fbpx
مطبوعات حوثية جذابة تجمل الموت لأطفال اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات:

اتجه الحوثيون إلى زرع أيديولوجيتهم وأفكارهم التحريضية في عقول الأطفال عبر مطبوعات مخصصة لهم، تروج للتوجهات الطائفية والمذهبية الإيرانية، بألوان جذابة تستقطب انتباه الأطفال وعاطفتهم في غياب وسائل الترفيه الأخرى في البلاد.

وأصدر الحوثيون حتى الآن ثمانية أعداد من مجلة “جهاد”، بتمويل من مؤسسة “الإمام الهادي” المتخصصة في التعبئة الطائفية، ولديها مستشارون من حزب الله وإيران، وفق ما ذكرت مصادر محلية.

وتوزع المجلة بشكل مجاني وبأعداد كبيرة في مناطق سيطرة الحوثيين وبألوان وصور جذابة مناسبة لعقول الأطفال.

وتحدث أهالي المناطق الخاضعة للسيطرة الحوثية عن محتوى المجلة الذي يحمل أفكارا مذهبية وإرهابية تدعو للقتال والذهاب إلى الجبهات والتعلم على السلاح وغيرها من الأفكار. كما تشمل المجلة صورا من ضرورة موالاة الأطفال للحوثيين وجماعتهم باسم “حب آل البيت” والدفاع عنهم.

وتحاول المجلة الظهور بحس قومي يزرع أفكارا عاطفية باسم حب فلسطين وضرورة الإعداد للجهاد في فلسطين وتسمية الأطفال بجيل تحرير الأقصى، كما جاء في أحد الأعداد الأخيرة.

واشتكى بعض الأهالي أن المجلة تروج لقصص أغلبها مفبركة عن مرجعيات دينية ثم يضعون أسئلة ثقافية مذهبية عن فكر الحوثيين لتعزيز الإقناع والتضليل على عقول الأطفال، إضافة إلى أسئلة مسابقات ثقافية مذهبية عن الفكر الحوثي، ورصد جوائز مالية وعينية مغرية للمشاركين فيها من الأطفال.

كما تتضمن رسوما وموضوعات تعيد شرح المفاهيم المتعلقة بالعقيدة، وتحرض على القتال وفق التوجه المذهبي لميليشيات الحوثي، بجانب زرع أفكار مذهبية وإرهابية تدعو للقتال والذهاب إلى الجبهات وتعلم استخدام السلاح.

وتحتوي موضوعاتها المصورة والقصصية على تكريس ضرورة موالاة الأطفال للحوثيين وجماعتهم باسم “حب آل البيت” والدفاع عنهم. وتزعم المؤسسة الحوثية التي تصدر المجلة عنها أن التعبئة الطائفية والعقائدية لأتباعها تعد “عملا جهاديا”.

مجلة جهاد تروج لقصص أغلبها مفبركة عن مرجعيات دينية لتعزيز الإقناع والتضليل والطائفية في عقول أطفال اليمن

وكانت قناة “المسيرة” التابعة لميليشيات الحوثي والتي تبث من الضاحية الجنوبية في لبنان، عرضت في رمضان الماضي مسلسلا تلفزيونيا من 30 حلقة اسمه “مغامرات الشجعان” من إنتاج مؤسسة “الإمام الهادي” أيضا، ويستهدف تجنيد الأطفال ويشجعهم على الالتحاق بالميليشيات.

ويرى مراقبون أن محاولة التأثير على الأطفال هي حلقة ضمن سلسلة متكاملة لزرع أفكار مذهبية وطائفية بين أبناء اليمن، لكنها بالتأكيد أشد خطورة على الأطفال الذين ينشأون على هذه المفاهيم والأفكار التضليلية، بإملاءات إيرانية ليست خافية على أحد.

وكشفت قوات الأمن في وقت سابق هذا العام، أنها أحبطت محاولة تهريب مطبوعات طائفية كانت في طريقها للقيادات الحوثية، وقد تمت طباعتها في المجمع العلمي لأهل البيت في إيران.

وقال مصدر أمني إن طهران لم تقصر تدخلاتها في اليمن عند حد تهريب السلاح، بل واصلت تدخلاتها العبثية لتغيير الفكر، وأدلجة العقول، وحشوها بأفكار ومعتقدات طائفية، لزرع الفتنة داخل المجتمع اليمني.كما كشف عضو هيئة علماء اليمن عبدالله غالب الحميري، أن المعركة التي تخوضها إيران في اليمن متعددة الوسائل، وتشمل الحرب بالسلاح والفكر والعقيدة، ووسائل أخرى، وقال “قبل البدء في معركة السلاح في اليمن، بدأت إيران تهريب الكتب وتسريبها، قبل قرابة ثماني سنوات، وكانت المجلات الإيرانية القادمة من العراق

وغيره تدخل أرض اليمن وتوزع بغزارة كبيرة ومذهلة، ولا يعرف الناس مصدرها، والبعض يؤكد أنها توزع على الناس من سيارات مجهولة”.

وأشار الحميري إلى أهمية دور وسائل الإعلام في توعية المواطنين بخطورة المخطط الحوثي، قائلا “لا تزال قنواتنا محدودة، وحين استعادة الدولة ووسائل التواصل سوف تتم توعية الناس، وللأسف فإن الواقع اليوم يؤكد أن الإعلام الحوثي أقوى من إعلام الشرعية، لذلك يحاولون استغلال هذا الوضع وطمس هوية اليمن من خلال تغيير المناهج الشرعية في المدارس والجامعات”.

وجماعة الحوثي ليست الوحيدة التي لجأت إلى الصحف والمجلات الجذابة للترويج لأفكارهم، فهي فكرة قديمة دأبت التنظيمات التكفيرية على استخدامها لنشر أيديولوجيتها في الأماكن التي تسيطر عليها، مع التعتيم الإعلامي على كل ما يصل إليها من خارج مناطقها.

وتولي هذه التنظيمات اهتماما مضاعفا بالأطفال والنساء لجذبهم إلى أيديولوجيتهم الخاصة باعتبارهم الأكثر تأثيرا في المستقبل، ورغم الاختلافات الظاهرة بين هذه التنظيمات من سنة وشيعة أو طوائف أخرى إلا أن الجوهر واحد؛ الترويج لثقافة الموت لخدمة الأجندة السياسية.

فقد أصدرت حركة طالبان الباكستانية في أغسطس الماضي النسخة الأولى من مجلة للنساء تهدف أيضا إلى إقناعهن بالانضمام إلى الحركة المسلحة والمشاركة في الجهاد.

ونشرت الحركة النسخة الأولى من مجلة “سنة خولة”، نسبة إلى صحابية معروفة في الإسلام، وعلى غلافها صورة لنساء يرتدين البرقع الذي يغطي كامل الجسد والوجه.

وفي المجلة مقابلة مع زوجة زعيم حركة طالبان التي لم يذكر اسمها، تحدثت فيها عن زواجها من فضل الله الخراساني عندما كان عمرها 14 عاما.

وقالت “أسألكن لماذا كل هذه الضجة في كل مكان الآن عن زواج القاصرات .. علينا أن نفهم أنه إذا ترك الصبيان والفتيات الناضجون دون زواج لفترة طويلة، فقد يصبحون مصدرا للدمار الأخلاقي للمجتمع”. وكتب المقال الافتتاحي للمجلة “نريد أن نحفز المسلمات على التقدم والانضمام إلى صفوف المجاهدين”.

وتتضمن المجلة عمودا يقدم النصائح للراغبات في الجهاد يشدد على “تنظيم التجمعات السرية في المنزل، ودعوة اخواتكن الجهاديات اللواتي يفكرن مثلكن ..ووزعن المواد المكتوبة التي تتحدث عن فريضة الجهاد، ونظمن دروس التدريبات الجسدية لأخواتكن. تعلمن كيفية استخدام الأسلحة البسيطة، واستخدام القنابل اليدوية”.

وتنشر حركة طالبان مطبوعات باللغتين الأوردو والإنكليزية على أمل استقطاب المجندين إلى صفوفها. وكانت الحركة تنشط على فيسبوك وتويتر، لكن تم إغلاق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أخبار ذات صله