fbpx
امراض الجنوب المستعصية ، هل من علاج؟

 

عبدالرحمن الطحطوح

يبدو والله اعلم ان الجنوب يعاني حالة ( مس ) ويحتاج عرضه على الماهرين في اخراج الجن ، وان استفحل الامر فلاباس من البحث عن مشعوذين لهم باع في معالجة هذا الداء العضال الذي يسببه اخواننا الجن فيصيبون به قيادات وشعوب بعض الدول .
الجنوب حالة عويصة يعجز الطب الحديث عن علاجها لذلك لابد من عرضه على اصحاب العلاج بالادعية والحروز وختمها باصحاب الكي بالنارتيمنا بالحكمة القائلة (اخر العلاج الكي ) وقطع عروق ( الزنقلة ) التي ارهقت حتى اصحابها .

متى حافظ الجنوب على نصر حققه ، ومتى انطلق نحو البناء والتقدم بعد اي عملية تحرير ؟ ومتى كانت الحالة العاطفية لدى ابناؤه في مكانها الصحيح ؟

انظر تاريخ الجنوب الحديث واقراء احداثة وسترى العجب العجاب، فمنذ خروج بريطانيا الى اليوم والى الغد يدور الجنوب حول حلقة مليئة بالخيبات والانكسارات وجلد الذات بسياط من نحاس جهنم ، وكانه يقول لاعداءه ، انا اكفيكم شر مكائدكم واجعلكم في حل من التكاليف والاتعاب !
خرجت بريطانيا وفرح الجميع بالاستقلال ، واذا بنا ندخل في خلافات وحروب حصدت من الارواح مالم تحصده حرب التحرير وماقبلها ، ثم تكبل الجنوب بسلاسل الحكم الشمولي الذي استفرد بالسلطة واوصل الا مور الى طريق اضيق من (سم الخياط ) ، وحرم الناس من ابسط الحقوق ، وجعل الجميع متساوون في حالة العوز والانصياع خلف مشاريع وهمية وشعارات رنانة جلبت لاصحابها كل صنوف المعاناة ، ثم اقبلت القاصمة التي مزقت جسد البعير وذهبت بكل الاحلام والطموحات لنصبح وبدون مقدمات منطقية بلا وطن وبلاهوية وبلا مستقبل …. اصبحنا نتبع دولة اخرى وهوية مختلفة ، وثقافة معاكسة تماما لثقافتنا وسياسة بينها وبين السياسة التي تشربنا منها بعد المشرق عن المغرب ، وكأننا حقل تجارب كل يوم نستيقظ على وقع تجربة جديدة مؤلمة .

دارت الايام وتغيرت الاحداث وحصل مالم يكن بالحسبان وانقلبت صنعاء على نفسها و ( تعارك الرباح على محصول الجربة ) وتدخل العالم على وقع المعارك والصراخ ، فاتتنا الفرصة السانحة على طبق من الماس ، وتحقق لنا انتصار ضج صفحات التاريخ وحول جيوش صنعاء الى ركام متفحم ، ولكن وللاسف وعفوا وعذرا والسموحة ، حولنا تلك الفرص وذلك الانتصار الى عبء ثقيل وعقبة كئدا ومسئولية لاطاقة لنا بحملها ، واثبتنا للعالم اننا لانزال نعيش بعقلية الماضي واننا لم نعتبر بكل الاحداث التي لاتزال اثآر صفعاتها مرسومة على جباهنا !

وصل بنا الامربنا الى ان لانحتمل بعضنا ولانقبل نقد الاقارب ، بينما في السابق تحملنا جور المحتل وقهره وتغنينا بالصبر وتمنينا على الله الاماني ، نكبر اخطاء بعضنا ونجعل من ( الحبة قبة ) وقبب غيرنا نحولها الى ( حبة )لاتُرى بالعين المجردة ، لا نغفر زلات بعضنا ونعتبرها جريمة بحق الانسان والقبيلة والمنطقة ، ونتجاوز عن غيرنا من السفهاء زارعي الفتنة ونعتبر اقوالهم زلات لسان تحتمل التأويل ! ، لانتنازل لبعضنا ولو كلف الامر ماكلف ، بينما لغيرنا يضرب بتنازلاتنا المثل ويسير بحكاياتنا الركبان !! وعلينا يصح قول القائل :
سلاما عن الاعداء حربا عليهمُ
اشدا عليهم ليّنون لغيرهم
ملوك التسامح نحو غير بني الاخ
ونحو الاخوّة شاهرين سلاحهم
عليهم سلام الله عند الاباعد
وعند الاقارب نزعة ابليس طبعهم

والقائل هو انا وانا منكم واكثركم تاثرا بالماضي والحاضر والمستقبل ، ويارب سلم سلم .