fbpx
نصيحة لفخامة الرئيس هادي

علي محمد جار الله

عزيزي ابو جلال، أخاطبك هذه المرة كما كل مرة كناصح أمين، و صريح، لن أنافقك، لانها ليست من شيمي النفاق، و لن أكذب عليك لأن من يكذبون عليك كل يوم كثر.

اريد ان أذكًرك بتاريخ 18 يناير 1994م، في هذا التاريخ تم التوقيع على وثيقة العهد و الاتفاق بالأحرف الاولى في عدن، و وقعها حيدر أبو بكر العطاس عن الحزب الاشتراكي اليمني، و وزير التخطيط و التنمية عبد الكريم الإرياني، عن حزب المؤتمر الشعبي العام، و نائب رئيس الوزراء، عبد الوهاب الآنسي، عن حزب التجمع اليمني للإصلاح، و مسؤولين عن أحزاب المعارضة. و ألفت لجنة الحوار لجنة من أعضائها للتحضير لاحتفال توقيع الاتفاق، بين الرئيس و نائبه.

و من أهم ما اتفقوا عليها:
1. اللامركزية الإدارية و المالية أساس من أسس نظام الحكم.
2. يقوم الحكم المحلي على قاعدة تقسيم إداري جديد للجمهورية اليمنية يتجاوز التكوينات و الوحدات الإدارية القائمة و يعاد فيه دمج البلاد دمجاً كاملا تختفي فيه كافة مظاهر التشطير ، تقسم الجمهورية من 4 إلى 7 وحدات إدارية تسمى مخاليف.
3. تشكل كل من صنعاء العاصمة السياسية و عدن العاصمة الاقتصادية التجارية وحدات إدارية (أمانة عامة) مستقلة ، على أن يراعى وضع عدن كمنطقة حرة.

كان يوم 20 فبراير 1994، هو اليوم الموعود بالنسبة لليمنيين و للعرب. فبعد أكثر من ستة أشهر من الأزمة، بين الرئيس اليمني و نائبه، التقى في العاصمة الاردنية عمان، أكثر من ثلاثمائة شخصية يمنية سياسية، و حزبية، و قبلية، إضافة إلى حضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، و أمين عام جامعة الدول العربية، عصمت عبد المجيد، و وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية، يوسف بن علوي، و رئيس اليمن الجنوبي السابق، علي ناصر محمد، و السفراء العرب، و الأجانب، المعتمدون في عمّان. ووسط هذا الجمع الغفير، وقّع الزعيمان اليمنيان علي عبدالله صالح، و نائبه علي سالم البيض، “وثيقة العهد والاتفاق”، في قصر رغدان الملكي، محاولين بذلك إسدال الستار عن أسوأ أزمة عرفتها اليمن، بعد توحيد شطريها، عام 1990.

و قبل ان يجف حبر هذه الإتفاقية اتجه الشماليون بجيوشهم لإحتلال الجنوب و عاصمته عدن.

فخامة الرئيس،
ما طالبت به وثيقة العهد و الاتفاق هو ما تطالب انت به الآن من يمن إتحادي.
صدقني لن يثق اي جنوبي بعد الحربين (1994 و 2015) بأي سياسي شمالي، فلن يذهبوا معك بهذا الاتفاق و الدستور الجديد و الأقاليم الستة إطلاقاً.

إنصف أهلك يا فخامة الرئيس في الجنوب، و اعدهم الى حدود 1990، و سنكون معك في جنوب إتحادي، و ليس في يمن إتحادي.

ثق بالله لا عهد لأي سياسي شمالي، و لن نتفق معهم.