fbpx
الخيار.. هو الدولة الجنوبية يا دول التحالف..

كتب / عزالدين الشعيبي

نتائج المعطيات تشير أن صنعاء ستعيش وضع فوضوي محتقن ستغذيه روح الانتقام القبلي العنصري، فمهما حاول المسيطرين على صنعاء تطبيع الأوضاع وإظهار الصورة بجزئية من الاستقرار سيكون القادم متشظي.

صراع المراكز والنفوذ الذي إن قبله طرف سيرفضه الطرف الآخر سيكون سيد المشهد، كما أن شعارات قيام الدولة المدنية في الشمال ستذهب أدراج الرياح سيما بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها صنعاء، وكيف أن عصا الإمامة صارت المعول الذي يهد به كل من يفكر بالتعددية والحزبية والتعايش المدني والديني وإن كانت لم تتواجد في السابق إلا عبر شاشات التلفزة .

 

فالأحداث تقول لا صوت يعلو فوق صوت السيد، ولا قصر يبقى طالما وجبال مران باقية .

 

وعلى صعيد آخر فيما يخص الوضع في الجنوب طبعا وباعتقادي أن أي تحليل سياسي يذهب أنه في حالة سيطرة الحوثيون على صنعاء والشمال سيخدم مجال قضيتنا الجنوبية ويقرب الوجهات والمواقف لما يخدم مسار القضية الجنوبية فهذا التحليل قاصر المدى وبدون جدوى! .

الكل يدرك أن مطامع ومخططات الحوثي لن تقف عند حدود التقسيم السيادي لشطري الدولة ما قبل الوحدة، فأهداف حركة الحوثي تضرب إلى ما وراء البحر وأبعد، وإلى ما وراء الصحراء وأبعد، كما أن لنا تجارب في مواقف الحركة الحوثية على الجنوب وقضيته وكيف تمخضت تلك الخطابات واللفتات المعسولة لقياديين في الحركة الحوثية للجنوب سيما أيام وهج الحراك الجنوبي في السابق لتلد أحقادا لن تتطفئها إلا الدماء الكثيرة التي أهرقها الحوثيون من أبناء شعبنا الجنوبي في حربهم الأخير .

 

فبمجرد تحقيق الانقلاب الناجح للحوثيين في الشمال والسيطرة على أجزاء الدولة ومركزية القرار كانت أول خطوات الحوثيون هي اجتياح الجنوب بالقوة تحت ذرائع وحجج واهية  ولا مبررات لها سوى أننا كنا في الأمس ملائكة عندما كانوا محاصرين في جبال صعدة وتحولنا إلى دواعش توجب اجتثثاهم عندما أمتدوا إلى صنعاء… إذن فلنغلق نافذة أن الحوثي في حال سيطرته على الشمال سيدفع بالعجلة نحو استقلال الجنوب ..

طبعا فيما يخص التحالف وحربه في اليمن باعتقادي أيضا أن في حالة استمرار رهان دول التحالف على ما يسمى مقاومة في الشمال ومحاولة استنهاض بعض القوى والأحزاب وكسب مواقفها فهذا رهان خاسر سيضع التحالف في حالة تخبط ستفقده أي عاصفة أمل .

وقد لا حظنا وعايشنا سياسة التسرع في لغة البيانات لمباركة الانتفاضة التي دعا لها علي عبدالله صالح قبل اغتياله وكيف انقلبت موازين الصراع عندما حوصر صالح في مربع الموت ثم اغتياله بصورة بشعة ومستفزة ليس فحسب على محبي صالح ومواليه وانما على دول التحالف والعالم.. قد كانت رسالة قوية أظهرت تسرع المواقف والبيانات التي أصدرت عن الشرعية ودول التحالف وجعلتها في موقف ضعف.

كما أن رهان التحالف على ألوية ((التباب)) وحزب الإصلاح في التقدم والسيطرة وتحقيق تحرك ملموس فقد بات الكل يدرك أنه رهان مستخف وقد كانت فترة السنوات الماضية كافية لتوصلنا إلى هذه القناعات .

 

التحالف أمام خيار صعب وما يخرجه من هذه الخيارات والعقبات هو خيار دعم قيام الدولة الجنوبية ورسم خارطة طريق للجنوبيين فيها تؤسس للشعب الجنوبي لبنات الدولة ذات السيادة .

وقد أثبت الشعب الجنوبي جدارته في الحرب الأخيرة وكيف قدم  في هذه الحرب قوافل من الشهداء قربانا لنيل الحرية على الأرض وبمساندة دول التحالف الشقيقة، وما ذاك إلا حرصا من كل الشعب الجنوبي للحفاظ والدفاع عن الجنوب ودول الجوار والأقليم والأمة العربية قدما صوب تحقيق شراكة أمنية برغماتية مبادئها الأولية إرساء الأمن والاستقرار في ربوع الجنوب وكذا لكل دول التحالف العربي وإحباط المشروع التدميري التآمري لدولة إيران في الخليج العربي ..