fbpx
منفذ الوديعة ووجه الشرعية الحقيقي!

 

(لانه منفذ الوديعة) هكذا وبهذا الإيجاز الشديد كانت اجاية معالي وزير الداخلية في الحكومة الشرعية اللواء حسين محمد عرب على سؤال المذيع في قناة الغد المشرق الفضائية حول اسباب غياب الوزارة عن منفذ الوديعة.

وقبل ان ينهي المذيع سؤاله بدت علامات الحرج على محياء معالي الوزير بحكومة الشرعية ، السؤال كان حول اسباب غياب سلطة الوزارة عن منفذ الوديعة.

وفي أجابته على السؤال الذي بدأ محرجا ومفاجئا لمعاليه  قال مجيبا وبأختصار ” لأنه منفذ الوديعة” ثم أضاف مستدركا ومبررا معا بعد برهة صمت دامت دقائق ملأت خلالها الدهشة والذهول والصدمة قلوب المشاهدين المتسمرين أمام الشاشة من هول وقع الإجابة الصادمة التي لم يكن يتوقعها أحد أبدا.

قال مبررا لان هناك حركة نشطة بين الشرورة السعودية ومأرب اليمنية تطلب ذلك تولي الجيش مهمة الأمن في المنفذ ومايزال.

وقال ايضا في محاولة فيما يبدو لتفادي غضب وسخط وربما سخرية المشاهد:
هناك خطة لتولي الوزارة المهام الأمنية في منفذ الوديعة ولكن الوزير لم يحدد توقيت الشروع في تنفيذ تلك االخطة وطرق ووسائل وأدوات وجهات تنفيذها.

وكلنا يعلم وقبلنا كلنا معالي الوزير يعلم  أن هناك قيادات عسكرية “شمالية” تتولى المهام الأمنية في المنفذ البري الوحيد الرابط بين اليمن والسعودية وبحسب مايشاع تذهب كل الموارد المالية الرسمية المقدرة بعشرات الملايين يوميا إلى جيوب تلك القيادات وعدم توريدها الى البنك المركزي بعدن وبالتالي عدم إستفادة الدولة والشعب منها ناهيك عن الاتاوات التي يفرضونها بغير سند قانوني على المسافرين والبضائع الداخله إلى البلاد عبر المنفذ.

وكم هي المرات التي سمعنا وقرأنا خلالها  المسافرون عبر المنفذ والتجار وملاك السيارات والمركبات وهم يشكون من عمليات ابتزاز كبيرة يتعرضون لها من قبل جنود الجيش “الشماليين” في منفذ الوديعة.

حقيقة كانت أجابة معالي الوزير وهو الرجل القوي في شرعية الرئيس هادي ونائب رئيس حكومته صادمة لي أسوة بكل من تابع تلك المقابلة المتلفزة التي قزمت الوزير ووزاراته وحكومته وشرعيته في نظري لأنه عكس عبر إجابته تلك مدى عجز الشرعية عن فرض سلطتها على ذلك المنفذ وفرض وجودها وهيبتها في تلك البقعة الصغيرة التي تشكل واحد من أوجه الدولة وحقيقتها .

“لأنه منفذ الوديعة ” تمثل حقيقة الدولة الهشه الواقعة تحت طائلة ابتزاز شركاء فيها وهيمنة قيادات عسكرية وحزبية أستلمت وماتزال مكافئة وقوفها مع الشرعية مقدما ولو على حساب الاستحواذ على موارد سيادية تعد واحد من أهم شروط واساسيات قيام الدولة وبقائها.

إجابة معالي وزير داخلية الشرعية على ذلك السؤال المحرج أستوقفتني أمامها على الرغم من وجود جزئيات كثيرة في حوار قناة الغد المشرق تستحق التوقف عندها ولكنني أكتفيت بواحدة لأنها كشفت لي وبجلاء الوجة الحقيقي للشرعية المغاير تماما لوجهها الحجري الصلب الذي تقابلنا به في عدن وأخواتها من المحافظات الجنوبية المحررة.