fbpx
إصطياد الطرائد المستنسخة

 

في زمن الفساد الأخلاقي والانحطاط السياسي، تنتعش تجارة الموبقات.. وتزدهر معارض السلوكيات الملوثة.. وتتكاثر النفوس الموبوءة بطبائعها المنحرفة سياسيا واجتماعيا، في مثل هذه الظروف الموضوعية والاستثنائية التي تمر بها قضية الجنوب العادلة، ففي الوقت الذي استطاع الحراك السلمي الجنوبي، أن يحقق أعظم المكاسب السياسية محليا وإقليميا ودوليا، وينجز أروع مهماته النضالية على مستوى الواقع الجنوبي، خلال فترة زمنية قصيرة جدا (خمس سنوات وخمسة أشهر)، فأنه في نفس الوقت يتعرض لمؤامرات دنيئة، ومحاولات لا حصر لها من أساليب الاختراقات ومكايد التفريخ العبثي لكيانات سياسية مستنسخة، يعتقد نظام الاحتلال اليمني، بأن هذه العادة التي تمرس عليها ونجح في تمييع ثورة شباب التغيير بصنعاء، واخماد أهدافها بكل سهولة، يمكنه أن يحرك سلاحفه الصدئة وينقل تجارب شطارته القبلية المارقة، إلى أرض الجنوب وموطن الحراك السلمي الصامد بكل شموخ وكبرياء. لكي يكسر أرادة وعزيمة جماهيره الباسلة، ويجهض مشروعه التحرري، ويفشل تصميم قوى الحراك الجنوبي من تحقيق أهداف قضيتها السياسية المتمثلة (بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية).

فإذا كانت قوى ومراكز نظام سلطة صنعاء وحلفائها والموالين والراضخين لها، قد فشلة من تحقيق مأربها بواسطة وكلائها الفاسدون في الجنوب، فأنها رغم كل ما انفقته وحبكته وخططت له من مؤامرات، وما ارتكبته من جرائم وقمع وبطش وممارسات عدوانية ترتقي إلى درجة الإبادة الجماعية بحق شعب الجنوب، حسب توصيف (الاتفاقية التي اقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد بباريس في 9كانون الاول 1948( ، والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية في مادته السادسة لعام 1998م. ستستمر في محاولاتها باستخدام مختلف الأساليب والوسائل المنحطة، بما فيها وسيلة (اصطياد الطرائد التعيسة)، ونقصد بالطرائد أولئك النفر التعساء من أبناء الجنوب، الذين يصطادون من قبل نظام الاحتلال كالبهائم الهائمة على وجهها …؟.. وتقتادهم أجهزتها الأمنية خلسة إلى زريبة العرض بالمزاد، وتضعهم حلف الستائر المعتمة بعيدا عن عدسات التصوير، بحيث يمكنهم الحديث باللهجة الجنوبية، عندما يسمح لهم بالثرثرة والتحرك بالريموت أمام شاشة العرض الخاصة بمسرحية الحوار الوطني المزعوم.

وبالمناسبة هناك من يتم اصطيادهم كالأرانب المدجنة ؟!. والبعض منهم يصطادون بتكاليف زهيدة حسب خفة الوزن ومعيار العرض والطلب.. ولكن هناك كما نتوقع من سيستذكر أرواح قوافل الشهداء الأبرار، وألام الجرحى ومعاناة السجناء والمعتقلين، فيصحو ضميره.. وتهتز فيه مشاعر الوفاء لحب الوطن الجنوبي، ويسمع فجأة من بعيد من (عدن) ومن (المكلا) ومن (عتق وزنجبار والغيضة والحوطة والضالع ومن أرض جزيرة الأحلام سوقطرة) سيسمع بمشية الله هدير الحشود وزمجرة الهتافات الجماهيرية وهي تردد بصوتا واحد (بلادي بلادي بلاد الجنوب وجمهورية عاصمتها عــــدن). وبصورة لا ارادية يندفع خارج الزريبة كالأسد الغاضب تاركا عاصمة الاحتلال صنعاء وراء ظهره.. تصارع محنتها وتجني مكاسب مؤامراتها ومفاسد أخلاقها ونزوات اطماعها القبلية والعدوانية.

فأهلا نوفمبر المجيد.. وعهدا بأننا لن حيد عن عزمنا في تحرير الأرض واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.. وباقة ورد نهديها لكل شهيد .. وكل عام وشعب الجنوب حرا وفي أمنا وعزة وسلام..