fbpx
الحرب القذرة لا تفضي الى نصر !!

 

          بقلم / عبدالوهاب محمد الشيوحي

لم تعد هذه الحرب تؤذي احداً سوى  العزل والابرياء ، ابتعدت كثيرا عن اهدافها التي وُضِعت لها ، طوى احد طرفي الحرب هذه الاهداف ووضعها في خزانة امواله  وظائف وارصدة وعمارات واستثمارات عابرة للقارات ، فيما بالنسبة للطرف الانقلابي  اصبحت هذه الحرب مساحة شاسعة ليمارس من خلالها تجسيد ذاته كأمر واقع يستحيل مستقبلا تغييره ، واصبح مطلق اليدين في عمل ما يريد في حالة من الحرية المنفلته  التي لم يكن ليحلم بها لو لم تمنحها  اياه حالة  ( مواجهة العدوان ) ، ذلك العدوان الذي يمد الطرف الاخر ايضا بأسباب البقاء التي لا يريد لها ان تنتهي  ابدا .

 من اصبح يدفع ثمن هذه الحرب المجنونة هما طرفين  ،  الطرف الاول هم الابرياء والعزل والمغرر بهم من الطرفين والطرف  الثاني هي دول الخليج  العربي الذين  يتعرضون لحالة من الاستنزاف المالي غير المسبوق التي  اثرت على نحوٍ شديد على ساحتهم الداخلية التي اصبحت تعاني نقصا ماديا متزايداً  ، واذا كانوا يتعرضون لنزيفا ماليا فاذحاً يستهلكه حليفهم في الحرب فأنهم ايضاً  يعانون نزيفا مالياً  لا  يقل حجماً  لضمان مواقف عالمية ودولية داعمة في احيان ، وصامته ومتبرمة في احيان كثيرة ، وفوق هذا فإنهم  يتعرضون (  لنزيفا اخلاقيا فاذحاً )  بحسب المنظمات الانسانية الدولية وحتى بعض التقارير الرسمية لبعض الدول .

يوما بعد يوم تكتمل القناعة لدى المراقبين بأن التحالف العربي  لم يعد سوى (  قاتلا للأبرياء والعزل ) ، وبصرف النظر عن حقيقة هذا الامر من عدمه فإن طرفي النزاع  يعملان  على تعميمه واثباته على نحو ٍحثيث ، وفي ما عدى المقاومة الجنوبية التي تعمل جنوبا وعلى الساحل الغربي فليس لدى دول التحالف شريكا حقيقيا في هذه الحرب وانما هي تواجه طرفان يعملان كليهما على النيل منها ، بطرق تكاملية عجز التحالف العربي عن سبر اغوارها .

وفي جردة الاثمان التي تُدفع  ايضا تبدو  دول التحالف العربي في حالة من العجز المخزي والمحرج  حيال (  شرذمة  انقلابية ) يطبقون عليها حالة من السيطرة البحرية والجوية التي يؤكدون عليها دوما  .

وعطفا على كل ما سبق ونظرا لحقيقة ان الناس اصبحوا اما صرعى ليوميات الحرب العبثية و القصف العشوائي لمختلف الاطراف  واما هلكى بالاوبئة التي نتجت عنها  فلم يعد ايقاف  هذه الحرب المجنونة واجبا اخلاقيا يفرضه ضرورة فهم الاوجاع الاجتماعية والاقتصادية  العميقة التي اصيب بها مجتمع هذه الجغرافيا بشكل كامل نتيجة لهذه الحرب بل اصبحت ضرورة سياسية للخروج من هذا المستنقع الواحل الذي اوقعا طرفا النزاع التحالف العربي فيه .

 وفي مرحلة دراسة الحلول فإن الحل الذي لن يجد التحالف العربي الى غيره سبيلا مهما طال امد الحرب ، كان قد تركه اللواء ( عيدورس  الزبيدي ) مجاناً على طاولتهم حسب ما يتردد حين زار السعودية عقب تحرير عدن مباشرة ، ولا حل لهذه المعضلة غير  هذا  المسار الالزامي الذي ستسلكه دول التحالف العربي اليوم او غدا ، فهناك من حقائق التاريخ والجغرافيا ما يدعم هذا الخيار ، وهناك واقع تشكل بعد تحرير الجنوب يجعل منه الحل الامثل لمعضلة تظهر وكأنها لا حل لها .

لا يمكن لطائرات التحالف العربي ولا لأمواله مهما زينت لهم بعض القوى (  الغادرة ) ان تتجاوز حقائق التاريخ  في ان هذه الارض كانا يرفرفان  عليها علمان ، وان كل الحلول قد تراجعت ولم يعد هناك من حل الا ان تعود الاوضاع الى سابق عهدها في حالة اجبارية لا مناص منها من التعاطي الواقعي والعقلاني مع الاحداث والحقائق اذا ما اريد لهذه المنطقة ان تتعافى من اوجاعها الدائمة التي انتشرت عدواها الى دول الجوار .