fbpx
من المسئول عن أزمة الوقود؟!!

د. علي صالح الخلاقي

من العجب العجاب أن المناطق الجنوبية المحررة منذ عامين ونيف تعاني أزمة حادة وخانقة في المشتقات النفطية، لا مثيل لها حتى في المناطق التي ترزح تحت سيطرة المليشيات الحوثية، وهي أزمة مفتعلة ومُسيّسة، من قبل لوبي الفساد المتدثر بالشرعية، وإلا كيف نفسر انتشار ظاهرة السوق السوداء التي تعمل بنشاط هذه الأيام في بيع البترول علناً ودون رقيب أو حسيب. فعلى سبيل المثال تنتشر صهاريج البترول (البُوَز) على طول الطريق المؤدي من عدن إلى لحج، كما رأينا أمس خلال نزولنا من يافع إلى عدن، وقد وصل سعر (دبة عشرين لتر) إلى عشرة ألف ريال عداً ونقداً، ومن لم يعجبه السعر فليصُب لسيارته من ماء البحر..!!.
واعتقد أنه عند انتهاء ونفاد الكمية المتداولة في السوق السوداء سيأذن لوبي الفساد بتوفير كمية محددة يتم إنزالها إلى محطات البيع الحكومية والأهلية لنعود من جديد إلى الوقوف في طوابير طويلة لساعات وربما لأيام، خاصة وأن البعض قد حجز له مكانا ترك فيه سيارته بعد أن نفد ما لديه من بترول. وبالمقابل سيتم تسريب كميات لأصحاب السوق السوداء حتى يعودوا بعد فترة لممارسة عملهم بعد أن تفرغ الكمية المخصصة للبيع في المحطات..وهكذا نظل في دوامة لا نهاية لها في ظل هذه الأوضاع العرجاء التي تعيشها عدن التي يفترض أنها العاصمة السياسية، والتي للأسف الشديد لا تملك من مقومات العاصمة شيئاً يذكر..والأمر ينطبق على المحافظات المجاورة لها.
فمن المسئول يا ولاة الأمر ؟!!
هل حكومة بن دغر؟!!
أم شرعية المهجر؟!
أم التحالف العربي؟!!
فهل من حل لمعاناة الناس بعد أن بلغ السيل الزُّبى!!!