fbpx
كلام للعقول في واقع اللامعقول – بقلم: الدكتور علي قائد علي
شارك الخبر
كلام للعقول في واقع اللامعقول – بقلم: الدكتور علي قائد علي
في علم المنطق هناك قاعده اساسيه تعد من ابجديات هذا العلم وهي ان المقدمات الصحيحه تودي بالضروره الى نتائج صحيحه والعكس صحيح حيث المقدمات الخاطئه تقود بالضروره الى نتائج خاطئه وهذه القاعده على رغم من بساطتها وبديهيتها في الفهم والتلقي الا انها من وجهه نظرنا اراها ضروريه ان اردنا الغوص وسبر اغوار البحر الجنوبي الهائج بامواجه المتلاطمه بعيدا عن هاجس الرتابه والتكرار والتحرر من قيود التبعيه السياسيه والفكريه والمصلحيه التي تعيقنا احيانا في فهم وتشخيص الواقع الجنوبي على الرغم من جلاء الموقف وانكشافه الا هناك من البعض يتعامى عن رويته ويفضل دفن راسه في الرمال تجنبا لرويه الحقيقه الساطعه كاشعه الشمس الحارقه .
ففي جنوبنا المنكوب ولعله الوصف الاقرب الى الواقع لاطلاقه عليه هناك اشياء كثيره تحدث وهي غامضه ومبهمه وغير قابله للشرح المنطقي عبر وسائل الاستدلال المعرفي فالالتباسات كثيره ولانعرف من اين تبداء واين تنتهي انطلاقا من حرب الخدمات مرورا بالسياسه الى الاقتصاد الى العسكره وتقف بينهما مسافات بعيده فاصله تتقاذف تحميل المسوؤليات كلا للبعض الاخر فبالامس كان يتعذرون بوجود المحافظ عيدروس حيث جرى تحميله كل اخطائهم وجرائمهم واخفاقاتهم ولكن اليوم وبعد ان اصبحوا الكل في الكل من رئيس ونائب رئيس الى رئيس وزراء ووزراء ومحافظ وكل المنظومه الرسميه الحاكمه ومع ذلك لاجديد في الوضع الراهن ولا بصيص امل في تغييره بل على العكس كل شئي يسير من السئي الى الاسوأ .
ويكفي الشرعيه فخرا واعتزازا في انه خلال عهدها الميمون تم حرمان المواطن الجنوبي من رواتبهم المستحقه وحتى قدسيه عيد الاضحى المبارك لم تشفع للمواطن الجنوبي الذي استقبلته الاسر الجنوبيه وهي تعاني حاله فقر مدقع وبؤس شديدين لم يسبق ان عاشاها حتى في اوج زمن الاحتلال العفاشي البغيض تصوروا ان ياتي العيد الفضيل بينما الاسر الجنوبيه لاتملك حتى ابسط مقومات الحياه الكريمه من ماكل وملبس وبعض المستلزمات الضرويه المصاحبه للعيد السعيد نعم انها انجازات سيسجلها التاريخ للشرعيه المبجله يمكنها تدوينه في موسوعات جنس للارقام القياسيه او حتى يمكنها الترشح لنيل جائزه نوبل لابداعها في تجويع ومعاقبه شعب باكمله ظاهره لا مثيل لها في التاريخ المعاصر ولا حتى في المناطق الذي تشهد حروب دمويه عاصفه ومابال ونحن في الجنوب نعد من المناطق المحرره حيث تواجد السلطات وبرعايه مباشره من دول التحالف باعتبارها المسوؤل الاول والمباشر من الناحيه السياسيه والاخلاقيه هذه اللوحه السورياليه هناك من البعض لايريد رويتها على حقيقتها وهو يحبذ رويه النصف الممتلى من الكوب دون النظر الى النصف الاخر منه الفارغ وكان مايحدث لايتم في جنوبنا بل في كوكب اخر بحيث يصعب رويته ومشاهدته بالعين المجرده فاذا كان ذلك يتم عن جهل في فهم الواقع فتلك مصيبه كبرى.
اما اذا كان هولاء يفقهون ويعلمون حق المعرفه بادق التفاصيل لمايحدث في المشهد الجنوبي وهو مانعتقده ونميل اليه ولكنهم ولاسبابهم الخاصه المنفعيه والمصلحيه لايقرون بحقائق الواقع المرتسمه في الجنوب والحقيقه الذي بات معظم الجنوبيين من صغيره الى كبيره يدركها من خلال معايشته اليوميه لها وهي تكمن في ان ماتسمى بالشرعيه اصيبت بحاله هيستيريه عبر الحلم الذي يراودها وتحول الى كابوس يقض مضاجعها وهو الحلم بعوده الشرعيه للحكم من جديد كما كانت قبل عاصفه الحزم .
فهذا الحلم الذي تعاني منه الشرعيه تحول الى هيستيريا وكابوس مزعج لها والمتعارف عليه في تعريف حاله الهستيريا هي عجز عن تلبيه المتطلبات الواقعيه الامر الذي يودي الى حدوث تعارض بين الواقع وتخيلات لاشعوريه وهو مايزيد المصابين بها حده ومضاعفات تصل حد الكراهيه وتقود الى مزيد من التوتر والاحتقان المجتمعي وهذا مايعاني منه المجتمع الجنوبي في هذه اللحظه التاريخيه الفاصله وعلاجها لن يتم الا اذا اقلعت الشرعيه عن احلامها المريضه بالعوده الى الحكم من جديد والاعتراف والاقرار بمعطيات الواقع الراهن وعلى الشرعيه وحفاظا على ماتبقى من تاريخها ودورها في الجنوب ان ارادت ان يكون لها دور في المستقبل عليها وضع حد لهذا الحلم بعوده الشرعيه لانه ببساطه وفي ضؤ المتغيرات الحاصله في المشهد المحلي والخارجي لم يعد ممكنا واصبحت غايه بعيده المنال وغدت المستحيل بعينه لقد تغير كل شئي من حولكم في غفله من الزمن فصنعاء الذي ما انفكيتم تحلمون بالعوده اليها منتصرين مظفرين مع حليفكم الجنرال علي محسن واضفتم اليه الرئيس السابق عفاش كلها تبخرت وذابت وتلاشئت كالفقاعات الصغيره لقد صارت في خبر كان وشيئا من الماضي عليكم الاعتراف به رغم مرارته وقساوته عليكم صنعاء باتت حوثيه انتقمت لنفسها وعادت الى تاريخها القديم من جديد الاصوليه الزيديه بعد عقود من التهميش ابعدتها عن المشهد بعد انتصار فيما يعرف بحرب الجمهوريين على الملكيين واهم من يعتقد انه بامكانه الانتصار على الحوثي لسبب بسيط لايريد منا اي عبقريه لاكتشافه ويكمن في  الحوثي اليوم ومن يواجهه هم جماعه من الحثالات والنفايات الفاسده لاتحمل في طياتها اي مشروع وطني لانها مشاريعها صفيره وذاتيه فهي لاتفكر الا بمصالحها وبمصالح حاشيتها والذي سرعان ماتغير ولائها حسب قانون العرض والطلب والمصلحه وهذا قانون طبيعي لكل النفوس الرخيصه الذي لاتومن بمبداء او هم وطني لن تنتصروا على الحوثي مهما حاولتم الا اذا وجد مشروع وطني تحرري تحديثي كما حاول ذات يوم الراحل عبدالله الاحمدي ولكنكم قتلتموه لانه كان يقف عقبه امام طموحاتكم السلطويه الفئويه الخاصه .
فلندع الشمال لاهله وكما تقول الحكمه الماثوره اهل مكه ادرى بشعابها ولنلتفت الى واقعنا الجنوبي الماساوي للبحث في اخراجه من هذا الوضع المزري وهو لن يتحقق الا اذا اضطلع المجلس الانتقالي المفوض من قبل شعب الجنوب بتمثيله وقياداته في هذه الظروف العصيبه والدقيقه لامجال بعد اليوم للتهرب من تحمل المسوؤليه لامكان للسليبه والانصياع للخارج فالخارج قد فشلت رهاناته بعد ان كان يطمح الى استنساخ النظام القديم الذي حكم اليمن بنسخته للعام 2011 والعام 2014 وكليهما بالنسبه للجنوبيين لايعدو من كونهما سلطه احتلال قهريه فرضت على شعب الجنوب على المجلس الانتقالي القيام بدوره التاريخي والوطني فانتظار الضؤ الاخضر من الخارج هذه سياسه عقيمه وتكتيك اثبت فشلهما وقصر نظرهما على المجلس الانتقالي فرض اجندات شعب الجنوب على التحالف انطلاقا من المصلحه المشتركه للطرفين كما يفعل الحوثي في صنعاء مع الفارق الوحيد ان الحوثي جاء من كهوف صعده بينما انتم تمثلون كل الطيف الجنوبي من المهره الى سقطرى كفى اتباع سياسه الانتظار للمجهول فالسماء لن تمطر لكم استقلالا بل عليكم انتم صنع المعادلات كما صنعتموها عندما حررتم الارض وانتزعتموها من الغاصب الغازي القادم الينا من الشمال عليكم اعاده الامور الى نصابها فانتم وحدكم وبالتفاف الشعب الجنوبي من حولكم يمكنكم تغيير المشهد وعوده الحق الضائع لاصحابه ومادونه سيعني فقط ابقاء الواقع الراهن على ماهو عليه مع مايعنيه من مزيدا من المعانات والعذابات لشعب الجنوب الذي تشن عليه حرب اباده جماعيه كنوع من العقاب الجماعي على خياراته الوطنيه والاستقلاليه فهل انتم فاعلون سننتظر ونرى.
الدكتور علي قائد علي
أخبار ذات صله