fbpx
30نوفمبر.. بين عيد تحرير مسلح وكفاح تحرير سلمي

30نوفمبر.. بين عيد تحرير مسلح وكفاح تحرير سلمي 

كتب / أديب السيد

إن عظمة أي شعب تتمثل في عظمة فكرة وسلوكه وحضارته ، وتقاس حضارة الشعب بمدى وعيه وتطوره الفكري ، حيث من الطبيعي أن تكون نتائج الفكر هي منهل وإنعكاس منه للسلوك والممارسة فإن كان الفكر متقدماً وإيجابياً كانت النتائج إيجابية وإن كانت سلبية فستكون النتائج الواقعية سلبية تماماً .

ومن هنا فنحن اليوم أمام مشهدين وسلوكين تأريخيين إيجابيين متشابهين الهدف مختلفين الوسيلة يسطرهما شعب واحد وفي يوم واحد ومكان واحد وهو الجنوب الحبيب وشعبه الحر ويوم 30 نوفمبر العظيم .

فسلمية 30 نوفمبر اليوم التي يمارسها شعب الجنوب هي تسير لتحقيق نفس الهدف الذي حققه الكفاح المسلح لـ30 نوفمبر 1976م ، ويعد هذا الفرق بين التأريخين في الممارسة والنضال للوصول إلى نفس الهدف هو حضارة وتقدم ينم عن الوعي المتطور والعقلية القابلة لمواكبة السلام العالمي الذي بات راسخاً في أفكار كل ابناء الشعب الجنوبي .

فحينما سطر التأريخ  30 نوفمبر 67م كيوم إستقلال لدولة الجنوب كان ذلك نتيجة لنضال مسلح أجبر الأمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس على الرحيل من الجنوب ، واليوم يسطر التأريخ 30 من نوفمبر 2012 كيوم ثوري تأريخي سلمي على طريق تحقيق الإستقلال الثاني لدولة الجنوب .

فالأول كان عيد تحرير مسلح واليوم هو كفاح تحرير سلمي لتحقيق اٍستقلال الجنوب ، لكن الأول كان في مواجهة إستعمار أعظم إمبراطورية في العالم بسلاحها وعتادها العسكري لكنها أكثر حضارة في العالم أيضاً ، وأشرف إحتلال تأريخي كما توصف ، أما  الثاني فيأتي في مواجهة أسوا إمبراطورية قبلية متخلفة  في العالم وأبشع إستعمار وحضارة في التأريخ فلا إحترام للقوانين الدولية ولا إعتبار لآدمية البشر وحريتهم وهويتهم وتأريخهم .

ومن هنا ، كقراءة لهذين التأريخين تبرز الإرادة الشعبية الجنوبية كدافع واحد للحدثين القديم والجديد وذلك لتحقيق هدف واحد وهو الإستقلال والتحرير لدولة الجنوب ، حيث يلهمنا التاريخ بأن ثمة انتصارات وإنتكاسات في حياة الشعوب ، لكن للشعوب الحرة إرادة لا تلين ولا تقهر حينما تتعرض للإلغاء التأريخي والإستعباد والطغيان ، ففي حياة الشعوب الحرة والحية لحظات فاصلة  يتقرر فيها تحديد مصيرها ومستقبلها كما تريد هي لا كما يريد الآخرون .

فنوفمبر العظيم هو يوم عظيم في تأريخ شعب الجنوب وسيبقى عظيماً وملهماً لأجيال الجنوب القادمة بأنه يوم للحرية فقط وليس للهوان وإستعباد الشعب ، فهو الطريق  التي يدوس من خلالها شعب الجنوب على أعناق المستعمرين وهو الإرادة التي تسحق بصلابتها تآمرات مستعبدي الشعوب  .

فهذا نوفمبرنا وتأريخ ثورتنا الجنوبية الخالصة .. فأروني نوفمبركم  وتأريخ ثورتكم إن كنتم صادقين ، وهذا وهج حريتنا وثورتنا شعب الجنوب وقد صمم الحرية والإستقلال ، فأرونا وهج حريتكم وثورتكم إن كنتم تملكون ، وهذا يوم نوفمبر عهد استقلال دولتنا الجنوبية القادمة ، فأرونا ماذا انتم فاعلون .