fbpx
اجراس الحرب الثالثة على الجنوب ” تقرير “
شارك الخبر
اجراس الحرب الثالثة على الجنوب ” تقرير “

 

يافع نيوز – القسم السياسي

 

يوماً بعد آخر تتكشف نوايا القوى الشمالية المحسوبة على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، تجاه الجنوب وما يجري فيه من استقرار أمني ومكافحة الإرهاب وبناء قوات أمنية وعسكرية وإعادة بدعم وإشراف التحالف العربي.

وكلما خطى الجنوب خطوة نحو إعادة بناء مؤسساته الامنية والعسكرية او حتى المدنية، تكثف قوى الشمال حملاتها الإعلامية، وتزيد من تكشير أنيابها والإيعاز لأدواتها بالجنوب لإستهداف الأمن والاستقرار وتعطيل أي خطوات إيجابية في الجنوب.

 

  • جذور الأطماع الشمالية في الجنوب:

تعود جذور الأطماع الشمالية في الجنوب، الى مئات السنين، حيث يتحدث التأريخ عن سلسلة من الغزو والعدوان شنتها دويلات شمال اليمن على جنوب الجزيرة العربية وحضرموت، ومن أبرز تلك الاحداث ما قامت به عدة مرات مملكة سبأ الشمالية من غزو لدويلات الجنوب التأريخية.

وفي العصر الحديث، استمرت أطماع الشمال في الجنوب راسخة لدى المملكة المتوكلية الشمالية، لتنتقل تلك الاطماع الى ما بعد العهد الجمهوري في اليمن الشمالي، وكذا خلال فترة دولة الجنوب المستقلة عن الاستعمار البريطاني، حيث ظلت دولة الشمال تعتدي باستمرار على أراضي دولة الجنوب الحدودية رغم الاتفاقيات التي وقعت في هذا الشأن ووقف أي اعتداء من قبل الجانبين.

ومع استمرار المحاولات والأطماع الشمالية اليمنية، أدت الاختراقات العميقة التي في هيكل دولة الجنوب المستقلة في العام 1967م، لتتخذ شكل التغذية الشعبية في الجنوب بضرورة الوحدة مع الشمال، رغم ان البلدين والجغرافيتين لم يكن متوحدين في أي من حقب التأريخ القديم، وهذا مثبت بدراسات تأريخية عديدة.

ونجح الشمال أخيراً في تحقيق اطماعه بالجنوب، خلال توقيع اتفاقية الوحدة اليمنية 90، والتي انهارت سريعاً وتحول الى احتلال عام 94، لتؤكد أن اطماع الشمال في ثروات الجنوب والسيطرة عليه ممتدة تاريخياً في سياقات متوالية .

وبعد سنوات طويلة من احتلال الشمال للجنوب بقيادة علي عبدالله صالح وكل حلفاءه وتدمير الجنوب وتحويله إلى إقطاعية خاصة لمشائخ وقيادات الشمال العسكرية والسياسية والحزبية، لم يتقبل الشعب الجنوبي هذا الواقع المرير، وانتفض لإنهاء الوضع القائم الذي حول كل مواطن جنوبي الى كومة من المعاناة والألم والجوع.

وشكلت التداخلات السياسية التي نشأت نتيجة فشل الوحدة اليمنية وتحولها الى احتلال، الى تطورات عميقة في الحياة السياسية اليمنية، سواء في الشمال أو الجنوب، وأصبح مركز الحكم في صنعاء محط صراع ( شمالي شمالي ) وجميع أشكال الصراع في الشمال كانت هدفها ( تجديد احتلال الجنوب ) الذي تمرد بثورة سلمية لم يستطع نظام الشمال إنهاءها، كما لم تتمكن أحزاب الشمال التي تتخذ صورة المعارضة اختراق الثورة الجنوبية الشعبية التي ارتفع صوتها للمطالبة بإنهاء تلك ( الوحدة اليمنية ) وإعادة استقلال دولة الجنوب.

وبعد توسع رقعة الثورة الجنوبية السلمية، وضعف سيطرة نظام الحكم الشمالي على مناطق الجنوب، واشتداد الخلافات السياسية بين الأطراف الشمالية المتنازعة على الحكم، نفذت تلك القوى وبعد توقيعها على اتفاقيات كثيرة، وموافقتها وتوقيعها على مخرجات الحوار الوطني اليمني الذي عقد في صنعاء بمعزل عن أي تمثيل حقيقي للجنوب، أعادة الاطماع الشمالية من جديد توجهها نحو الجنوب.

 

  • حرب تجديد الاحتلال 2015:

في العام 2015 اتفقت الأطراف الشمالية على إنعاش الاحتلال الشمالي للجنوب، للحفاظ على ما تحقق من مطامع لها منذ غزو واحتلال الجنوب عام 1994م، خاصة بعد تزعزع نظام الشمال منذ ظهور الحراك الجنوبي عام 2007، وما تلاه من تحركات جنوبية محليا وخارجياً، وخلع علي عبدالله صالح من كرسي الرئاسة وتولي الرئيس هادي سدة الحكم عام 2011م.

انقلبت قوى الشمال الأكثر حضورا في نطاق الشمال الجغرافي ( الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام ) على الرئيس هادي، وحاضروه وفرضوا عليه الاقامة الجبرية، بمقابل صمت مطبق من قبل (حزب التجمع اليمني للإصلاح الاخواني) المدعي وقوفه الى جانب الرئيس هادي.

وبعدما سيطر الانقلابيين الشماليين على حكم صنعاء ومحافظات الشمال، بدأوا بتجهيز قواتهم لإعادة تجديد إحتلال الجنوب، فكانت بداية اجتياحهم للجنوب في مارس 2015م، حيث تشكل في الجنوب وبسرعة فائقة ( المقاومة الجنوبية ) لتحرير الجنوب وبإسناد من دول التحالف العربي، وفعلا تحرر الجنوب ومحافظاته وهو ما سبب صدمة لكل قوى الشمال.

 

  • إرهاصات:

لم يرق تحرير محافظات الجنوب لقوى الشرعية وخاصة التجمع اليمني للإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام ممن كانوا اتباع المخلوع صالح وتحولوا الى حضن الرئيس هادي، وعلى رأسهم رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر.

ولجأت تلك القوى المحسوبة على الشرعية، الى الاصطفاف واستدعاء الماضي ( تحالف 94 ) واستنفرت جهودها لتعطيل أي استقرار بالجنوب، سواء امني او خدمي، فقامت بإنشاء مليشيات وتعطيل الخدمات وفرض حصار سياسي واقتصادي على الجنوبيين، بما فيهم القيادات التي  تولت مناصب تنفيذية، وفرضت الحكومة عليهم حصاراً لمحاولة إفشالهم، وتهيئة الأرضية في الجنوب لشن حرب ثالثة من قوى الشمال وبعنوان جديد يحمله الإخوان المسلمين ( حزب التجمع اليمني للاصلاح ).

وكثيرة هي الإرهاصات التي تؤكد ان قوى الشمال تحضر لحرب جديدة على الجنوب، فالتشكيلات المسلحة وانشاء الوية باسم شرعية هادي وتدين بالولاء للشمال إضافة الى إعاقة جهود مكافحة الارهاب وزرع الاختلالات الامنية وخلط الاوراق، واستخدام القرار السياسي لمنع اعادة وبناء المؤسسات الجنوبية وفي مقدمتها المؤسسات الامنية والعسكرية.

ويأخذ التحريض الاعلامي الشمالي ولوسائل الشرعية دوره الكبير في التحضير والتهيئة للحرب على الجنوب، فمنذ تحرير الجنوب ومحافظاته خرجت وسائل اعلام تابعة للشرعية متذمرة جدا من مما جرى، ورافضة لتحرير الجنوب، وذلك ما يؤكد موقف بعض قوى الشرعية من الانقلابيين والدعم السري والغير معلن لهم باحتلال الجنوب، ويتجلى التأكيد أكثر من خلال السماح للحوثيين والمخلوع بالمرور من محافظات الشمال دون أي اعتراض نحو الجنوب، وفقا لاتفاقات سرية عقدها حزب الاصلاح مع الحوثيين والمخلوع.

وهناك سلسلة من المؤشرات التي تؤكد ان الشمال يحضر لحرب جديدة وثالثة على الجنوب، ومنع أي استقرار او تأسيس لركائز جنوبية يمكن ان تقوم عليها مطالبات الاستقلال بدولة الجنوب.

“يافع نيوز ” تستعرض أبرز تلك المؤشرات كالاتي:

  • – استمرار الحملات الاعلامية المكثفة والممولة ماليا ضد الجنوب وقياداته وانتصاراته .
  • – اشغال الرأي العام الجنوبي بقضايا وتفاصيل فرعية، لحرف تركيزهم عما يحاك ضد الجنوب من استعدادات لحرب جديدة.
  • – رفض قوى الشرعية لعمليات مكافحة الارهاب التي تنفذها قوات الحزام الامني والنخبتين الحضرمية والشبوانية لكون الارهاب ورقة شمالية طالما استخدمت ضد الجنوب.
  • – انشاء وتغذية معسكرات خارج إطار سلطات الامن والجيش، وباسم الشرعية لمحاولة فرض واقع عسكري وامني في عدن بعد تهيئة الارضية.
  • – احباط التحالف والقوات الجنوبية لعمليات سيطرة متكررة على المطار والميناء بعدن من قبل قوات تابعة للشرعية وقواها.

 

  • – وقوف حكومة بن دغر وراء الازمات المتكررة، ومعاقبة الجنوبيين بحرمانهم من مرتباتهم واختلاق ازمة المشتقات النفطية لشل الحركة في محافظات الجنوب وابقاءه دون تلبية الاحتياجات المهمة.
  • – تعمد حكومة بن دغر تغذية الخلافات وزرع الفتن والنعرات واستمرار فساداها واهدار المال العام وشراء الولاءات الصحفية لمهاجمة الجنوبيين ومشروع الاستقلال والمجلس الانتقالي الجنوبي.
  • – تصريحات رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر بان حكومته تعمل على إعادة القوات الشمالية لمعسكرات عدن من خلال ما اسماها ( الدمج لكل قوات اليمن ).
  • – تصريحات قيادات واعلاميين بحزبي الاصلاح والمؤتمر عن استعدادت قوات الاصلاح بمأرب لشن حرب على الجنوب.  
  • – إصدار قرارات باسم الرئيس هادي وتعيين قيادات موالية لعلي محسن الاحمر في معسكرات جنوبية، وكذا اصدار قرارات بمحافظين ينتمون للإصلاح والمؤتمر.
  • – ابقاء وادي حضرموت تحت سيطرة قوات شمالية تابعة للشريكين الرئيسين في الحرب الأولى على الجنوب ( علي عبدالله صالح – وعلي محسن الاحمر).
  • – مهاجمة النخبة الشبوانية التي استطاعت تأمين غالبية محافظة شبوة من الارهاب وتأمين خط العبر وتنظيم النقاط العسكرية.
  • – بقاء قوات الاصلاح المحسوب على الشرعية في جبهات القتال بمأرب والجوف وتعز دون احراز أي تقدم، يدل على ان هناك نوايا لبناء جيش والتوجه به الى الجنوب.

 

  • اتفاق بين الانقلابيين والاصلاح:

يتحدث التأريخ ان قوى الشمال مجتمعية، لا يمكن ان تختلف حول الجنوب، وان اختلفت وتصارعت على الحكم في الشمال، وما يؤكد ذلك هو ان القوى الثلاث الشمالية الرئيسية ( المؤتمر الشعبي العام – التجمع اليمني للاصلاح – الحوثيين) تحمل نفس الهدف وخاضت حروباً من اجل احتلال الجنوب.

 وبالتأكيد فإن الاهداف العامة للقوى الثلاث هي واحدة، فالمؤتمر والاصلاح كانا شريكين في الحرب الاولى على الجنوب وشكلا ( تحالف 94 )، في حين المؤتمر والحوثيين خاضا حربا ضد الجنوب وشكلا ( تحالف 2015 )، ويلتقي التحالفين في الاهداف العامة والقواسم المشتركة في احتلال الجنوب ونهب ثرواته بالحديد والنار .

ويتفق منذ البداية تحالفي ( 94 و 2015 ) على تجديد احتلال الجنوب واعادة زخم القبضة العسكرية والامنية على الجنوب، حيث سهل حزب الاصلاح المحسوب افتراضا على شرعية الرئيس هادي بدخول مليشيات ( الحوثيين وصالح ) الى الجنوب، وامتنعوا عن مواجهته وفقا لاتفاقات سرية عقدت بين الجانبين وليس من السهل اعلانها طالما واعطيت مهمة للإصلاح بلعب دور مناسب داخل شرعية الرئيس هادي، لحماية ما تسمى ( الوحدة اليمنية ) والعمل على عدم تطبيق مخرجات ( الحوار اليمني ) الذي انهى تلك الوحدة وحولها الى ( اتحادية ).

 

*توزيع أدوار:

لا تزال قوى الشمال الثلاث، تلعب أدوارها بإتقان سواء محليا أو خارجياً، ففي حين جميعهم متفقين على إبقاء (احتلالهم الجنوب ) كانت الحرب الاخيرة، قد خلطت عليهم الاوراق، مع تدخل التحالف العربي عندما بدأت مليشيات الحوثيين والمخلوع بالتقدم الى الجنوب بمساعدة وتساهل الاصلاح.

إلا انهم ذهبوا لتوزيع أدوار متقنة، من اجل منع الجنوبيين من تحرير أرضهم، فعملوا على اعاقة التحرير بمختلف الوسائل والمخططات، إلا ان إرادة الجنوبيين واهداف التحالف العربي التي استشعرت خطر سيطرة الحوثيين على عدن وباب المندب، كانت أكبر من مخططات الاصلاح والحوثيين والمخلوع صالح، فتحرر الجنوب وهم غير راضين عن هذا التحرير، خوفاً من استقلال الجنوب وانهاء الوحدة اليمنية التي يعتبرها الشماليين وقواه مكسباً مصلحياً لهم من أجل النهب وتجميع وبناء الثروات على حساب الشعب الجنوبي، بل وحتى على حساب الشعب الشمالي.

  • دور الاصلاح في الجنوب:

تقتضي الخطة التي اتبعتها قيادات قوى الشمال، أن يلتصق الاصلاح بالرئيس هادي، خوفاً من قيامه بتمكين الجنوبيين من بناء مؤسساتهم الامنية والعسكرية والاقتصادية، بأسرع وقت ممكن مما يجعلهم مؤهلين لاستقلال دولتهم.

ولعب الاصلاح دوره مستغلا تمويهه للرئيس هادي، بانه يقف الى جانبه، فيما الواقع يؤكد ان الاصلاح لم يقدم شيئا لشرعية الرئيس غير تفتيت الشرعية وإضعافها، وإدخال الرئيس في خصومه مع القوى الجنوبية الحية التي استطاعت كسر الحوثيين والمخلوع بدعم التحالف، وإعادة هيبة ومكانة الرئيس هادي الى أعلى مراتبها.

أضعف حزب الاصلاح شرعية الرئيس هادي في الشمال، بل قضى عليها نهائيا، بسبب رفض الاصلاح مواجهة الحوثيين والمخلوع، وتحقيق انتصارات على الأرض، خلال ثلاث سنوات، فيما حقق الجنوبيين انتصارات كبيرة خلال اشهر.

وكالاتي مقارنة سريعة لما حققه الجنوبيين للرئيس هادي بمقارنة ما حققه الاصلاح:

  • – حقق الجنوبيين تحرير محافظات الجنوب ورفع قيمة الرئيس هادي – وتعمد الاصلاح اسقاط الرئيس هادي شمالا وعدم تحقيقهم أي انتصارات.
  • – حقق الجنوبيين استقرار أمني لعدن ومحافظات الجنوب – وادخل الاصلاح محافظة تعز في انفلات امني واستدعوا جماعات الارهاب وفتحوا لها معسكرات.
  • – اعاد الجنوبيين الرئيس هادي وحكومته لعدن ووفروا الحماية لهم – وأخرجه الاصلاح من عدن بممارساتهم باسم الشرعية وادخاله في خلافات مع الجنوبيين.

 

  • – حقق الجنوبيين انتصارات تاريخية في الحرب الارهاب الجنوب– وحول الاصلاح محافظات مأرب والبيضاء وتعز الى معسكرات وحواضن للإرهاب.
  • – حقق الجنوبيين انتصارات ساحقة في الساحل الغربي لليمن خلال اشهر – ولم يتقدم الاصلاح شبرا واحداً في مأرب ولا تزال صرواح بيد الانقلابيين رغم الدعم المهول والكبير المقدم من هادي والتحالف للإصلاح في مأرب.
  • – قدم الجنوبيين ورقة سياسية قوية للرئيس هادي ضد الانقلابيين – واضعف الاصلاحيين تلك الورقة باشتراطاتهم الضيقة والمصلحية واللاوطنية.
  • – لم تهاجم القوى الجنوبية السياسية الرئيس هادي قط – وسلخ الاصلاح الرئيس هادي وهاجموه ووصلوا الى حد اتهامه بالخيانة وعبر قناة الجزيرة.

 

  • الحرب الشمالية الثالثة على الجنوب:

لا تزال الحرب التي شنتها قوى الشمال على الجنوب مستمرة حتى اللحظة، وإن اتخذت اشكالاً وصورة أخرى، إلا أنها حربا ثالثة ممتدة من تلك الحرب التي أنهت الوحدة اليمنية وحولتها إلى إحتلال شمالي للجنوب في العام 1994م، وكذا من الحرب الثانية عام 2015م،  تلوح في الأفق وتبدو قد اقتربت من الحدوث.

وخلال الفترة الماضية منذ تحرير الجنوب وطرد مليشيات الحوثي والمخلوع الموالية لإيران، ظلت قوى الشمال تعمل على التحضير لشن حرب ثالثة على الجنوب واعادة احتلاله بعد فشل تجديد الاحتلال عبر الحوثيين والمخلوع صالح، وتسبب دخولهم الى الجنوب بطرد ما كانت موجودة من قوات منذ احتلال الجنوب عام 94م.

ولهذا سعت قوى الشمال لإعادة ترتيب صفوفها، استعدادا لخوض حرب ثالثة ضد الجنوب، تتضح ملامحها جلياً يوماً بعد آخر، فعملت تلك القوى جاهدة على خط مسار سياسي وآخر ميداني.

  • – السياسي: اتخذ حزب الاصلاح من شرعية الرئيس هادي أداة لإبقاء الجنوب محتل سياسي وابقاء القرار بأيديهم ومحاصرة هادي من تمكين الجنوبيين.
  • – الميداني: اتخذ حزب الاصلاح على تشكيل مليشيات باسم معسكرات الشرعية داخل عدن واعطاءها صفة رسمية واستخدامها لزعزعة الامن والاستقرار وتجهيزها حتى وقت الحاجة لتفجير وضع عدن من الداخل.

والتزامن عمل حزب الاصلاح على تجنيد اتباعه من الجنوبيين، او الحركات المفرخة والاخوانية المؤدلجة المنحدر قيادتها من الجنوب، للقيام بدور هجومي على مشروع الشعب الجنوبي وقواه السياسية ممثلة  بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وكل ذلك انطلاقا من ان تلك الحركات او الجماعات هي جنوبية سياسية، في محاولة لخلط الاوراق  واشغال الرأي العام الجنوبي عن القضايا الرئيسية وعلى رأسها مكافحة الارهاب، وكذا التغرير على الرأي العام العربي والدولي بأن الجنوبيين منقسمين، فيما تلك الحركات تدين بالولاء المطلق لحزب الإصلاح الشمالي الشريك في الحرب على الجنوب الاولى والثانية، والذي يحضر لقيادة الحرب الثالثة على الجنوب.

 

  • الحرب قائمة:

الحرب الشمالية الثالثة على الجنوب قائمة  منذ فشل الحرب الثانية 2015 في تحقيق غايتها.

وكل ما يجري في الجنوب من تعمد إفشال النهوض والتنمية وتعمد الانهيار الاقتصادي وقطع الرواتب وانهيار الخدمات ومنع إعادة الأعمار، وتشكيل جماعات مسلحة وإعاقة مكافحة الإرهاب، وزعزعة الأمن والاستقرار وإشغال الجنوبيين بقضايا وهمية وتفاصيل محددة، ما هي إلا ممارسات تتم باسم شرعية الرئيس هادي حتى تهيئ قوات الإصلاح نفسها لخوض الحرب الحقيقية ميدانية.  

ولم يكن ما حدث في شبوة خلال اليومين الماضيين، من محاولات تقدم لقوات تابعة لحزب الإصلاح، إلا ترمومتر لقياس ردة الفعل من قبل قوات النخبة الشبوانية التي تمكنت وبسرعة فائقة من تحقيق انتصارات وتأمين المحافظة وعدد من المناطق النفطية، وهو ما لم يروق القوى الشمالية التي ظلت سنوات طويلة تنهب النفط في شبوة وحضرموت لصالحها الخاص.

وتأتي تحركات قوات الإصلاح وتكثيف الحملات الإعلامية ضد الجنوب وقواته، في وقت أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي انه مستعد لتحرير بيحان وعسيلان من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، وبالتزامن مع استمرار تحقيق الانتصارات ضد الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار وظهور مؤشرات عن إعادة بناء المؤسستين الامني والعسكرية الجنوبية من خلال تخرج الدفاع المدربة في معسكرات جنوبية، وهو ما لا تريده وتخشاه قوى الشمال.

وعلى المسار السياسي واصلت القوات الشمالية تصعيداتها في الجبهات، وكذا من جهة قوات مأرب، وحدثت تفجيرات إرهابية بأبين، وذلك تكرارا لما كانت تقوم به قوات الشمال ونظام حكمها، كلما بدأت تحركات سياسية خارجية بشأن اليمن، او اقترب موعد عقد جلسات لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ملفات اليمن.

ومع اقتراب للمبعوث الاممي لولد الشيخ بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بالتزامن مع تحركات دولية لوضع خطة جديدة للسلام في اليمن، تحركت قوات الإصلاح بمأرب عكس الاتجاه وحاولت التقدم صوب حضرموت وشبوة بدلا من التقدم صوب صنعاء، وعلى نفس المنوال صعدت مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح من هجماتها في الجبهات، وهو ما دأبت عليه كل قوى الشمال وتجار الحروب باليمن كلما بدأت تحركات جدية لإنهاء الحرب باليمن والعودة لطاولة السلام .

 

 

 

 

 

أخبار ذات صله