fbpx
قصة غناء أم كلثوم في حفل لم يحضره أحد: لم يسمعها سوى 200 كرسي فارغ
شارك الخبر

كانَ والد أم كلثوم يهتم كثيرًا بمتابعة تصرفات كبار المطربين والمطربات حتى تقلدهم الصبية الصغيرة، وتصبح مثلهم ذات يوم، كما تقول أم كلثوم عن ذلك: «اكتشف أبي ذات يوم اكتشافًا هامًا، وهو أن الشروط الغنائية تنص على أن المطرب (الصييت) الشيخ حسن جابر يشرب الكازوزة في الحفلات، فأضاف إلى عقودنا بندًا جديدًا يتعهد صاحب الحفل بتنفيذه، وهو أن يقدم الطرف الثاني لأم كلثوم زجاجة كازوزة».

وفي أحد الأيام، وجدَ والد أم كلثوم أن الأثرياء يلتقطون صورًا فوتوغرافية لأولادهم، فلماذا لا يلتقط المصوَّراتي أيضًا صورًا للصبية أم كلثوم، «وبالفعل ذهبنا إلى مدينة الزقازيق وأصبت أنا وأخي بنوبة من الضحك أمام المصوراتي، فقد كان المصوراتي يقف وراء الكاميرا تحت الملاءة السوداء وكان منظرًا غريبًا جعلنا نغرق في الضحك»، وفقًا لرواية أم كلثوم في كتاب «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»، للكاتب محمود عوض.

 

Image may contain: 1 person, standing

تصف أم كلثوم والدها قائلة:«كان أبي رجلا فقير الثقافة، معدم الثروة، ولكنه أعطاني أكبر ثروة، أعطاني حنانه، أعطاني اهتمامه، أعطاني إصراره على أن أنجح وأن أتعب قبل أن أنجح»، كان والد أم كلثوم يتمسك دائمًا بأن يؤدى واجبه في الواقع لأن ضميره كان في حالة صحوة مستمرة، صحوة جعلت أم كلثوم تتحمل شقاء الطريق أحيانًا.

ولكي تصل للنجاح، تمسّك والد أم كلثوم بأن تغني ابنته ذات مرة في حفل عام بلا جمهور، كما قالت وفقًا لـ«أم كلثوم التى لا يعرفها أحد»:«اضطررت إلى الغناء 4 ساعات، دون أن يسمعني أحد غير 200 كرسي، كراسي لا يجلس عليها فرد واحد، كراسي ظلّت تسمعني لمدة 4 ساعات في صمت بليغ».

صورة ذات صلةوأضافت: «لقد اتفق صاحب الفرح مع أبي على أن أذهب إلى الغناء في قريته بمركز السنبلاوين، وأعطى لأبي أجرى كاملاً عن الغناء، 50 قرشًا، وفي الليلة المحددة ركبت الحمار 7 ساعات قبل أن أصل إلى القرية، وعندما دخلنا القرية، وجدنا السرادق معدًا والكلوبات مضاءة ولكن بلا جمهور».

وأكملت أم كلثوم الحكاية، قائلة:«لقد تصادف أن الجو في تلك الليلة كان في منتهى البرد، ليلة من ليالي شهر أمشير، وفضل الناس ألا يغادروا بيوتهم، مُرددين (حيسمعوا مين يعني؟ صالح عبدالحي ولا عبداللطيف البنا»، ويالفعل ذهب بعدها والد أم كلثوم إلى صاحب الفرح ليعيد لهُ الخمسين قرشًا ولكن صاحب الفرح رفض وقال «يا سيدي كأنها زكاة».

جاء ردّ فعل والد أم كلثوم «لازم تغنى»، وعندما أجابته أم كلثوم بـ«أغني لمين؟»، قال«مش مهم، لازم نخلص ضميرنا»، وبالفعل غنّت أم كلثوم وكانت تلك هي الليلة الوحيدة التى غنّت فيها دون أن تقاطع الخناقات غناءها.

 

  • المصدر – المصري لايت نورهان مصطفى
أخبار ذات صله