fbpx
الاستغلال الثاني !!

الاستغلال الثاني !! 

ماجد الشعيبي

لن يمر وطننا الجنوبي بأصعب من هذه المرحلة النضالية السلمية الحرجة التي قد لا تطول أكثر!خصوصاً في ظل اللامباله من المجتع الدولي الذي يغض الطرف عن مطالبات الجنوبيين ، ، وبقدر ما يهمه السيطرة  على الخارطة الجفرافية التي يقع فيها وطننا وهي القضية ولنعتبرها القضية الحقيقة التي ندفع ثمنها ..مصيبتنا الجميلة الذي وضعنا القدر في مواجتها وتحولت من نعمه نستغلها إلى نقمة تستغل ضدنا ،وهذه الخارطة الهامة بالنسبة للمجتمع الدولي تضع مستقبلنا تحت إراده وتسلط أممي وعربي محض.


لا يعني المجتمع الدولي أمر الجنوب -جراحاتهم وجعهم مع الوحدة المغدور بها- بقدر إهتمامه بالموقع الأستراتيجي التي يقع عليه الجنوب ويشكل مدخلاً  خطراً على الشرق الأوسط وايضاً نتيجة ماضية الأشتراكي بالنسبة للنظام الرأس مالي الجديد، كل ما ذكر يجعل فكرت الأستقلال صعبة أقلها حالياً،والقضية هنا هي قضية مصالح وثروات وليست قضية  وحدة وأنفصال كما نعتقد.


نحن بطريقنا للأستغلال الثاني وليس “الأستقلال”..  ومن جهة اخرى لا زلنا ندفع ثمن استقلالنا   الأول حتى اللحظة، ماضي يوشك ان يُعيدنا إلى الوراء بسيناريوهات أكثر رعباً من سابقها..وتسطر الحكاية نفسها  بمجرد الخروج من مشكلة المستعمر إلى قضية المحتل وتتوارث الأجيال  الجنوبية حالة الثورة إلا منتهية  بمجرد نيل الأستقلال مجدداً.


بالطبع هناك فرق كبير بين الأستغلال والأستقلال  وما يحصل الأن  للشارع الجنوبي هوأستغلال لرغبة الجماهير للتحرر- وجرها إلى مواطن وسلوكيات لا تعني الأستقلال كهدف- ومهما كان الواقع يحتاج ذلك ويعبر عنه الناس بصدق ويفتقده أكثر من أي وقتاً مضى إلا إن نيل الأستقلال بهذه الطريقة التي يسلكها الجزء الخارج عن سيطرة الحراك صعبة جداً وغير ممكنه في الوقت الحالي .


نحن أمام واقع يصعب فهمه شعبياً فإذا كان المجتمع الدولي يقف ضد نيل الجنوب حقه في أستعادة دولته التي دخلت بوحدة غير متكأفة مع الطرف الأخر وانقلبت الأخيرة على كل الأتفاقات والمواثيق التي جاءت بها دولة الوحدة وأنتصرت بيوم النكبه على الإنسان ،بقوة السلاح والقبيلة المتخلفه والقوى الرجعيه والدينية الإنتهازيه التي تفرض سيطرتها الكاملة على كل شيء.

 

ملخصاً يجب علينا التفريق بين “أستعمار”  بحجم بريطانيا وبين “عصابة  ” بحجم صنعاء  وعلى هذا الأمر يجب تحديد طرق نضالنا  المتعددة وملامحها ، فمن  غير المعقول كل هذه السنوات المضنية من النضال والتضحيات ولا نحضى حتى بقرار دولي يصادق  على حقنا في تقرير مصيرنا دون اي وصاية من أحد .


الشعارات التي تحمل الأستقلال اليوم لشعب الجنوبي تدخلنا بمتأهات الأستغلال لدفع المزيد من التضحيات الغير مبرره ،دون الحصول على أي نتيجة ولو حتى معنوية او ملموسه ، لهذا لا بد من تقييم حقيقي لحراكنا منذ انطلاقته وحتى اليوم وأبرز المشاكل التي يعانيها وتمنع تقدمه وطرح حلول واضح لكل المشاكل ، وحين يتم ذلك سنتأكد جميعنا اننا نسير في طريق الأستقلال  وليس ال أس ت غ ل ا ل


تتعرض قضيتنا ذات البعد الإنساني البحت لأستغلال غير مسبوق من الخارج ومن المحيط  المحلي والعربي وحتى من الداخل الحراكي نفسه او ممن يتسلطون وينعتون انفسهم بممثلوا الجنوب وقادت حراكه الشعبي “الإنتهازيون القدامى”،وهم من يستغلون وجعنا ويتحكمون بمصيرنا لتحقيق أهدافهم الصغيرة ..حتى وأن طال الوقت حتماً سيدفعون الثمن الذي لن يسقط بالتقادم مهما كانت قاسية فترة الأنتظار ..

فكلنا مع أستقلال حقيقي وطرق جادة توصل لذلك وليس مجرد شعارات فقط ..!!