fbpx
هادي وسلطان الاباريق !

نبيل عبدالله

هادي في اخر لقاء صحفي له قال ان مجلس النواب سيجتمع في عدن بشهر اكتوبر ولم يتبقى من هذا الشهر الا ساعات وينتهي وينتهي معه الموعد الخامس لانعقاد مجلس النواب .
في نفس اللقاء الصحفي تراجع هادي عن تصريح له في اللقاء الصحفي قبل الاخير والذي قال فيه انه سيعود من نيويورك الى عدن لينتهي هذا الوعد ايضاً دون تأجيل ويكتفي بالقول ان رئيس الحكومة يقوم بدوره في عدن وانا دوري في الرياض .
صحيح ان حكومته لا زالت تدير المؤسسات ولا زالت تعبث الا انه فقد السيطرة على القرار السيادي والأمني واصبح غير قادر على العودة وقوته او نفوذه يتلاشى .
البلد تحت الوصاية الدولية والاوضاع استثنائية وصعبه وكان على هادي ان يحل كافة الملفات وان يعزز من علاقته وتحالفه مع حلفائه الجنوبيين او دولة الامارات ولكن بدلاً من ذلك كانت ولا زالت سياسته وادارته تقوده للفشل .
هناك ازمة جديدة بينه وبين المفلحي لهذه الازمة اسبابها وكان الحل بمنطق هادي المعروف اصدار توجيهات بتكليف شخص اخر بمهام المحافظ بدلاً من الذهاب لحل الاسباب واعادة قراءة المشهد الجنوبي ومراجعة السياسات والحسابات الخاطئة والذهاب بشجاعة لصناعة الحل لينعكس اثره بالخير على الجميع بدلاً من ان يدفع الانسان الجنوبي ثمن عناد وتكابر هادي وحتى هادي نفسه سيدفع ثمن ذلك .
الامر يتطلب معالجة شاملة والاعتراف بالواقع وتعقيداته اما هذه القرارات لن تغير شيء كالقرارات التي سبقتها .
لا نتمنى ولا يسرنا ما وصل له هادي فأين كان وأين وصل فقد اصبح رئيس شكلي فقد قوته الحقيقية وهي القاعدة الشعبية التي لم تنتخبه ولكنها اصطفت خلفه ومنحوه فرصة ان يكون رمز وطني لهم ولكن اختار غير ذلك ليصبح محاط بالفشله والمرتزقه ومتحالف مع جماعة مشبوهه وله مناصرين يسيئون له ونسبه منهم متعصبين مناطقياً ليس الا واستقوائه بهم يهدد حاضر ومستقبل الجنوب .
اصبح حال هادي كحال سلطان الاباريق مع احترامنا لمقام الرئيس فقصة ذاك السلطان مشهوره فهو يحاول ان يذكر انه هو المسؤول وصاحب الاهمية لهذا فهادي اقتصر دوره على تذكير الجميع انه لا يزال على قيد الحياة وانه هو السلطان ليس من خلال حل الاشكاليات ومعالجة الملفات ولكن من خلال اي نشاط او اجتماع او قرار لهذا اجتمع اليوم مع وزير الاشغال العامة والطرق وحثه على ان يقوم بدوره لاهمية الطرق في حياة الانسان يأتي هذا في وقت اصبحت فيه الطرق خالية جراء ازمة المشتقات وفي وقت اصبح فيه المواطن غارق في همومه المتعلقة بالغذاء وارتفاع الاسعار وانقطاع الرواتب والماء والكهرباء ولا يبحث عن انشاء الطرق مع ان حتى الطرق لن تُعمد فالامر مجرد خبر يقول فيه هادي انا هنا !
لكل مشكلة حل وهناك حل للمشكلة او الاشكاليات القائمة لكن هادي يرفض ويصر على ان يكرر نفس السياسات الفاشلة التي لن تعطيه الا نفس النتائج حتى يجد نفسه وقريباً خارج المشهد السياسي ليس كبطل انهى مهمته ولكن للأسف كمهزوم .