fbpx
هذا ما رأيت في ساحة الإصلاح !!

الشمس تدنو الى غروبها   وانا اسابق الوقت …  جسدي امام المكتبة الوطنية  بكريتر  مشاركاً بطبق خيري وعقلي في المعلا … ما الذي يدور هناك فالأخبار الأتية  لاتبشر بخير .. كلها تنذر بالشر .. ولكن تبقى  الأمور بالنسبة لي لم تتضح تفاصيلها بعد   , ليس  هنا من بد سوء الإنتظار  …   خدمة اخبارية عبر شبكة سبأفون ترسل  لمشتركيها  رسالة تتحدث عن 6 جرحى من شباب التغيير  اصيبوا على ايدي بلاطجة الحراك , اريد ان اتأكد من صحة هذه الأخبار  فهتديت الى رقم هاتف  احدى الشباب المتواجدين بالمعلا   اسئله  فيخبرني بإن الامور  لا تزال هادئه  ومسرح الإشتباك لا يزال خالياً  , لا ادري لعل الرسالة الإخبارية من شركة حميد الأحمر  و التي وصلت  هي التطبيق العملي لشعار ” إعلام يسابق الحدث ” … وربما هي الإنعكاس الحقيقي لطرفة ذلك السوداني الذي يصف التطور في امريكا لدرجة ان  رجال المرور يصلون قبل وقوع الحادثة بساعة …. وهم يبكي وهم يضحك وشر البلية ما يضحك !!

انهينا سريعاً طبقنا الخيري الذي سيذهب ريعه لمعالجة جرحى فعالية  ( التصالح والتسامح ) وعلى هذا الحدث وصلت اخبار جرحى آخرون  كثر   سقطوا بمعلا مدرم ولكن بعيداً عن اي وحدة وعن اي  تصالح   فقط ولإجل صراع ” الوحدة اليمنية المزعومة  ” كانت الوحدة الأهلية هناك تقتل ويقتل معها كل قيم التصالح والتسامح  والوحدة    !!
بدافع البحث عن الحقيقة الكاملة جرتني الخطى لإزور ساحة الإصلاح ” البنوك ”  ,دخلتها ولكن ليس ككل مرة ازورها … الأمر هذه المرة مختلف فالساحة اقرب الى ان تكون ثكنة عسكرية … مسلحون يجوبونها …  بعضهم ملثمون   وآخرون  قصر  كاشفون … ليس كلهم ولكن  سيماء وجوه بعضهم لا توحي ان لعدن فيها وجود … لا اجزم من اين اقبلوا لكن الأكيد ان رابطتهم بعدن ليست اكثر من اجندة مجهولة قدموا لتنفيذها  ولكن لعل الإشارة الى  تواجد باص كوستر يحمل الرقم فاصل واحد ( امانة العاصمة )  قد يوضح بعض ما خفي .
اتجول بالساحة  ولا اجد  غير عيون زائغة  تنظر الى قادم سيء يعيد كرة ما حدث بالمعلا مجددا فالأخبار التي لديهم  تتحدث عن قرب  وصول شباب منسوبون للحراك الجنوبي  ” بحسب حديثهم  ” … وفعلا ماهي إلا لحظات ويصل قرابة العشرين  ازعراً وهذا ولإمانة الكلمة  اقل ما يستحقوه  من توصيف …  يبتدؤون قذف الجحارة الى الساحة … في تلك اللحظة  تعلن حالة الطوارئ في الساحة … مسلحاً يبدوا انه من يدير العمليات هناك  يمر سريعا على مجنديه    ليوزعهم على المواقع  داخل الساحة لا تستغربوا فليس هناك مبالغة   في التوصيف فالأمر يبدوا انه يسير بشكل منظم وليس عفوياً لنتحدث عن ناشطون يحمون ساحتهم .
مع كل ما جرى لا يزال  رد الساحة مقتصراً  على  حجارة  قذفها من كان بالساحة  الى الجهة التي انطلقت منها حجارة  ” الزعران  ”  .. يجري بعض ناشطي الحراك الى اولئك الصبية ليمنعوهم عن ما هم فيه وفعلاً   يتوقف الأمر في الجهة المقابلة  ولكن الأمر في الساحة لا يزال يغلي  وهنا  اسمع احدهم وبلكنة شمالية  يقول ” اعطوني سلاح وانا اروي ابتهم ”  اخر يقول ” خلونا نبدأ بس بحبة  ” لا ادري بالحقيقة ماذا يقصد بالحبة التي يريد ان يبدأ فيها … ع العموم  توقف تراشق الحجارة ولكن تراشق الألسنة بالسباب لا يزال مستمراً  فمن هناك تنطلق عبارات ” يا اصلاح يا حقير ”   وبجواري ومن داخل الساحة  اسمع  مراهقاً  آخر يرد بذات العباراة مع تغير ما يلزم لتصبح ” ياجنوب ياحقير ” .
الامور تتجه الى التهدئة  ولكن يبدوا ان طرفاً ثالثاً لا يريد لذلك ان يحدث … سيارة كرولا حديثة تمر من امام  الشباب الواقفين  خارج الساحة لتطلق برصاصات ثلاث الى السماء   , يمر الوقت لنسمع طلقات متكررة من مناطق قريبة من الساحة … من يطلق النار ؟  ومن اين ؟  والى اين ؟ .. اسئلة يبدوا ان طرفي الإشتباك لا يعرفون  إجاباتها  فمن بخارج الساحة يظن ان المصدر هو الساحة  ومن بالداخل يتحدث عن هجوم مسلح  يستهدفه ورغم نباهة   مليشيا الساحة والتي جعلتهم ينتبهون لإحد الشباب الذي قام بتصويرهم فصادروا جواله  اولا ليتفقوا على ” فرمتة ” ذاكرته ثانيا قبل ان يصلوا لحل الإكتفاء بحذف الصور الملتقطة فقط … رغم هذه العقلية الأمنية ورغم هذا الحس الأمني الذي يبدوا انه منمى من سابق لم يعرفوا من اين  مصدر إطلاق الرصاص الحي ؟
ختاما هي كلمة حق اقولها للجميع وابتدء شطرها الأول لقياداة الثورة الجنوبية السلمية العظيمة ولكل عاقل وواع  في صف ثورتنا الجنوبية   … اعلموا ان  ثورتنا نزيهة   فحرصوا على ان لا يدنسها  حدثاء الأسنان و سفهاء الأحلام من المندسين وكل  ناعق …  تبرئوا منهم وابعدوهم من صفوفكم حتي لا  تتبؤوا اثمهم  وعواقب تصرفاتهم … ولإخوة الإصلاح اقول لهم انه ليس من الرجولة ان تستجلبوا  المرتزقة  ليكونوا اذرعتكم التي تستفردون  بقوتها ضد إخوانكم وبني جلدتكم … تذكروا ان عدن خط احمر …  امنها وسلمها الأهلي امر مقدس …  لن تكون عدن  في يوما ما قندهار اخرى ولن يسمح ابناء الجنوب  الأوفياء لوطنهم  بإن يعاد العبث بها كما حصل في 94 …   عدن امانة في اعناقكم جميعا فعلو مصلحتها فوق كل مصلحة ودامت عدن وأهلها في سلام