fbpx
رفض عربي وإسلامي لقرار ترامب واجتماع وزاري طارئ لبحث التحرك
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

رفضت غالبية الدول العربية والإسلامية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وحذرت من تداعياته، فيما تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية السبت المقبل، بناء على طلب من فلسطين والأردن، لمناقشة «التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير المحتمل في الموقف الأميركي الذي يمس بمكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي».

تحرك خليجي جماعي

وأعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي وزير الإعلام بالوكالة، الشيخ محمد العبد الله الصباح، أمس، أن الدول الخليجية أقرت في اجتماعها الأخير في الكويت التحرك جماعيا للإعراب للإدارة الأميركية عن رفضها وشجبها لأي قرار بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة. وقال في لقاء مع صحافيين: «تم تكليف الأمانة العامة لمجلس التعاون لإعداد رسالة بالموقف الخليجي الموحد بشأن رفض نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس… هناك رفض مطلق للخطوة الأميركية، ونعتقد أنها ستأتي بنتائج سلبية في المنطقة وعلى مستوى العالم».

مصر ترفض القرار وآثاره

وفي القاهرة، ترأس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعا في الرئاسة، أمس، استبق قرار ترمب، وناقش «ما سيسفر عنه من تعقيدات وآثار سلبية على جهود استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط».

ودعا السيسي إلى «التعامل بحذر مع ملف القدس، خصوصا في ظل الوضعية القانونية والدينية والتاريخية للمدينة، وما يرتبط بها من حساسية ومكانة لدى مختلف الشعوب العربية والإسلامية». وشدد على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، في إطار السعي للتوصل إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة للقضية.

وبعد صدور القرار، اتصل السيسي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأبلغه برفض مصر قرار ترمب وأي آثار مترتبة عليه. وبحث الرئيسان تداعيات القرار الأميركي «في ظل مخالفته لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلا عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية».

دعوة تركية إلى قمة إسلامية

ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى عقد قمة طارئة لقادة دول «منظمة التعاون الإسلامي» الأربعاء المقبل في إسطنبول، لبحث التحرك المشترك تجاه القرار. وقال إردوغان في مؤتمر صحافي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عقب مباحثاتهما في أنقرة، أمس، إن «من يغير وضع القدس سيكون خاسرا في النهاية، ولا بد من تحقيق السلام بين الأطراف المختلفة، ولا بد من اتفاق على تأييد الدولة الفلسطينية ودعمها داخل حدود عام 1967».

وشدد على أن «القدس خط أحمر بالنسبة إلى المسلمين»، مشيرا إلى «ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المدينة من دون أي تغيير». وأضاف أن «المدينة تخضع للقرارات الدولية، واتخاذ خطوة خاطئة فيما يتعلق بوضع القدس سيمهد الطريق أمام استياء واسع ويؤدي إلى صراعات جديدة». وأكد أنه «لا يحق لأحد أن يتحكم بمصائر ملايين الناس إرضاء لأهوائه الشخصية، فخطوة كهذه لن تخدم سوى المنظمات الإرهابية». وأشار إلى أن الأردن وتركيا «متفقتان على أن القدس تعتبر مدينة خاصة لكل الديانات ولا يمكن تقبل أي أخطاء بخصوصها».

قلق أردني

وأشار العاهل الأردني إلى أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس «يثير القلق»، مشددا على ضرورة «التوصل إلى اتفاق سلمي لتكون لفلسطين دولتها المستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل، ثم يجري الاتفاق على وضع القدس، فهي عاصمة لدولتين، ولا بديل عن حل الدولتين، ونحن نعمل معا من أجل محاربة الإرهاب، ونتحمل مسؤوليتنا الدينية تجاه القدس». وحذر من «تداعيات الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل»، مؤكدا أن «تسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين ستعزز الاستقرار في الشرق الأوسط».

«انشغال» مغربي عميق

وأعرب العاهل المغربي الملك محمد السادس للرئيس الأميركي عن «انشغاله الشخصي العميق، والقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء نية الإدارة الأميركية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها». وأكد بصفته رئيس «لجنة القدس» المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، في رسالة بعثها إلى ترمب، أن القرار «يؤثر سلبا على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، لكون الولايات المتحدة أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام».

وشدد على أن «مدينة القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعالما للتساكن والتسامح بين الجميع، وهي بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم».

وفي طهران، اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي قرار ترمب «دليلا على الضعف»، فيما اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «مؤامرة جديدة تواجه العالم الإسلامي»، داعيا إلى «الوقوف في وجه المؤامرة الكبيرة لإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني… وعلى عاتق الدول الإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي مسؤولية كبيرة على هذا الصعيد».

وناقش روحاني مع نظيره التركي أوضاع القدس والقرار الأميركي، واصفا إعلان ترمب بـ«الخاطئ وغير الشرعي والاستفزازي والخطير جداً»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وحمل روحاني إسرائيل «مسؤولية عدم الاستقرار في المنطقة».

واعتبر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قرار ترمب «حكما بالإعدام على كل مساعي السلام». ووصفه بأنه «تصعيد خطير». وقالت وزارة الخارجية القطرية إن «الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد حذر من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوة في اتصال هاتفي مع ترمب».

وفي بيروت، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن قرار ترمب «خطير ويهدد مصداقية الولايات المتحدة وسيطا لعملية السلام في المنطقة». وأضاف في بيان أن القرار «أعاد عملية السلام عقودا إلى الوراء ويهدد الاستقرار الإقليمي وربما العالمي».

أخبار ذات صله