fbpx
الانتهازية السياسية.. الرفيق المخلافي نموذجا..!

الانتهازيه السياسيه الرفيق المخلافي نموذجا من الفكر الناصري القومي الى الملكيه المطلقه .

 

الدكتور علي قائد علي

 

اتحفنا وزير خارجيه ماتبقى من حطام الجمهوريه اليمنيه المتناثره والعاثره على امتداد فنادق الرياض ودويله مارب الاصلاحيه ومحافظات الجنوب المحرره شكليا ,والخاضعه عمليا لسلطتهم ,بتصريحات اثارت غضب الراي العام الجنوبي ,لوقاحتها وصفاقتها في تزييف الحقائق والوقائع باستخدامه لغه الغمز واللمز ,عندما وجه اتهامه لاطراف خارجيه بانها تصنع الفوضى في الجنوب بنيه ما سماه بالانفصال .

 

حديث المخلافي يعكس حاله افلاس سياسي واخلاقي يعيشه الرجل كما بقيه زملائه من نخب صنعاء ,الذي تجيد موهبه العهر السياسي والتلون بتلاوين الطيف السياسي بحسب اتجاه البوصله السياسيه من منطق التاجر الرابح ,وفق شعارها الشهير” في الصبح جمهوري وفي الليل ملكي “.

 

فهذا ليس تحامل ولاتجني ,انها الحقيقه بعينها وذاتها ,وعلى الرغم من الابتلاء العظيم الذي اصاب الجنوبييون بفعل الوحده المشوؤمه مع الشمال ,الا اننا نحمد الله ونشكره بانه سنحت لنا الفرصه بالتعرف وعن قرب وتجربه مريره وقاسيه على البنيه السياسيه لمعظم نخب صنعاء ونظرتها العنصريه الدونيه تجاه الجنوب ,فهو نموذج حي للتقلب من ضفه الى اخرى بحسب تغير موازين القوى ودون اي خجل او وازع من ضمير .

 

فبالامس القريب كانت صنعاء عفاشيه تهتف باسم الزعيم بالروح وبالدم ,وما ان تبدلت اتجاهات الرياح السياسيه في العام 2011 حتى وجدنا ان نفس الساحات ساحات صنعاء تتلون وتكتسي باعلام الاصلاح تناصره وتبايعه ضمن ماسمى بثوره التغيير الذي قادها وتزعمها حزب الاصلاح الاخواني برئاسه الجنرال علي محسن .

 

ونفس المشهد يتكرر ومن على نفس الساحات والمياديين ونفس الحشود ولكن هذه المره البيعه تتم للسيد الجديد القادم من كهوف مران بصعده ,فاعلنت حشود صنعاء بنخبها ومثقفيها الولاء للسلطان المتربع على عرش صنعاء كولي نعمتها وحاكم امرها ,هذه هي العقليه السيكولوجيه لثقافه النخب الصنعانيه المتلونه والمتغيره دوما .

وحتى لانسهب كثيرا وبالعوده الى صاحبنا الرفيق المخلافي وتصريحاته المنسوبه ,
لابد لنا في البدايه التدقيق في هويه المخلافي للتعرف عليه اكثر وللتعمق في ماضيه وتاريخه ,فهو يستحق ذلك الاهتمام لانه بحق موهبه سياسيه قل نظيرها فالتحول من اقصى اليمين الى اقصى اليسار هي ليست مهنه سهله المنال بل هي حنكه وابداع واتقان في فن العهر السياسي .

 

فالدكتور عبدالملك المخلافي امين عام التنظيم الوحدوي الناصري كان تلميذا مثابرا في النهج الناصري العروبي القومي ,وكان حاسما قاطعا غير مساوما في عدائه للمملكه السعوديه وللولايات المتحده الامريكيه واقفا ضد سياساتهما في المنطقه ,وكان طبيعيا ان تصدر على لسانه عبر اطلالاته الاعلاميه ومن منابر كثيره مواقف مندده بالدور السعودي والامريكي .

 

ومشكله الوزير المخلافي انه نسى او تناسى بان ذاكرتنا لاتزال محفوره بمواقف واحاديث الوزير ,ومن الصعب على عجله الايام ان تمحوها بسهوله ,ولايمكن لمخالب النسيان اقتلاع جدورها من اعماق الذاكره ,لانها ببساطه غدت تاريخ يشهد بها لك وعليك .

 

تعالوا بناء نتصفح بعض من اقتباسات ونفحات الزعيم الناصري القومي قبل ان يدخل في البلاط الملكي السعودي ,اذ تحدث المخلافي عن السعوديه قائلا بالحرف الواحد “لايمكن لليمن ان يكون سعيدا وسعوديا في ان واحد “انتهى الاقتباس هكذا كان الوزير الناصري المخلافي من قبل ,واليوم لايجد المذكور حرجا في ان يصبح الناطق الرسمي باسم المملكه السعوديه ,انها حاله انفصام وانتهازيه سياسيه ,تعكسها رغبه الوزير بالبحث عن معادله الربح من الخساره في الخريطه السياسيه المتغيره .وكما يقال تاتي الرياح بما لاتشتهي سفن المخلافي ,فاحلام الوزير الناصري تبخرت واندثرت بالعوده من جديد الى صنعاء لممارسه فنون التجاره والزييف السياسي ,ولم يبقى امام المخلافي الا طريق واحد وهو تغير البوصله السياسيه ولكن هذه المره باتجاه الحاكم الفعلي لصنعاء الحوثي ,

ولانستبعد بل اكاد اجزم بان المذكور وربما كثيرا من نخب صنعاء المقيمين في الرياض او حتى المتواجدين في الخارج سيحاولون تغيير ولاءاتهم وانتماءاتهم وفق ميزان القوى الطارى ,ولذلك على الجنوبيين ان لايندهشوا اذا علمنا يوما بان جميع تلك النخب سنشاهدها يوما ما في صنعاء تقدم فروض الولاء والطاعه للامام الذي يحكم صنعاء بعد ان اضحت حوثيه اماميه عادت بها الايام الى ماقبل الماضي السبتمبري الذي اعتقدت تلك النخب بانها اقامت الجمهوريه بينما الحقيقه لاتعدوا من انها لم تقم الا منظومه الفساد ودوله الفساد المتعاقبه والمتوارثه الذي تحولت الى موسسه كبيره ابتلعت كل شئي من حولها حتى انتجت لنا جيلا فاسدا مشوها طفيليا غير منتجا استغله جيدا الحوثي واستطاع النفاذ منه بمشروعه السياسي الكبير ,ورمى بكل هولاء الحثالات المتمرسين على مهنه الارتزاق السياسي حسب قانون العرض والطلب السياسي .الى مزبله التاريخ .

 

وفي الختام نود ان نهمس في اذن الوزير المخلافي صحيح اننا نعترف لك بموهبتك الفذه كممثل درامي من طراز رفيع ومع ذلك نوجها نصيحه لك ولامثالك ,اترك الجنوب وشانه ,,فنعيقك ونهيقك وزعيقك لم ولن يؤثر في مسيره شعب الجنوب نحو اهدافه الوطنيه والمشروعه والعادله ,فشعب الجنوب مايميزه عنك هو في كونه لايزال على النهج وبنفس المبدئيه والثبات والخط الذي حددها لنفسه طريق الحريه والاستقلال والذي لم يكن يوما مفروشا بالورود بل تم تعميده بسجل حافل من التضحيات ودماء الشهداء والجرحى ودموع اليتامى وانين الثكالى .

ففي الوقت الذي حكومتكم الموقره تشن على شعب الجنوب حرب مفتوحه وبلاهواده حيث تم حرمان المواطن الجنوبي من ابسط حقوقه الانسانيه وفي مقدمتها الرواتب المستحقه ,نجد ان جنابكم يعمل بكل وقاحه الى توظيف عائلته بوظائف وهميه في وزارتكم فابنائكم مروان وهشام المخلافي تم تعينهم بمرتبات خياليه ,رغم ان خطابكم السياسي السابق الذي مانفكيتم ترددونه ضد النظام العائلي الوراثي في صنعاء بينما انتم تطبقونه واقعا ملموسا في حكومه الفنادق بالرياض .

انه مشهد من مشهد النهايه المحتومه لك ولامثالك ,وفصل من فصول مهنه الارتزاق والانتهازيه السياسيه يسدل ستاره ,وكما جاء في الحديث النبوي الشريف “اذا لم تستح فاصنع ماشئت .” .

الدكتور علي قائد علي