fbpx
الرجال النساء

محمد بالفخر

منذ ان خلق الله البشرية واستخلفها في الارض كان الرجل رجلا والمرأة امرأة وكل يقوم بدوره الذي خلق من اجله ويسير وفق الفطرة التي فطره الله عليها فالرجل معتز بذكورته والمرأة معتزة بأنوثتها وكل مكمل للآخر ولا غنى لهذا عن ذاك ولا ذاك عن هذا ولا يمكن لهذا ان يقوم بدور ذاك والعكس صحيح  فيمارس الطرفان حياتهما بانسيابية تامة ويشبعان غرائزهما وفق الفطرة السليمة .

وبهما سويا تستمر الحياة وتتعاقب الأجيال وتتكاثر  

وقلّما مرّ في التاريخ ان حصل اضطراب في العقول او انتكاس لدى طرف من الاطراف فاختلت به موازين الفطرة السليمة لدى احدهما ليقوم بدور الآخر بطريقة غير سليمة وما حدث في فترة تاريخية قصصها علينا الحق سبحانه وتعالى في آيات من الذكر الحكيم من انتكاسة فطرية لدى بعض الذكور بالميل الغريزي بشهواتهم نحو بني جنسهم بصورة مقززة متجاهلين الطرف الآخر فنالوا على اثرها عقاب الله سبحانه وتعالى بعد ان استنفذ النذر برسالة نبي الله لوط عليه السلام لإصلاحهم  واعادتهم الى جادة الطريق فلم يستجيبوا له فكان لهم ذلك العذاب المهين .

وفي هذا الأمر تحديدا ذكر عن احد ملوك بني امية وهو الوليد بن عبدالملك قوله : لولا ان القرآن الكريم قص علينا قصة قوم لوط والا لما تصوّرت ان رجلا يمكن ان يميل الى رجل في قضاء شهوته لا يمكن ذلك بحال من الاحوال لدى الفطر السليمة .
وفي زمننا الحاضر ما حصل من انتكاس فظيع في كثير من المجتمعات الغربية على وجه التحديد من مثل هذه الأمور التي يشيب منها الولدان لدرجة انه اصبح لتلك الانحرافات من يقلدوها في مجتمعاتنا العربية وان كانت كظواهر محدودة جدا نسأل الله ان يقيض لها من يستأصلها من جذورها قبل ان تستفحل وينتشر فسادها .

وما دفعني لكتابة هذا الموضوع وتلك المقدمة ونحن في زمن النت والفيسبوك والتويتر والمنتديات وغيرها مما امتلأت به الشبكة العنكبوتية التي جعلت الكرة الأرضية كلها بملياراتها البشرية وكأنها قرية واحدة فاختصرت المسافات  البعيدة وقربت الاقوام بمختلف الوانهم وتعدد لغاتهم وجنسياتهم . واصبحت الحوارات وطرح الآراء وتبادل المعلومات واقامة كافة انواع العلاقات من خلال تلك المواقع اسهل من ان تصل الى جارك في نفس الحي او حتى في نفس البناية .

ومما يؤسف له ان هذه المواقع التي سميت مجازا بمواقع التواصل الاجتماعي اصبحت لغة الكذب والتزييف والتزوير على اشدها في  معظم ما تحتويه او ما تحمله في صفحاتها.

وفيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي كيف يتحقق ذلك وهناك من يتخفى بأسماء مستعارة ليخفي خلفها الاسم الحقيقي  ويتسمى بمطرقة او ثعبان او شيء من الحيوانات والصخور وغير ذلك . والأدهى من ذلك ان هناك رجالا او بالأصح ذكورا  يتسمون بأسماء اناث  والعكس ايضا في انتكاسة فطرية شديدة هي الأخرى . ان يحصل هذا الأمر من شباب مراهقين لا يلتمس لهم العذر لكن في النهاية مراهقين وان كان حتى هذا المراهق او المراهقة ينبغي ان تغرس فيهم القيم النبيلة ولن يكون الأمر كذلك الا وفق الفطرة السليمة التي تتغذى بالنهج السليم  والتي تأبى على الفتى ان يتقمص شخصية فتاة وتأبى على الفتاة ان تتقمص شخصية فتى .

هذا في حق المراهقين وصغار السن فما بالك وانت تسمع عن استاذ جامعي يفترض ان يكون قدوة وموجها لطلابه لكل معاني الخير  وهو يضع لنفسه العديد من المعرفات الفيسبوكية بأسماء نسوية من أمثال ليلى واخواتها المبجلات ويتخاطب مع الآخرين انه انثى  كاملة الانوثة ويضع على معرفه من صورهن السافرات والمبرقعات  كفتاة شقراء تسقط المفسبكين المساكين ويوقع زميله هذا في موعد وذاك في لقاء تحضر معه الكاميرا الخفية وغير ذلك من الاساليب المريضة التي يمارسها الذكور الاناث والاناث الذكور .

فهل ستصبح نعمة الانترنت ومواقع التواصل نقمة؟

مثل هذه العقليات التي كان ينبغي لها ان تستفيد مما انتجه الغير في مختلف المجالات العلمية لتساهم به ومن خلاله في الارتقاء بالمجتمعات والأوطان الى نقلة حضارية مميزة تعود بالنفع على الجميع بدلا من الانحدار في مهاوي الردى.

 

mbalfakher@gmail.com