفهم البعض ويريد إنتهاز الفرصة لفتح الموضوع القديم الجديد أجاب واحدا من زاوية المجلس لقد قتل شر قتلة وقواته وكل أدواته تتمركز حيث هي والقادم  أسوأ وزاد: ( عفاش رحل من هذه الدنيا وأخذ الكثير من نصيبها .. أنت الآن موقعك فين !!؟) هكذا قال يستحث وهو على هيئة إنصراف .. حينما كانت المنظومة المتفرخة مدرسة للفساد والإجرام أيام أستاذها وزعيم شخوصها .. أيام خوالي كانت العقلية المتخلفة تتسمر الطبقة السفلى للإنا وتوطد الخنوع وتمجد العبودية لعجوز خرف ظل متمسكا بالزعامة الخرقاء حتى أضحى قتيلا على يد حلفائه بالمكر شركائه بالإجرام
في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين سوف يتذكر تلاميذ عفاش “وبضاعته ” كما وصفهم ذات يوم سيتذكروا اللحظة التاريخية لمقتله ويستعيدوا مراحل ومستويات
الإستعباد والولاء السياسي ليعيشوا أحداثها بتأسي فهل يتبادلوا الأحزان والندم أم الأشواق والورود  ليتقاسموا إرثه التاريخي الأسود الذي صنعه وهو يرقص فوق رؤوسهم المنكسة ..

كتب المثقف الرويشان وهو وزير سابق بحكومة صالح منشور مقتضب على صفحته بفيسبوك” أختار نهايته بقراره ..وبحسم،وكأنه كان يعرف هذه النهاية بالساعة وبالدقيقة،لذلك كانت ال ٢٤ الساعة الأخيرة من حياته مثل وصيّة معلنة.
فيما الصحافي محمد جميح كتب بإستغراب.. لا يمكن أن يكون في البيت لحظة دخولهم. صالح رجل داهية، لا يمكن أن يمكنهم من رقبته .. كاتب جميح شهادته -التي قال يجب أن تكتب – عن صالح، وقد عارضت معظم سياساته، وخاصة بعد تحالفه مع الحوثيين، أكتب وقد أستشهد وأصيب كثير من أهلي وأصدقائي في مواجهة الانقلاب، ولكني الآن اكتب للحقيقة والتاريخ، وقبل ذلك لوجه الله، وليسامحني الله على كتمان الخبر حينها، ولا سامحني الله إن كذبت.

الآن مع الصدمة المؤلمة بالنسبة لهم وحق الفراغ الذي سيشكله يكون قد طار من عشهم ” طائر الهوى” فمنذ أن نعق الغراب في مدينتنا نحن وملأ الفساد مؤسساتنا قبل أن تصبح خالية على عروشها الجنوب مايزال عليل من وبائكم وهو في طريقه للتعافي بإذن الله … فنحثكم على الإعتاظ وأخذ العبر دون شماته .. إرفعوا أيديكم عن مقدرات شعبنا ..وعودوا إلى رشدكم .. حتى الساعة  وعدن تقاوم .. تنبض بالروح المدنية .. والصبر والتحمل وجمال الحضارة عناوينها العريضة السلام والمحبة والتعايش السرمدي .. كان قد بدأ يسطو أخوان داعش “جناحكم وحليفكم المنافح ” على كل نسمة و بسمة لكن المدينة وأهلها طردوا بيئتهم العفنة ومازالوا في خضم إجراء التصفية النهائية .. فكيف يغرد الكناري وقد ملأ نعيق الغراب صدى المدينة وبضاعتكم أيها المقتول تعاود أراجيز المجاعة ؟ فهل في الوطن طعماً للنجاح والسلام المأمول.
هذا مانرجوه أن بقي لنا رجاء.