fbpx
لنصون تاريخنا وندافع عنه..  فهو ملك وشرف للجميع  !
     **  صالح شائف  **
كل الوفاء للتاريخ المجيد الذي شربنا من نبعه أصول الكبرياء وثوابت الكرامة الوطنية وعشق الحرية ؛  إنه التاريخ الذي صنعته الإرادة الشعبية للناس عبر ثورتهم المجيدة  ١٤ ٱكتوبر ٦٣ —   ٣٠ نوفمبر ٦٧ م والتي أنطلقت كالمارد من قمم جبال  رفان الشماء ؛  وهي الثورة  الشعبية المسلحة الثانية في الوطن العربي بعد ثورة الجزائر ضد المستعمر الأجنبي ولا ثالث لهما ؛  ومثلت تتويجاً خلاقاً وأصيلاً لنضال وتضحيات أبناء الجنوب خلال عقود طويلة ضد المستعمر البريطاني ؛ وجسدت ومنذ إنطلاقتها الأولى ذلك التفاعل الواعي والتلاحم العظيم لأبناء الشعب ولكفاحهم الوطني المتعدد الأشكال والوسائل والأساليب النضالية ومن مختلف شرائح وفئات المجتمع ومن كل مناطق الجنوب ومدنه الرئيسية وفي مقدمتها عدن التي شكلت ساحة متميزة للمنازلة المتعددة الفعل والوسائل مع المستعمر ؛  والذين أنتزعوا بكفاحهم المشترك هذا الإستقلال الناجز وغير المشروط والذي تحقق فيه حلم الجنوب في ذلك اليوم التاريخي من شهر نوفبمر ٦٧م ؛ وصانوا الإستقلال وبنوا دولتهم الوليدة بجهودهم الوطنية المخلصة وبتضحياتهم وعرقهم في ميادين البناء والإبداع وفي مختلف مجالات الحياة ؛  ولم يكن تاريخاً مزيفاً أو من صنع الخيال ؛ بل كان واقعاً مارسه وعاشه الشعب في الجنوب في إطار  وطن حر ودولة مهابة الأركان يسودها النظام والقانون وحكم المؤسسات رغم كل الأخطاء والمؤامرات وكل أشكال الحصار  ..
 و ها هو اليوم يكافح بمثابرة وثبات وصمود من أجل إستعادة ذلك المجد المشرف وإن كان مختلفاً بإختلاف الأدوات والوسائل والظروف والأهداف وبمضمون وطني عميق الأبعاد والدلالات ؛  لينطلق مجدداً في رحاب الحياة الجديدة التي تليق به وبتاريخه الأصيل المتجدد وبعظمة تضحياته الغالية  !
فتهانينا القلبية الحارة لشعبنا العظيم الصابر المكافح  ولكم أيها الوطنيون الأحرار على إمتداد ساحة الجنوب بهذه المناسبة الوطنية الغالية التي تمثلها ثورة ١٤ أكتوبر في وجدان شعبنا وما حققته من منجزات تاريخية كبرى ولعل أهمها على الإطلاق  تحرير الجنوب من المستعمر وتوحيده في كيان وطني واحد وإقامة أول دولة في تاريخه ممتدة السيادة وتحت راية واحدة من حوف وحتى باب المندب  وأمنياتنا الصادقة بالثبات والتوفيق لكل من يتقدمون الصفوف وبكل الوسائل والأشكال دفاعاً عن الجنوب وقضيته العادلة ويبدعون ويتفانون في سبيلها رغم كل الظروف والمخاطر والتحديات على تنوعها والتي لن تصمد أمام إرادتهم الحرة وثقتهم بالنصر الأكيد حتى ترتفع راية الحرية والكرامة عالية خفاقة في سماء الجنوب الجديد .
نتمنى أن تكون إحتفالات شعبنا بهذه المناسبة في هذا العام مميزة وإستثنائية وبما يتناسب وموقف الجنوب الرافض لكل أشكال المؤامرات والتحديات التي تستهدف قضيته ومستقبله على تعدد عناوينها وأشكالها وهو ما يعطي للمشاركة الواسعة فيها بعداً وطنياً مهماً لا ينبغي إغفاله والا تنعكس التجاذبات السياسية على سير الإعداد والتحضير على المناسبة وتوزع الجهود وتنازع الأحقية في هذا الأمر وندعو الجميع لتجاوز هذه الحالة التي من شأنها الإرباك وبعث رسائل سلبية ولا يليق ذلك بالحدث وبما يريد شعبنا بعثه من رسالة وطنية موحدة لكل العالم .