fbpx
أمريكا أم كوريا الشمالية .. من يبدأ الضربة الأولى لو قامت الحرب؟
شارك الخبر

يافع نيوز – الأناضول

فرض التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية نفسه على المجتمع الدولي، حاملاً معه سؤالاً مفاده: هل الحرب الكلامية التي ثارت أخيراً بين البلدين مجرد زوبعة في فنجان أو أنها إرهاصات حقيقية لحرب عالمية ثالثة؟

وإذا كانت الفرضية الأخيرة صحيحة، فمن يطلق شرارتها الأولى.. واشنطن أم بيونغ يانغ؟

تظل مثل تلك التساؤلات مفتوحة في ظل معطيات كثيرة منها إصرار واشنطن على إبقاء شبه الجزيرة الكورية منطقة غير نووية، بالتزامن مع توعد الرئيس دونالد ترامب، بيونغ يانغ بعقاب “النار والغضب” إذا واصلت تهديداتها.

مقابل ذلك، تتجاهل كوريا الشمالية نداءات المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتواصل برنامج التسلح النووي والباليستي.

ونفذت كوريا الشمالية، الأحد الماضي، تجربتها النووية السادسة، سبقتها تجربة إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى فوق الأراضي اليابانية، في تحدٍ واضح لقرارات المجتمع الدولي.

شق الصف

ويقول ليف – ايريك ايزلي، الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدولية في جامعة “أيوها” للمرأة، بالعاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، إن “نظام كيم جونغ أون اختبر صواريخ باليستية هذا العام أكثر مما نفذته كوريا الشمالية خلال عقدين تحت حكم والده كيم جونغ إيل”.

ويعتقد ايزلي، في مقال له تحت عنوان “تجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية تهدف إلى شق صف خصومها” ونشرته مجلة “فورين بوليسي”، الأحد الماضي، أن تجارب كوريا الشمالية تهدف “بالإضافة إلى تطوير قدراتها العسكرية إلى هدف دبلوماسي وهو زرع الفرقة وشق الصف بين الولايات المتحدة، وحلفائها كوريا الجنوبية واليابان والصين”.

ويتابع في المقال نفسه: “نظام كيم يسعى إلى زرع الانقسام بين جيرانه من أجل الحصول على تنازلات، وكسر العقوبات وتخفيف الضغط المتزايد والمنسق”.

ويرى خبراء أن كوريا الشمالية قد تكون نجحت في مساعيها تلك إلى حد ما، واستدلوا في ذلك بتغريدات للرئيس ترامب، ومهاجمته لدعوات رئيس كوريا الجنوبية مون جاي – إن لعقد “حوار الاسترضاء” مع كوريا الشمالية.

وفي تغريدات متوالية نشرها ترامب على حسابه في “تويتر”، الأحد الماضي، قال في إحداها إن “كوريا الجنوبية اكتشفت صحة ما قلته لهم من أن مباحثات استرضائهم لكوريا الشمالية لن تنفع، فهم لايفهمون غير شيء واحد”، في إشارة إلى الخيار العسكري، بحسب وسائل إعلام أمريكية.

خياران

ويقول النائب السابق لمدير الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل موريل، إن أمام الولايات المتحدة خيارين: “الأول هو هجوم عسكري بعواقب كارثية ونجاح غير مضمون، والآخر هو القبول بما وصلوا إليه وما يريدون تحقيقه مصحوبًا باحتواء وردع”.

وتابع في حديث لقناة “سي بي إس” الاخبارية: أعتقد أن الخيار الأخير هو الأكثر منطقية، وأعتقد بأن هذا ما سنتوصل إليه في النهاية”.

إلا أن موريل يحذر من نتاج التوتر على شبه الجزيرة الكورية وشبهها بالإرهاصات التي شهدتها الحرب العالمية الأولى.

وقال: “لذا فإن تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية خلال الأشهرة الستة الماضية، مقلق جدًا من هذا المنظور”. ومن ثم يعتقد أن استخدام بلاده “للكلمات الصحيحة والخطوات المناسبة” هو المطلوب في الوقت الحاضر.

ويضيف موريل: “علينا أن نزيد العقوبات، وأن نبني دفاعاتنا الصاروخية وتلك الموجودة لدى كوريا الجنوبية واليابان، ويجب أن يعلم الجميع بهذا، ويجب أن نقوم بالمزيد من تجارب الدفاعات الصاروخية”.

صواريخ سيؤول

وألغت الولايات المتحدة، الثلاثاء الماضي، الحد الذي فرضته على كوريا الجنوبية منذ سبعينيات القرن الماضي، بصنع صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية لاتزيد عن 1100 باوند (نحو 498 كيلو غراما) ما سيسمح لحكومة سيؤول إنتاج صواريخ حربية أكثر قوة.

ويوجد على أراضي كوريا الجنوبية قرابة 28 ألف مقاتل أمريكي، يفترض مساهمتهم في الدفاع عنها في حال دخولها الحرب.

ضربة استباقية

وطبقًا لتقرير “سي بي إس” فإن كثيرًا من الخبراء يعتقدون أن كوريا الشمالية “ستبدأ ضربة استباقية ضد الولايات المتحدة أو كوريا الجنوبية، لكن السؤال الأهم هو ما الذي ستفعله الولايات المتحدة إذا أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا آخر فوق اليابان، وهو ما يمكن حدوثه في وقت لاحق من هذا الأسبوع”.

وكشف التقرير أن الخبراء اعتبروا أن بدء كوريا الشمالية باعتداء، سواء ضد واشنطن أو سيؤول سيكون بمثابة “خطوة انتحارية”، إلا أنه اشار إلى أن الخبراء يرون أن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، تأتي بهدف “الردع، حتى برغم استمرار حرب الكلمات”.

ويقول آندري لانكوف الأستاذ في جامعة كوكمين الكورية ج، لقناة “سي بي إس” الإخبارية الأمريكية أنه يرى في شخصية كيم جونغ أون “رجلاً مجنونًا”، ويشير إلى أنه استخلص تلك النتيجة من متابعاته له منذ أن تسلم الحكم عام 2011 عندما كان في السابعة والعشرين من عمره. وتابع: “إن كيم جونغ اون لايعرف الرحمة”.

لكنه أوضح أن نظام كوريا الشمالية يريد امتلاك سلاح نووي، لكي لاتستطيع الولايات المتحدة إسقاطه بالتعاون مع كوريا الجنوبية.

ويرى أن كيم جونغ أون “يبحث عن نصر أخير؛ ما يعني توحيد كوريا بحسب شروطهم وهذا يعني طرد الولايات المتحدة من المنطقة”.

“حزمة هدايا”

ووصف المبعوث الدائم لكوريا الشمالية إلى الأمم المتحدة في جنيف، التجربة النووية التي أجرتها بلاده الأحد الماضي، على أنها “حزمة هدايا ستظل الولايات المتحدة تتلقاها من بلادي طالما تواصل استفزازاتها المتهورة والمحاولات غير المجدية للضغط على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية”.

أما إيميل سيبمسون الباحث في جامعة “هارفرد”، فيستقرئ طبيعة الرد الأمريكي على تهديدات كوريا ش، من خلال تصريح لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الأحد الماضي، عقب اجتماعه ومسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية مع الرئيس ترامب عندما قال: “أي تهديد للولايات المتحدة أو الأراضي التابعة لها بما في ذلك “جزيرة” غوام سيتم التعامل معه برد عسكري كبير، وسيكون ردًا فاعلًا وساحقًا”.

لكن سيمبسون قال في مقاله المنشور في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، الثلاثاء الماضي، إن ذلك الرد العسكري، وفق تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، لن يهدف “لإبادة بلد بالكامل”.

وقال إن ما يعنيه ماتيس هو أن “الولايات المتحدة ستستهدف المنشآت العسكرية والنووية لكوريا ش بدلاً من تدمير البلاد برمتها، ومن غير المحتمل كذلك أن يتضمن الهجوم أي اجتياح أمريكي، إلا أن هذا النوع من الهجمات سيكون كبيرًا ومفاجئًا ودون سابق إنذار، إذا ما حاولت كوريا الشمالية تنفيذ تهديدها”.

أخبار ذات صله