fbpx
أين رواتب أسر الشهداء يا حكومة ؟ كتب/ عبدالله ناصر العولقي
شارك الخبر

لقد صادف ان التقيت بعد صلاة الجمعة الماضية صديق وهو اب لشهيد سقط في معركة تحرير منطقة خورمكسر من الاحتلال الحوثي عفاشي ، وقد طلب مني ان اكتب في الصحيفة عن إهمال الحكومة لأسر الشهداء وتوقيفها صرف الرواتب منذ بداية العام الجاري يعني لحوالي عشرة اشهر متتالية، مع علمها بحالة اسر الشهداء وظروفهم المادية الصعبة والتي تعقدت اكثر وزادت صعوبة مع الارتفاع الملحوظ في الاسعار الذي جاء نتاج طبيعي لهبوط قيمة العملة المحلية مقابل العملات الاخرى، كما اضاف الانقطاع الطويل للراتب حالة قلق في النفوس وعدم الاطمئنان فلم تستطع اسرة الشهيد ان تستوثق من ضمان تثبيت الراتب وانتظام صرفه وبشكل مستمر ، ومما جعلهم يتصوروا انهم بعد دفنهم جثمان شهيدهم في غيابة القبر ، تقوم الحكومة بدفن حقوق الشهيد في غياهب النسيان!.

في الحقيقة استغرب كثيرا من حال الحكومة وعبثها بمصالح مواطنيها وارتكابها لكثير من الهفوات في حقهم من خلال إدارتها لسياسة فاشلة وتعمدها في الاستمرار والسير بنفس السياسة وسلبياتها مما يعكس صورة وقحة لمدى استهتارها وفقدها للضمير الانساني الحي ، فهي لم تحرك ساكناً تجاه مناشدات العسكريين من اجل صرف رواتبهم المتوقفة لعدة شهور ، ولم تشعر بحالات البؤس والفقر التي انتسرت بين الناس من جراء ارتفاع الاسعار وهبوط العملة ، ولم تاخذها الغيرة على حال عدن المزري عاصمة الجنوب التي هوت فيها الخدمات الضرورية الى القاع من كهرباء ومياه وصرف صحي وخدمات صحية وطرقات ومن مرافق مغلقة ومعطلة لم يفعل دورها رغم اهميتها بالنسبة لعدن وتاريخها الخالد ، حتى بلغ الامر بالسلطة الى قيامها بحرمان أسرة الشهيد من معاشها الشهري ، متناسية ان من اولويات واجباتها الرسمية والاخلاقية معاً ان تولي اسرة الشهيد جل الاهتمام والرعاية المستمرة ، فما بالها تتجاهلها وجرحها لمّا يلتئم .

لا احد يستطيع ان ينكر دور الشهيد العظيم فهو من قدم حياته رخيصة من اجل تحرير الوطن وروى تربته بدماءه الطاهرة ، وبفضل الله وتضحيات الشهداء تمكنت السلطة والحكومة من العودة الى عدن وتولي مقاليد وزمام الامور والتمرغ بنعيم السلطة وخيرات الوطن بعد سيطرتها على جميع ايرادات ومصادر دخل البلاد وقيامها بتبديد المال العام في طريق كسب غير مشروع حتى فاحت رائحة فساد الحكومة وانتشرت وعرف بها القاصي والداني.

ينبغي على الحكومة ضرورة الاسراع في صرف مرتبات أسر الشهداء والتي تعتبر ابسط حق من حقوقهم وحتى لا يرسم لها في خيال مواطنيها اسوأ صورة لظلمها واستباحتها راتب أسرة الشهيد وترك ام الشهيد وابيه وزوجته وابنائه الذين يبكون لوعة فراقه ، يعانون ايضاً من ضنك العيش ويذوقون مرارة الحاجة والعوز ، بينما هذا الشهيد هو من قدم وبسخاء لا يوصف اغلى ما يملك دمه وروحه من اجل صون العرض والارض وحفظ عزة وكرامة الوطن .

لا اظن ان جحود الحكومة بفضل الشهيد يبلغ الى حدٌ حرمان أسرة الشهيد من استلام راتبه بعد قيامه بدوره البطولي في تحرير وطنه من دنس الاحتلال الحوثي عفاشي وتمهيده ساحة وطريق آمنا للسلطة والحكومة للوصول وبلوغ سدة الحكم. وطالما ان الحرب لازالت تدور رحاها في بعض المناطق ولازال يسقط الشهداء في اتون نارها وفي الحقيقة ليس هم الشهداء من يسقطوا ولكن الحكومة هي التي تسقط في وحل صمتها المهين ، بينما الشهداء يصعدون الى عنان السماء بعد ان يكتب دمهم بمداده على تربة ارض المعركة عبارة ..حسبنا الله ونعم الوكيل فيك ياحكومة!!

أخبار ذات صله