fbpx
الكاش في القاهرة.. بقلم – عبدالسلام رزاز
شارك الخبر
الكاش في القاهرة.. بقلم – عبدالسلام رزاز

بقلم: عبدالسلام رزاز.

علي صالح الكاش من مديرية الشعيب محافظة الضالع، ضابط شجاع، قاتل ضد اجتياح الجنوب في حرب ٩٤ ببسالة نادرة، حسب وصف من عرفوه، واخر من خرج في نهاية المعركة ،استقر في القاهره منذ اكثر من ٢٢ عاما،رجل بسيط جدا، لكنه بحجم القضية التي يحملها، وللامانة لم ارى شخصا من جيله بدرجة ايمانه بالقضية الجنوبية ،انه جنوبي القضية، لا يفوقه احد فيها،لكن انسانيته تتجاوز الجنوب، وتتجاوز اليمن ،شخص له علاقات واسعة داخل القاهره ،وخصوصا مع المؤسسات الطبية، يستفيد منها مئات من اليمنيين المرضى جنوبا وشمالا وبعض العرب.

 

علاقاته مع المؤسسات الطبية كفيلة بان تدر عليه الملايين من الجنيهات،فالمئات من المرضى الذين يتعالجون داخل هذه المؤسسات يدخلون بواسطته ،لكنه غير قادر على تجديد اثاث شقته المتواضعة الكائنة في شارع فيصل، لأن النسبة التي تدفعها المستشفيات عن كل مريض للوسطاء لا يأخذها علي صالح الكاش، انه يستبقيها في المستشفيات كدعم للمرضى اليمنيين الذين يأتون عبره او الذين يستنجدون به عندما تواجههم مشكلات مالية مع نفس المستشفيات .

 

شقته مفتوحة كل جمعة ،وفي رمضان كل يوم ،للمرضى ومرافقيهم وللطلبة وغيرهم ،يزور المرضى في المستشفيات ويتابع حالاتهم ويسأل عن احتياجاتهم، ويوصي الاطباء والممرضين بالاهتمام بهم ،تلفونه مفتوح يرد على اي اتصال سواء كان معروف أوغير معروف، لا يضيق من اتصالات وطلبات الناس، يتعامل مع الكل بمسئولية عالية وبروح انسانية قل مثيلها في حياتنا اليوم.
ليس مدعوما من احد، واول مرتب يستلمه برتبته القديمة كملازم مبلغ مائة واربعة الاف ريال يمني تقريباً وذلك في يونيو ٢٠١٧م بعد انقطاع دام اكثر من ٢٢عاما، ويفترض ان يكون قد ترقى الى رتبة عقيد او اكثر بحسب قانون الخدمة العسكرية لكن ذلك لم يتم.

هو يعيش من الدعم الذي يتلقاه من بعض اقاربه وابناء منطقته المغتربين في الخارج مقابل خدمات سكنية يقدمها لهم في القاهره .

انه رجل صادق وشفاف وأمين ومتصالح مع ذاته جاهز لخدمة الاخر في اي وقت .

الحقيقة وجدته اكبر من سفارتنا في القاهره خصوصا في تقديم الخدمات لليمنيين وللمرضى بدرجة اولى وبدون مقابل ..بعكس الملحقية الصحية كما سمعت فهي مستفيدة من كل مريض ياتي عن طريقها واذا سالت مريضا عن الملحقية تسمع منه كلاما لا يسر .

اذا اردتم ان تعرفوا ما هي وظيفة السفارة فاسالوا عن علي صالح الكاش وما يقدمه لليمنيين فهو سفارة بمفرده بل واكبر منها قياسا بوضع سفارتنا بالقاهره التي تضم عدد من الموظفين الذين تجاوزوا الحد المعقول للحاجة وليس لهم علاقة بالمبنى الكائن في ميدان المساحة سوى المرتب وشوية نخيط (تعالي) على المواطن اليمني، حتى الموظفين المحليين يمارسون نفس النخيط واثقل شوية.

يا شرعية..قليل من تغيير في السلوك، سواء في الداخل او في الخارج، يخلق أمل عند الناس. فالشخص القادر على خدمة مواطني بلده بكفاءة هو الأولى بالمنصب. أجمل التحية للعزيز علي صالح الكاش ..

أخبار ذات صله