fbpx
في السباحة والسياسة !

لا يمكن للمرء أن يتعلم السباحة على اليابسة
ولا يمكن للشعب أن يتعلم السياسة دون ممارسة!

السياسة فن يٌكتسب بالخبرة والتجربة في عالم الممارسة ، وهي تشبه فن السباحة في المياة الصالحة ، فكما إن أهل المدينة يتعلمون فن السباحة في شواطئ البحار القريبة أو في المسابح العامة التي يتم إنشاءها لهذا الغرض ، فكذلك يفترض أن يتعلم الناس فن السياسة وقواعد لعبتها الخاصة في المدينة بالميدان العام المباح لجميع الراشدين ذكورا واناثا بدرجة متساوية من الأهلية والفرص.

في البلاد العربية وفي ظل النخب السياسية الاستبدادية لم تمنح السلطات السياسية هذا الحق الطبيعي لرعايها بوصفهم مواطنيين احرارا كما هو حال الدول الديمقراطية الحديثة في الغرب والشرق بل أخضعتها بقوة النار والحديد لتحقيق مشيئتها، والنتيجة هي هذا التخبط والخراب التي بلغته المجتمعات العربية اليوم, إذ باتت اليوم تهيم على وجوهها في دوامة مهلكة من الانفجارات الغاضبة العنيفة والهستيريا الجمعية المسدودة الآفاق! .

وهكذا يكون الحال حينما يتم تجفيف المسبح المدني السياسي من الشروط الصالحة للممارسة السياسة بحرية وعدالة وسلاسة ليستحيل إلى قاع صفف أو مرتع للمياة الضحلة وبؤرة للأسرار والأساطير والمخاوف والمخاطر والأوهام كما هو حال السياسة في بلدان الطغيان العربية المعاصرة التي تكتب على المواطن أن يسير جنب الحائط وتنذره بإن الجدران لها عيون وأدان ! ويمنع الاقتراب والكلام بحيث أن كل من يحاول السباحة في المسبح السياسي الحرام يرتطم رأسه في الصخرة التي تخفيها المياه الآسنة؛ مرتع الطفيليات والأفاعي والكائنات السامة ! .

فمن أي الأوكار تتطلع رؤوس الأفاعي ياترى ؟!