fbpx
تعز ليست إمارة للعديني

 

وصلت الوقاحة بأكبر متشدد اخواني اليوم إلى المطالبة بقتل أو اعتقال مدير مكتب الثقافة في تعز على خلفية إقامة حفل غنائي في المدينة المحاصرة والمقصوفة من الخارج والمختطفة من الداخل.

حصلت على تسجيل لجزء من خطبة المتطرف عبدالله العديني، وتحريضه الصريح على قتل عبدالخالق سيف “لأنه تجرأ على الإسلام ” وأقام حفلا فنيا في تعز بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر.

تحريض العديني وبقية الخطباء ضد إقامة الفعاليات الثقافية والفنية حملات ممنهجة غايتها عرقلة جهود تطبيع الحياة في تعز وإبقاء المدينة فريسة للأفكار المتطرفة.

ويبدو أن الحضور الكبير والتلقائي للحفل الفني عشية ذكرى ثورة 14 أكتوبر في شارع جمال وسط المدينة أصابت التيار الإخواني المتطرف بالجنون، ولم يجدوا غير التحريض ومحاولة منع تكرارها.

ولا غرابة من المحاولة البائسة للمتشددين في منع تكرار إقامة حفلات فنية بوصفهم حماة بيضة تنظيم الإخوان في تعز، ويعتبرون بعث الحياة في المدينة تهديدا كبيرا على سلطتهم الروحية.

بلا شك، يعد إقامة الحفلات الفنية والفعاليات الوطنية والترفيهية لا تقل أهمية عن جهود الشرطة في ضبط الأمن عبر انتشال شباب تعز من وحل افكار التطرف، وإعادتهم إلى قلب الحياة السوية.

واجبنا إسناد جهود إنقاذ تعز من لعنة الحرب والحصار والتطرف، والتصدي لدراويش الدين ومنابر التحريض باعتبارهم أداة مافيا الإنفلات والوجه الآخر لمليشيات الإنقلاب.

ومن العار ركوع أبناء تعز للحملات المتشددة القامعة للحريات، وووقف الحياة في تعز التي يتوهم عبدالله العديني وتنظيمه أن تصبح المدينة إمارة لهم بعدما كانت عاصمة للثقافة اليمنية.

وكما تعرفون معركة تعز ليست عسكرية وأمنية فقط بل معركة ثقافية وسياسية، وهدف أغلب الأحرار تخلصيها من مليشيات الإمامة ومواجهة تطرف جماعات الخلافة، واستعادة قرارها السياسي من هوامير الهضبة.

مهما طالت الحرب وتعددت جرائم الإمامة والخلافة ستنبعث تعز كالعنقاء من الرماد، وتعود كما كانت منذ فجر 26 سبتمبر منبعا للقيم المدنية وساحة للنشاط السياسي والاقتصادي.