fbpx
الأمن وهزيمة لعبة الكبار

تعزف الحكومة الشرعية بإتقان على وتر مواصلة هجومها الدموي عبر معاونيها بإعتباره الخيط القاسي الذي تتكى عليه وهي ترمي بخرابها على إجهزة الأمن ومقار عمله ولعلها تدرك إن بعض أدواتها يندفعون للتعامل مع هبوطها المخجل بضرورة العمل العدائي كمقطوعة لحن جنائزي تريد به ومنه ضمان إستمرارها وإبتزاز قوى الأمن والشعب الجنوبي المناصر له وتصويرها وكأنها رافضة للسلام والتناغم جملة.. فالحكومة بهذا المعنى تقصد بإيقاف كبح جماح التقدم الأمني الملحوظ إيقاف مقاومة وجوده وقطع دابر من يسعون لاستتبابه لإشاعة السلام والأمان ورد الحقوق والمظالم والقبول بالآخر الجنوبي .
ومن هنا ومن الجانب الآخر يعتبر البعض مثل هذه الدعاوى مجرد محاولة لفضِّ وتقليم أظافر المليشيات المسلحة وإقتلاع أنيابها التي تمثلت لزمن طويل في المقاومة عبر السلاح وأختلاق الفوضى وبالتالي وتوازياً لا بد من تفكيك القاسم المشترك بين الجماعات المسلحة ومموليها والذي يقضُّ مضجع الحكومة ويهدد استفحالها القاتل وسيطرتها على مقاليد الأمور.
وهي بذلك وكما تراه دعوة حق أُريد بها باطل عوضاً عن أن تكون دعوة حق من أجل الحق! كما نراه نحن ..
وعلى الرغم من تقديرنا لمثل هذه الرؤية (المتشائمة) والمستريبة نوع ما وبشقيها المسلحة والسياسية للدعاوى الحكومية بوقف تغذية النزاعات المستندة على تجارب مريرة وجديرة بالنظر أحس بها أنصار الأمن  إلا أن القضية في رأينا يمكن أن تجد مسارات أخرى للحل بخلاف مجرد الاصطكاك والتمترس في خانة التعامل مع إيقاف إشاعة العبث بمقدرات الملك العام بإعتباره مرتبط بإنجاز مطالب سياسية معينة لأن جماعة ما تحمي الوطن بدماء أبنائها كما يراها الأعداء وفرق الأسواق الشعبية على صفحات وسائل  التواصل الإجتماعي

لقد قلنا من قبل إن الحكومة ذهبت مسافة بعيدة وقلنا إن تموضعات كثيرة وقفت تحت حزام الأمن وذلك خلال العامين المنصرمين ولذلك وبقليل من عقلنة الأمور نجد أنه من الصعب التعامل مع المشكلات وفق رؤى قديمة في ظل هذا الواقع الجديد لقد أعلنت الحكومة إنقضاء فشلها الذريع  بحيث يمكن أن تتعقد مع هذا الفشل المريع الأمور بشكل أسوأ من ذي قبل ومن ضمن ذلك تضمين دورها في حفظ الأمن والإستقرار والخدمات ولو صبرنا قليلاً قد ندخل في معمعة الصوملة “صاغرين”! وربما تدور بنا الدوامة من جديد حول ما هو شرعي وما هو غير ذلك.
هذه التطورات التي نراها رأي العين على بعد سنوات من الآن وربما أشهر أو أيام سوف تزيد من تعقيد الأمور وترفع من درجة الإحتقان والغليان  وحينها سيكون (البغيُ مَرتعُ مُبتغيه وخيمُ).
ما يهمنا كما قلنا هم أصحاب المصلحة المباشرة أي المواطنين المتأثرين بالنزاع لا الحكومة المسببة في إشعال التناحر وإذكاء نيرانها وما يهمنا كذلك هو ادراك الوطن قبل أن يتخطفه طائر الشؤم أو تذروه الرياح بين الشعوب والله المستعان .