fbpx
سكان الجوف .. نزوحٌ من جحيم المليشيات
شارك الخبر

يافع نيوز – البيان:

طالما حلمت مئات الأسر اليمنية بواقع مختلف يقتصر على الرغيف والمسكن الآمن بعيداً عن نار الحرب. يعيش سكان محافظة الجوف، حيث تدور مواجهات بين قوات الشرعية وميلشيات الانقلابيين من جهة أخرى، ظروفاً قاسية بعد أن عمدت المليشيات إلى فرض تهجير جماعي لأكثر من عشرين ألف نسمة من سكان المحافظة من معظم مديرياتها.

 

خيارات صعبة وعذابات قاسية تقاسمها سكان المحافظة المثخنة بجراح الانقلاب ولا يزالون، لقد قلب اجتياح الميلشيات مناطقهم، حياتهم إلى جحيم يمضون الأيام والليالي في محاولة تصور حياة مقاربة لما كانوا عليه قبل أن تشعل المليشيات النار وتجعل منها مسرحاً مفتوحا للخراب.

 

محاولات تعاف

تمر الأيام ثقيلة بينما يحاول المشردون التعافي في مناطق نزوحهم الجديدة القاحلة والبديلة عن مناطقهم، ونسيان ما خلفته الحرب من مواجع وسلب لسكينتهم وراحتهم. أسر قليلة وان كان معظمها لعسكريين من خارج المحافظة توافدت إلى الجوف، وأخرى من ذات المحافظة غيرت مواطنها التي طالتها الحرب، محاولة إعادة ضبط إيقاع الحياة في مكان آخر غير الذي ألفهم وألفوه.

 

رحلة بحث

ينهض صالح عبدالكريم كعادته كل يوم، يرتاد وسط مدينة الحزم عاصمة الجوف حيث يتجمع العمال بمختلف مهنهم، ينتظر عله يجد من يلوح بيده بحثاً عن عامل بناء، أو أي فرصة عمل أخرى، في قلب مدينة ضيقة وغريبة عنه. رحلة بحث عن مصدر عيش كريم هي ما لخصها صالح حين سألناه عن سبب تواجده في مثل هذه المدينة الغريبة على حد وصفه. صالح رجل أربعيني لا يمل انتظار الرزق وادخار ما أمكن لأسرته البعيدة في قريته الواقعة في محافظة تعز التي غادرها قبل تسعة أشهر، بعد أن ضاق به الحال مثله مثل الكثير من اليمنيين وجدوا أنفسهم ضحية حرب أضرمتها المليشيا وتوقف معها الحال.

 

يقول صالح: «أعيش في غرفة صغيرة وسط المدينة، أعود إليها بعد نهار شاق، أقضيه في البحث عن عمل أسد من خلاله رمق أطفالي الأربعة، واحتياجاتهم التي لا أتمكن من توفيرها نتيجة غياب فرص العمل».

 

وجع يومي شاخت معه ملامح المئات من العمال القادمين من مناطقهم المشتعلة بالحرب، إذ تبدو وجوههم منهكة بالتعب جراء ركضهم الطويل وراء القوت الضروري لأسرهم، في زمن جفت فيه مصادر الدخل، وتفاقمت ظروف المعيشة، إذ يعد العمال بمهنهم المختلفة هم الشريحة الأكثر تضرراً من الحرب.

أخبار ذات صله