fbpx
” المجلس الانتقالي الجنوبي وأهداف القوى المعادية ” كتب/ مشتاق الشعيبي.
شارك الخبر

بداية ، تعالوا معي لنقف سريعا على مدى النجاح الذي حققه الاحتلال اليمني سلطة ومعارضة وقوى نفوذ على السواء في شق الصف الجنوبي وتفريخ الحراك السلمي إلى مكونات “كنا آنذاك في غنى عنها” بغية إضعاف الصوت الجنوبي وعدم الخروج بقيادة موحدة من شأنها تحريك ملف الجنوب وإقناع العالم ودول الإقليم بالقدرة على تجفيف منابع الإرهاب وإدارة الدولة الجنوبية المستقلة بنظمها الحديثة والاسهام في تأمين المنطقة.

لذلك لايمكن لأي من قيادات المقاومة الجنوبية أو الحراك السلمي أن ينكر النجاح الباهر والانتصارات التي حققتها العناصر الاستخباراتية اليمنية في اختراق الحراك الجنوبي السلمي وتوسعة الخلافات بين قياداته مما نتج عنه تعدد الفصائل والمكونات الحراكية ذات الآراء المتباينة وإضعاف الزخم الثوري وما إلى ذلك من السلبيات التي رافقت الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقته في مارس2007.

والآن وبعد مرور عامين ونصف على تطهير الأرض الجنوبية من دنس الغزاة وبعد تفويض شعب الجنوب المجلس الانتقالي الجنوبي ومنحه الصلاحيات الكاملة بتمثيل الجنوب داخليا وخارجيا وكذا بعدما باتت مؤشرات النصر تلوح بالأفق من خلال جولات قام بها رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي إلى عواصم عربية وأوربية بدأت تلك الأصوات النشاز تعود إلى الواجهة بتكرار السيناريو الماضي نفسه متظاهرة بحرصها الشديد على الجنوب في مهاجمة الأمل الوحيد “الانتقالي الجنوبي” الرامي إلى تحقيق طموحاتنا وشن أعنف الحملات التحريضية ضده فتارة بالانتقاد الهدام وتارة بالتخوين الصريح.

إن الخلايا النائمة والجماعات المتحزبة في الجنوب بدعم من قوى ودول معادية بعضها حاضنة للإرهاب تعمل على شق الصف وتمزيق النسيج الجنوبي من خلال استغلال الأحداث المتسارعة والترويج لأخبار ومنشورات عارية عن الصحة  وتكريس ثقافة التخوين والمناطقية، والأكثر من ذلك إنها تروج للانشقاق عن المجلس الانتقالي الجنوبي وتسعى بكل قوة إلى تفريخه ليصبح مكونا مثله مثل مكونات الحراك السابقة التي ماكاد يكتمل تشكيل دوائرها إلا وقد انشقت وبرزت إلى الساحة مكونات جديدة نتيجة تباين الرؤى التي نجح الاحتلال في زيادة حدة التباين بين قادة الفصائل المجمعة على هدف واحد.

لذلك فإن من الضروري الذي تقتضيه المرحلة على كل جنوبي يهمه مستقبل وطنه وبالذات الإعلاميين والمثقفين في مرحلة عصيبة كهذه هو التحلي بروح المسؤولية والتصدي لتلك الحملات الشعواء المغرضة للنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي ولايعني ذلك بإثارة الجدل العقيم ولكن بما يتوافق مع العقل والمنطق بعيدا عن التعصب الأعمى ومعالجة الأخطاء بالأخطاء وذلك لما من شأنه تفويت الفرص على الأعداء المنزعجين مما حققته التحركات الأخيرة لأعضاء الانتقالي الجنوبي على الصعيدين المحلي والدولي.

ثم إن الانجرار وراء تيارات معادية للجنوب أصلا، أمر خاطئ بحد ذاته وعلى الشباب توخي الحذر من الدعوات التي ازدادت في الآونة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي للحديث عن الإخفاقات التي ترافق العمل الوطني وتصيد الأخطاء في الوقت الراهن فكل ذلك لا يخدم قضيتنا مطلقا لأن المرحلة تتطلب مزيدا من الاصطفاف الوطني إلى جانب القيادة المفوضة تلك القيادة الموحدة التي شكل التوصل إليها في مراحل فائتة مع تعدد الكيانات الثورية ضربا من المستحيل.

ومن هنا يمكن القول بأن استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي يعد بمثابة استهداف السفينة التي تقل شعبنا بأكمله فإن أردنا التقدم والنجاح فلندع تلك السفينة تبحر وتكمل مشوارها ونحن حارسها الأمين وإن عزمنا على الانتحار فما علينا إلا السماح للأعداء باستهدافها ومصيرنا الحتمي جميعا هو الغرق..

وفي الأخير ينبغي علينا كشعب متطلع نحو الاستقلال واستعادة الدولة أن نتجاوز أي قصور لنكن عند مستوى حسن الظن لأننا أصبحنا محل أنظار العالم أكثر من أي وقت مضى، وفي زمن تشهد فيه المنطقة متغيرات جمة قد تقلب موازين المعادلة السياسية لصالحنا خاصة وقد أثبتنا للعالم قدرتنا على مكافحة الإرهاب وإدارة شؤون بلادنا خلال العامين الماضيين رغم الظروف الصعبة وشحة الإمكانيات..

أخبار ذات صله