fbpx
سر الهجوم على التحالف العربي

د عيدروس نصر

 

تطور الهجوم على التحالف العربي من مواجهة واتهام دولة الإمارات والادعاء بانها دخلت التحالف كي تحتل الجنوب وترحل شجرة دم الاخوين إلى دبي، ليشمل كل دول التحالف العربي وعلى راسها المملكة العربية السعودية التي اطعمت الذين يهاجمونها من جوع وأمنتهم من خوف.

 

لماذا تصاعد الهجوم على هذا النحو؟

 

لقد كنا نعتقد ان المسألة تصفية حسابات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لاسباب خلافات ايدولوجية وعقائدية-سياسية معروفة عن البعض، لكن الأمر لك يتوقغ عند خذه الحدود، فقد سمعنا اصواتا تتهم التحالف العربي بانه دخل لتدمير اليمن ومعظم القائلين بهذا يقيمون أو اقاربهم ومعظم قادتهم وممولوهم داخل فنادق الرياض دون ان يدفعوا حتى اجرة غرفهم.

 

دعونا نعود إلى الوراء لنتابع كيف استقبل اليمنيون في الشمال والجنوب جميعا عاصفة الحزم والتدخل المباشر الذي جاء بناء على طلب الشرعية.

 

لن نتحدث عن ردة فعل التحالف الانقلابي فهي معروفة ولا يمكن توقع عكسها، لكن بقية اليمنيين هللوا ورحبوا بالتدخل العربي واعتبروه بارقة أمل لصد التحالف الانقلابي الذي تفوق على الجميع بما في ذلك عشرات الألوية العسكرية والامنية المدربة والمؤهلة على أعلى المستويات والتي أعلنت تأييدها للشرعية لكن دون ان تطلق رصاصة واحدة ضد الانقلاب والانقلابيين بينما استبسل معظمها استبسالا استثنائيا في التخييم على القطاعات النفطية التي لا يعلم احد أين كان إنتاجها يذهب فالشرعية بالنسبة لهؤلاء هي ملايين البراميل من النفط التي تستخرج وتصدر من هذه القطاعات لتذهب إلى ارصدة قادة تحالف ١٩٩٤م.
لكن داخل تحالف الشرعية نشأ تصوران عن تدخل التحالف العربي، هناك تصور رأى ان التحالف جاء ليدعم حق مشروع وموقف شرعي، ليقدم المساندة المادية واللوجستية والمعنوية والتسليحية والبشرية والمالية للمقاتلين المحليين الذين يرفضون الانقلاب ويرفضون الغزو والاحتلال والاستباحة والاستبداد، بيد إن اصحاب هذا التصور كانوا يعلمون أن قوات التحالف لن تقاتل لهم وتحرر الارض نيابة عنهم، بقدرما تساند وقد تساهم في التخطيط وقد تساعد في خوض المعارك وفي الإسناد الجوي الذي تفوق فيه الانقلابيون في الأيام الأولى .

 

اصحاب هذا التصور بدأوا المواجهة قبل التدخل العربي وخاضوا معارك بطولية سيكشف المؤرخون والباحثون العسكريون عما احتوته من مآثر ومعجزات نادرة.

 

التصور الثاني كان عند اصحاب الأرائك ومستثمري الحروب الذين تصوروا ان التحالف سيحشد جيوشه وطيرانه ومعداته وسيحرر اليمن من التحالف الحوفاشي، نيابة عنهم وسيسلمها لهم جاهزة مجهزة ليأتوا ليحكموها من جديد بعد ان يهزم لهم التحالف غريمهم الذي انقلب عليهم.

 

التصور الاول تظافرت فيه ارادتان: إرادة الشعب المقاوم الذي قدم اغلى شبابه في معركة الكرامة والحرية، وإرادة قوات التحالف التي تناغمت مع الإرادة الشعبية وكانت النتيجة تحرير أربع محافظات جنوبية من قوات الانقلاب ومحافظتين من الجماعات الإرهابية وواصلت قوات التحالف مدعومة بالمقاومة الجنوبية الزحف باتجاه الساحل الغربي لولا خذلان اصحاب التصور الثاني.

 

اصحاب التصور الثاني استثمروا في الدعم العربي وحصدوا المليارات واستمرأ قادتهم حياة فنادق الخمسة والسبعة نجوم وتوقفوا ينتظرون بطولات مقاتلي التحالف ليحرروا لهم مدنهم ومحافظاتهم ويعيدوها لهم كما تركوها قبل مغادرتها.

 

لم يحصل هذا ولن يحصل لأن اي قوة في الدنيا لا تستطيع ان تحرر من لا يرغب في التحرر، والحرية في التاريخ كله لم تكن لتُهدى بل تنتزع انتزاعا.

 

ولأن هذا لم يحصل فقد راحوا في البداية يتهمون الإمارات بأنها احتلت الجنوب وتسعى ألى تعطيل ميناء عدن الذي عطلوه منذ العام ١٩٩٤م.

 

وبعد انتظار طويل ان يستلموا منازلهم دون قتال راحوا يتهمون السعودية بانها تريد القضاء على احزابهم وتدمير اليمن وهم يعلمون من دمر اليمن وأوصلها إلى ما هي عليه.

 

لقد تصاعدة حملة الهجوم على التحالف العربي بما في ذلك السعودية ويتناغم هذا مع الدور الكبير الذي يلعبه انصار الانقلاب عبر اروقة المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الامم المتحدة التي ادخلت قوات التحالف العربي في القائمة السوداء بحجة انتهاك حقوق الانسان.

 

سنقرأ قريبا نداءات منتظمة ومتواصلة ودعوات ممنهجة لرحيل التحالف العربي من اليمن ويتوقع بعض المحللين أن يتجه انصار الشرعية إلى تسوية مع عفاش وربما مع عفاش والحوثي معا للعودة لتقاسم الحكم بعيدا عن التحالف العربي الذي دفعت دوله عددا من خيرة رجالها – تماما كما فعل الجيش المصري في ستينات القرن الماضي وكوفئ بالغدر والخديعة في معظم المواقع.
الهجوم على التحالف العربي ناتج عن عدم تحقيق ما كان يتصور هؤلاء بأن تقوم قوات التحالف بكل شيء نيابة عنهم لتحرير الارض وتسليم الدولة للمنتظرين (الذين يكلفون كتبتهم بمهاجمة التحالف) على طبق من ذهب.

هل عرفتم سر الهجوم على التحالف العربي؟