احمد سعيد كرامة
حال مؤلم جدآ ووضع مزري أيضآ, وتجاوزت حال أوضاعنا المتردية من المعيشية للأخلاقية و السلوكية , طبيعتنا في جنوب اليمن بالعموم إتكالية وغير إنتاجية حتى يومنا هذا , نمتهن مهن غير مجدية , بل مضرة بالمجتمع من بيع القات لغيرها للبحث عن الرزق السهل السريع و نتجنب باقي الأعمال إلا القلة القليلة منا تمتهن ذلك , السبب أظن يرجع لصفاتنا الوراثية التي نتناقلها عبر الأجيال , لم نستطيع ولن نستطيع تغيير تلك الصفات و الممارسات إلا بسلطان يفرض علينا بحد السيف تغيير تلك العادات السيئة .
شعرت بحزن شديد من ذلك الكم الهائل من التناقضات و الاصطفاف الشللي و المصلحي حول موضوع ديون الوقود على طائرات التحالف بمطار عدن الدولي , هكذا وبكل وقاحة وصلف تحدثنا و نتحدث بهذا الموضوع , لو تريثنا قليلا سنعلم بأننا نسيء لأنفسنا بطريقة فجة ووقحة , ورغم أن ذلك الخبر عاري عن الصحة ولكن أظهر مستوى أخلاقي متدني للغاية و خصوصا لكثير ممن يدعون بأنهم نخبة وصفوة المجتمع الجنوبي اليمني , طائرات وطيارين و جنود أتوا لتحريرنا و حمايتنا و من أجل سلامة أراضينا و الحفاظ على أرواحنا , طائرات مرابطة على مدار الساعة بمطار عدن الدولي و منظومة صواريخ باتريوت لحماية المطار , طائرات إماراتية سقطت فوق أراضينا وتكلف عشرات الملايين من الدولارات وطيارين إماراتيين أستشهدوا على تراب أرضنا وهم لا يقدرون بثمن , ألا نقدر كل تلك التضحيات و الخسائر من قبل القوات الإماراتية على أراضينا و نتعلم كيف نرد الجميل ولو بالكلمة الطيبة الحسنة .
هل تعلمون بأن من يدفع أجرة طائرات نقل الأموال للشركة الروسية هو التحالف ومن تحمل تكاليف طبعها هو التحالف , ونظرا لعزوف شركات الطيران عن العمل في اليمن إزدادت رسوم التأمين لعشرات الاضعاف والتحالف من يتحملها بصمت لأنه واجب أخوي و أخلاقي , وقد تبلغ ثمن الرحلة الواحدة لنقل الأموال لعدن أكثر من 50الف دولار أمريكي , تموين طائرات الرواتب بالوقود المغادرة لمطار عدن يتحمل تكاليفها التحالف أي الإمارات و تدفعها نقدا وهناك وكيل حضرمي بعدن لشركة الطيران الروسية , من المخزي التحدث عن ديون على من يمد لنا يد العون و المساعدة منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبا من دون ملل أو كلل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل خيرآ أو ليصمت .
سأكتب عن إمارات الخير حتى يجف حبر قلمي , وسأجعل من دمي حبرا لقلمي .
