fbpx
صالح يترنح !!

د. سباح علوي

في خضم الصراعات التي ضربت عمق مراكز القوى في “تحالف الضرورة الانقلابي” بالعاصمة اليمنية صنعاء ، ظهر الرئيس اليمني المخلوع صالح في لقاء تلفزيوني ادارته قناة “اليمن اليوم” التابعة لحزبه ليؤكد تبعيتهُ وحزبهِ المطلقة لمن اسماهم بانصار الله الحوثيين الذي قال أنهم يسيطرون على كامل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية منذ اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء مطلع العام 2015 ، والذي ترتب عليه فرار الرئيس الشرعي للبلاد عبدربه منصور هادي من العاصمة اليمنية صنعاء ولجوئه إلى عدن التي أعلنها فيما بعد عاصمة مؤقته للبلاد بدعم ومباركة من دول التحالف والمجتمع الدولي .
يأتي الخطاب الاستسلامي الانهزامي هذا بعد التصعيدات الاخيرة التي قامت بها مليشيات الحوثيين والتي كان آخرها نسف وتدمير منزل الشيخ علي الحوباني القيادي البارز في حزب المخلوع صالح، في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، وكذلك اعتقال قائد اللواء 82 دفاع ساحلي بمدينة الحديدة العميد الركن علي مهدي الآنسي الموالي للمخلوع صالح، والذي أودعته مليشيات الحوثي احد سجون الشرطة بالحديدة، دون إن تكشف أسباب أو ملابسات اعتقاله . بالإضافة لإعتقال القيادي البارز بحزب المخلوع صالح في محافظة حجة البرلماني احمد الشامي الذي اخفته الجماعة قسريا منذ عدة أيام .
تأتي هذه التصعيدات من قبل مليشيات جماعة الحوثي تجاه المخلوع وانصاره، ردا منها على استعراض العضلات الذي أبداهُ صالح في ميدان السبعين في الرابع والعشرين من اغسطس الماضي عشية احتفال حزبه بذكرى تأسيسه . والذي اعتبرته جماعة الحوثي بمثابة تحضير لإنقلاب داخل الانقلاب كما جاء على لسان كثير من قادتها والذي كان آخرها على لسان عضو المكتب السياسي لمليشيات الحوثي، “محمد ناصر البخيتي”، الذي قال : “أن الفعالية كان هدفها النزول للساحات بهدف القيام باعتصامات احتجاجية ضد الجماعة وهو الأمر الذي كان مخططا له . لولا اتخاذ مليشيات الحوثي إجراءات أمنية أفشلت هذا المخطط حسب تصريح البخيتي “.
راء كثير من المحللين السياسين الذين تحدثوا في الايام القليلة الماضيه إن خطاب المخلوع صالح جاء تحت ضغوط وإملاءات من مليشات الحوثي، الجماعة التي ربما إنها قد سيطرت وبشكل كامل على الأوضاع العسكرية والأمنية في صنعاء ، بل وذهب بعض المحللين للحديث عن أن الجماعة قد “وضعت صالح تحت الاقامة الجبرية” فعليا . الأمر الذي إن صحت هذه التكهنات، قد يغير من موازين المعادلة السياسية والعسكرية لصالح التحالف العربي الذي أَرَقَّهم تحالف صالح والحوثي وجعل منهم قوة لا يستهان بها صمدت في وجه التحالف زهاء عامين ونصف وقد يستمر صمودهم لسنوات عديدة اخرى، إن لم يستغل التحالف هذا الخلاف للعب بأوراق قد تكون ضرورية لتعميق هوة الخلاف بين الانقلابيين كخطوة اولى على طريق الحسم العسكري الذي بات ضرورة لا نتمناها؟ بفعل بُعد الأطراف المتصارعة على أنهاء الأزمة على طاولة المفاوضات، وهو ما تظهره المؤشرات السياسية على أرض الواقع . فالحالة الإنسانية التي وصل إليها الشعب اليمني في الشمال قبل الجنوب تطّلب الإسراع في إنهاء الحرب للخروج من بوتقة الوضع المزري والذي قد يزداد ازْرِاراً ما إن استمرت الحرب لفترة أطول واستمر الانقلابيين في تعنتهم .