يافع نيوز – (الاتحاد)

احتفلت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية أمس بالعام الثالث لاحتلالها صنعاء، في حدث وصفه اليمنيون بـ«أنه الأسوأ منذ انهيار سد مأرب قبل أكثر من ألفي عام». وبدد الانقلابيون أموالاً طائلة لإقامة احتفال بالمناسبة في ميدان السبعين وسط تأكيد مصادر سياسية حصولهم على دعم مالي بهذا الشأن من قطر وإيران، بالإضافة إلى استغلالها إمكانيات الدولة المنهوبة في العاصمة المحتلة.

وقال الناشط السياسي اليمني مصعب ناصر، لـ«الاتحاد»، «إن أي متابع كان بمقدوره أن يلمس دعم إيران وحلفائها للحوثيين في الميدان. مؤكداً وجود تنسيق قطري – حوثي فيما يتعلق بمجريات وتطورات الأحداث في اليمن، ولافتاً إلى الدور المتنامي لـ»السياسة القطرية»مع الميليشيات التي أعلنت صراحة انحيازها إلى الدوحة منذ مقاطعتها من الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في يونيو الماضي.

وفيما لوحظ تبني وسائل الإعلامية الحوثية في صنعاء، للمسار القطري في الأزمة. قال مراقبون إن حديث رئيس المجلس السياسي الانقلابي، صالح الصماد، في ميدان السبعين، جاء متسقاً مع الخطاب الإعلامي العدائي لقطر وإيران تجاه الدول الأربع لاسيما السعودية والإمارات، والذي تضمن تحريضاً صريحاً على إقامة أعمال شغب. فيما أقر الإعلامي في حزب»المؤتمر»، نزيه العماد، المقرب من الحوثيين، بوجود ما وصفه بـ«مشاريع» لقطر وإيران في اليمن مختلفة تماماً عن أهداف التحالف العربي.

وقال نائب الرئيس اليمني السابق، خالد بحاح «إن 21 سبتمبر، هي ذكرى غدر الحوثي الأليمة»، مؤكداً في تغريدة على»تويتر»أن سقوط صنعاء وانحسار دور الشرعية وضع التحالف أمام مسؤولية الحزم، فطول فترات الحروب لا تثمر إلا بؤساً ودماراً». فيما وصف رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر يوم 21 سبتمبر 2014 عندما سقطت صنعاء بأيدي الحوثيين، بأنه «يوم العار على الجيش والأمن والسياسيين الذين انحازوا لمشروع الإمامة وإسقاط العاصمة بيد الميليشيات في محاولة لإسقاط الجمهورية».

وقاطع حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح احتفالات الحوثيين بذكرى احتلالهم صنعاء، وامتنعت كافة وسائل إعلام الحزب، المرئية والمسموعة والمقروءة، عن الإشارة بهذه المناسبة في تغطيتها الإخبارية أمس. فيما شهدت مدينة تعز اليمنية تظاهرة شعبية منددة بـ«نكبة 21 سبتمبر» شارك فيها المئات من الأشخاص رفعوا لافتات معبرة وهتفوا بصوت واحد «جمهورية جمهورية.. لا إمامية ولا حوثية.. جمهورية جمهورية..نحميها بالشرعية».

من جهته، قال الكاتب والصحفي اليمني سام الغباري: إن علاقة قطر بـ»الحوثيين» كانت ولا تزال قوية منذ بداية تمردهم في شمال اليمن مطلع عام 2004، وأضاف لـ»الاتحاد» أن تحركات الحوثيين الأخيرة تكشف جيدًا دور قطر في عملياتهم إعلامياً وماليًا»، معتبراً «أن العلاقة بين الطرفين قوية جداً وإن واجهتها بعض فترات الجمود فذلك لأغراض سياسية، اتضحت جليًا بعد الخامس من يونيو»