fbpx
كلية الآداب تحتفي بدفعة التميّزُ بعلم الاجتماع!

قاسم المحبشي

علم الاجتماع هو العلم الذي يهتم بدراسة الفاعلين الاجتماعيين وعلاقاتهم ومؤسساتهم الاجتماعية في بعديها الاستاتيكي والديناميكي ، الثابت والمتحول، وقد انطلقت النظرية الاجتماعية في دراسة الظاهرة الاجتماعية من أربعة مفاهيم أساسية هي 🙁 الفاعل ، الفعل، العلاقة ، البنية) ويمكن تصنيف تاريخ الفكر الاجتماعي في مداره الابستمولوجي المحتدم عبر تاريخه الطويل حول هذه الانساق الأربعة من المفاهيم الابستمية في العلوم الاجتماعية، فهناك من علماء وفلاسفة علم الاجتماع من ركَّز على الفاعل الاجتماعي أمثال ابن خلدون الذي يعد المؤسس الأول للعلم الاجتماعي وبعضهم أهتم بدراسة الفعل الاجتماعي أمثال عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر والبعض انطلق من مفهوم العلاقات الاجتماعية أمثال كارل ماركس ومنهم من شدد التأكيد على دور البُنى الاجتماعية امثال الألماني أوغست كونت الذي دعى الى تأسيس الفيزياء الاجتماعية والفرنسي دور كهايم صاحب الاتجاه الوضعي في العلم الاجتماعي وغيرهم .وكانت النقلة النوعية في علم الاجتماع المعاصر على يدي الانجليزي أنتوني غدنز والفرنسي بيير بورديو الذان درسا الظاهرة الاجتماعية في بنيتها الكلية في سياق تكاملي بين الفاعل والفعل والعلاقة والبنية ، ويمكن الحديث عن النظرية الوظيفية ونظرية التفاعل الرمز ونظرية وغير ذلك من الاتجاهات النظرية والمنهجية التي ازدهرت في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية . ويعد علم الاجتماع اليوم في الدول المتقدمة من العلوم الاساسية في حل مشكلات المجتمع وتنميته وتنويره. وإذا كانت الجامعة تنهض بالوظائف الاساسية الثلاثة المتمثّلة اولاً في : تعليم ونقل وتداول وحفظ المعرفة العلمية عبر الوظيفة التدريسية. ثانيا : في بحث ونقد وتقييم وإنتاج المعرفة العلمية؛ وظيفة البحث العلمي. وثالثاً: وظيفة خدمة المجتمع عبر تطبيق واستخدام المعرفة العلمية في حل مشكلات المجتمع وتنميته وتنويره . فإن علم الاجتماع يقع في القلب من هذه الوظائف الحيوية المنشودة. ويعد قسم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة عدن من الأقسام الحيوية التي يعُقد عليها الراهن في إنجاز هذه المهام الأكاديمية والتنموية والتنويرية. وبهذا المعنى يمكن النظر الى احتفاء جامعة عدن ممثلها برئيسها الاستاذ العزيز الدكتور الخضر ناصر لصور وعمادة كلية الآداب يتقدمهم الاستاذ الدكتور علوي عمر مبلغ ونوابه، بدفعة التميًّزُ من طلبة الدراسات العليا الماجستير بقسم الاجتماع التي احتفلنا بها أمس في رحاب كلية الآداب بحضور الاستاذ العزيز رئيس الجامعة. والاستاذ الدكتور محمد مرشد عقلان نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي . والاستاذ الدكتور ابوبكر محمد بارحيم رئيس مجلس الأمناء في الجامعة. والدكتور سالم لجدع مدير عام الدراسات العليا في الجامعة والدكتور فضل البيشي وكيل محافظة الضالع والفنان القدير عوض أحمد الذي أمتعنا بصوته الشجي بمقطع من أغنية (تجابروا ياناس ) ونخبة متميزة من الضيوف الكرام من المثقفين والإعلاميين في عدن ومنهم الاستاذ علي محمد يحيى وأعضاء وعضوات الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في جامعة عدن وكلية الآداب وقسم علم الاجتماع ورئيسه الجديد الدكتور سيف محسن عبدالقوي الذي شهد القسم في ظل ادارته الجديدة نقلة نوعية على مختلف الصعد التنظيمية والفنية والأكاديمية وما هذه الدفعة المتميزة الإ شاهد حال ومآل لما شهده القسم ولازال من إعادة تنمية وتفعيل جديرة بالتقدير والاحترام بدعم وتشجع عمادة الكلية . وربما كان حرص رئاسة الجامعة على حضور هذه الحفل الجميل خير دليل على الاهتمام الكبير الذي توليه لكلية الآداب ودعم مشروع إعادة تنميتها وتفعيلها بوصفها كلية استراتيجية نوعية تقع عليها مهام جسام في إعادة الروح والعقل للجامعة. إذ تعد الجامعة مقوماً أساسياً من مقومات الدول العصرية، وركيزة من ركائز تطور المجتمعات البشرية وتحقيق تقدمها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، فضلاً عن كونها بيوتاً للخبرة ومعقلاً للفكر والإبداع، ومركزاً لانتقال الإنتاج والمعرفة وتطبيقها وبؤرة للتحديث والتجديد والتنوير والتغيير، وهي أهم وأخطر مؤسسة حديثة وإستراتيجية في تاريخ الحضارة الإنسانية، وذلك لإسهامها الحاسم في نهضة وازدهار مشروع الحداثة العلمية العقلانية في عموم الكرة الأرضية، وأهمية الجامعة لا تعود إلى قيمة وظائفها الأساسية الثلاث: المتمثلة في نقل المعرفة خلال وظيفة التدريس، أو في إنتاج وتطوير المعرفة وظيفة البحث العلمي أو في استخدام وتطبيق المعرفة وظيفة خدمة وتنمية المجتمع فحسب، بل وإلى كونها تعد المثل الأعلى لمؤسسات المجتمع المدني الحديث والإدارة البيروقراطية الرشيدة، وذلك بما تمتلكه من بنية تشريعية دقيقة التنظيم وإدارة فنية أكاديمية كفؤة وعالية الجودة وقيم ومعايير، وهيئة أكاديمية علمية قانونية وثقافية وأخلاقية وجمالية وحضارية وإنسانية وعقلانية شاملة، ذلك لأن التشكيل الأكاديمي هو تشكيل غايته الكمال الأكمل، والتام الأتم والكلي المطلق المجرد، والمثال الأمثل..وتأبى الأكاديمية النزول بالتشكيل عن أرقى تصميم، فهي نزوع دائم نحو الأكثر حكمة والأكثر عدلاً والأكثر جمالاً والأكثر ازدهاراً مهما كلف الأمر، والأمر من أعلى ما تكون الهمم ومن أرقى ما تكون معالي الأمور.
وهكذا يمكن القول إن كلية الآداب وهي تحتفي بدفعة التميّز من طلبة الدراسات العليا، ماجستير في علم الاجتماع تأمل أن ترفد المجتمع بكوكبة من العقول الأكاديمية المستنيرة التي تتصدى لبحث شبكة هائلة من المشكلات والظواهر الاجتماعية المستفحلة في المجتمع ومنها : مشكلة إعادة بناء المؤسسات وبناء الدولة بالذات ومشكلة العنف والتطرف والإرهاب والفقر والبطالة والمخدرات ومشكلات المرأة والأطفال
ومشكلات التعليم والتربية ومشكلة الفساد والرشوة والمحسوبية والسطو على الممتلكات العامة وغير ذلك من المشكلات التي تحتاج الى المقاربات النظرية والمنهجية العلمية الجادة، إذ لا مستقبل الإ للعقل والمعرفة العقلانية ولا سبيل لحل مشاكل المجتمع وتنميته وتنويره الإ بالعلم ومناهجه القادرة على دراسة وبحث المشكلات وفض بنياتها المغلقة بغرض فهمهما
واقتراح الحلول الممكنة لتجاوزها. ولا تقدم ولا تطور ولا ازدهار الا بمعرفة قوانين حركة المجتمع وظواهر المعرفة التي لا تكون الإ بديمومة البحث العلمي في مختلف حقول العلوم الإنسانية والاجتماعية.
الف مبروك طلابنا الاعزاء وطالباتنا العزيزات من دفعة التميّزُ نوتمى أن تكونوا مثل اسمكم حقاً وفعلاً متميزون في اختيار موضوعاتكم البحثية وإنجاز رسائلكم الأكاديمية فيما يرفد ويعزز المعرفة العلمية ويخدم وينمي الحياة الاجتماعية بالنافع والمفيد وبالخير والعدل والجمال . ويسعدنا أن نرأكم نجوما لامعة في سماء الفكر الاجتماعي بقادم الأيام ودمتم بخير وسلام.
واليكم بعض الصور من حفل التكريم وقد تشرفت بنيل شهادة تقديرية من دفعة التميّز مع خالص التحية.