fbpx
قرية دنماركية مخصصة للمصابين بالخرف
شارك الخبر

يافع نيوز – منوع

تأتي الطيور إلى غرفة معيشة أوف هانسن بعد ظهر كل يوم وتقف على حجره، وقال الرجل البالغ من العمر 58 عاما ذو اللحية الرمادية الداكنة: «إنهم يحبون مشاهدة التلفزيون». وفي وقت سابق من اليوم نفسه، كان قد جمع سبع بيضات، ولذلك فقد أضاف أنه «يوم جيد».

هو يوم جيد أيضا لأنه لا يزال يتذكر ما فعله هذا الصباح. هذا ليس هو الحال دائما بالنسبة له، هو وغيره من سكان القرية الدنماركية التي يعيش فيها، الذين يعانون جميعا من خرف الشيخوخة.

ويتحدث المصابون بالخرف عن ثقوب سوداء في ذاكرتهم أو قصاصات ورق ملون في رأسهم. ونتيجة للإصابة بمراض الزهايمر، فإن خرف الشيخوخة أو تدهور الوظائف العقلية من أكثر الأمراض انتشارا بين كبار السن.

في البداية، يلاحظ المصابون ببساطة أن شيئا ما غير صحيح تماما. وفي مراحل لاحقة من حالتهم المرضية، يعيش المصابون بالمرض في عالم بديل تماما.

وبعد الإصابة بالمرض فإن الذهاب إلى التسوق، أو إلى مصفف الشعر – وهما من الأشياء التي كانت تعتبر أمرا مسلما به – لم يعد ممكنا. لكن الكثير من المصابين لا يزالون في وضع لائق جسديا، وبالتالي فإن دار رعاية المسنين ليست المكان المناسب لهم.

ولهذا فإن مدينة سفيندبورج، التي تقع على جزيرة فوينن الدنماركية، أنشأت قرية حصريا لـ125 مريضا بالخرف. إنها بلدة داخل بلدة، ويوجد بها متاجر خاصة بها ومصفف شعر واستوديو للياقة البدنية ومقهى وبحيرة. ويمكن للمرضى أن يعيشوا فيها كما كانوا يفعلون من قبل، إما بمفردهم أو في شقق مشتركة، ومع ذلك فهم يحظون بالحماية. وتقول جيتي فويت (81 عاما) بحزم: «إذا أردت أن أركض في الحديقة، فأنا أركض في الحديقة» مضيفة أنه من الأفضل أن يكون ذلك مع رجل وسيم. ولا تزال فويت تتحدث الإنجليزية بطلاقة – لكنها لا يمكن أن تجد طريقها إلى المنزل بعد نزهة في البلدة.

ومع ذلك، فلا يمكن أن تضل طريقها في هذه البلدة. ومن المفارقات أن سياجا في نهاية الشارع، وجراجا هما اللذان يحافظان على حرية السكان، وهو ما لا يلاحظ وجودهما معظمهم.

ويقول عمدة مدينة سفيندبورج لارس إيريك هورنمان: «إنها طريقة جيدة لتوفير حياة طبيعية. قرية مرضى الخرف، هي جزء من البلدة لكنها مساحة لا داعي لأن تتم فيها مراقبة المرضى طوال الوقت». ويتراوح عمر سكان القرية بين 50 عاما و102 عام. ويمكنهم الذهاب للمشي أو اللقاء لتناول القهوة والتسوق. والشوكولاته هي السلعة الأكثر مبيعا في متجر القرية. وإذا جاء أحد الأقارب للزيارة، يكون لدى السكان الكثير من الأمور للحديث عنها أكثر مما قد يفعلون، إذا كانوا في دار لرعاية المسنين.

وتقول إنيت سوبي، قائدة المشروع: «هذا يجعل الزيارة أسهل كثيرا».

ويمكن العثور على قرى مماثلة لمرضى الخرف في بلدة دي هوجويك الهولندية، وفي توينبوين، بالقرب من مدينة هاملن الألمانية، لكن سفيندبورج تختلف عن هذه الأماكن لأن سكانها يتحركون فيها بحرية كاملة.

وتقول سوزانا ساكسل من جمعية الزهايمر الألمانية إن القرى المخصصة لمرضى الخرف، فكرة مربحة للجانبين. «ومقارنة بدور رعاية المسنين، فإن قرى مرضى الخرف تعد بمثابة خطوة متقدمة، بالتأكيد».

وهناك ميزة فريدة من نوعها لسفيندبورج، وهي أن القرية جزء من الحي المحلي – وهذا شيء مختلف عن دي هوجويك وتوينبوين. ويوجد ملعب ليتمكن أحفاد سكان القرية من اللعب جنبا إلى جنب مع الأطفال المحليين، ويمكن لأي شخص أن يذهب للنزهة في القرية. «نحن نريد أن نكون مكانا مفتوحا»، وفقا لسوبي.

أخبار ذات صله