fbpx
الرئيس اليمني يؤكد أن الحوار الوطني سيكون تحت “خيمة الوحدة”
شارك الخبر
الرئيس اليمني يؤكد أن الحوار الوطني سيكون تحت “خيمة الوحدة”

يافع نيوز – الخليج

أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أن الحوار الوطني المقرر انطلاقه في وقت لاحق من الشهر الجاري أو مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، سينعقد تحت “خيمة الوحدة”، استناداً إلى قراري مجلس الأمن الدولي رقمي 2014 و2051 وأنه لا مستقبل لمشاريع “فك الارتباط” أو الانفصال التي ينادي بها بعض القيادات السياسية الجنوبية .

 

وأكد هادي في مؤتمر صحافي عقده أمس بدار الرئاسة عقب اختتام اجتماع مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام دول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني أن “المبادرة الخليجية ليست وثيقة العهد والاتفاق، التي تم التوقيع عليها بين الأطراف السياسية في البلاد العام 1994 قبل أشهر قليلة من اندلاع الحرب الأهلية، لكون المبادرة الخليجية مرتبطة بقرارات مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي” .

 

وفي رسالة واضحة إلى قادة الحراك الجنوبي قال هادي: “من يطالبون بالانفصال وفك الارتباط عليهم الرجوع إلى قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة التي تؤكد على وحدة وسيادة اليمن” .

 

وأشار إلى أن الحوار المقبل سيناقش كل القضايا التي تواجه اليمن، سواء على شكل أقاليم أو غيرها، لكن الوحدة لن تمس . وطالب هادي الجميع بأن يعي أن من يحاول عرقلة التسوية السياسية في اليمن سيواجه بقوة من قبل الشعب .

 

وشدد هادي بلغة صارمة على أن من يعمل على عرقلة الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة الخليجية أو يخرج عن الإجماع سيعاقب من قبل الشعب اليمني قبل الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي . وطالب السياسيين وقادة الفكر والإعلام بالعمل على إنجاح الحوار الوطني وتطبيق المبادرة الخليجية بكاملها .

 

من جانبه، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة سعادته لوجوده في اليمن بعد عام من التوصل إلى الاتفاق التاريخي للانتقال السلمي للسلطة في البلد، وخاطب الرئيس هادي “أثق في قيادتكم المستمرة لرسم طريق صعب جداً يقع أمامنا ولك أن تثق أن الأمم المتحدة ومبعوثها ستقف معكم جنباً إلى جنب”، وتحدث عن إمكان فرض عقوبات دولية على أي أطراف تهدد التسوية السياسية وتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية .

 

وقال إن المبادرة الخليجية الموقعة في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي لنقل السلطة ساعدت على نزع فتيل التوتر وإنهاء المواجهات العسكرية “واتضح بعد سنة من ذلك أن التوقيع على هذا الاتفاق لم يكن بحد ذاته نهاية للأزمة فهذه الاتفاقية كانت مهمة لأنها توفر خارطة طريق واضحة للتحول الأعمق الذي بدأت البلاد تخوضه وكلما واجه مجتمع ما انقساماً ووقف على شفير النزاع المدني تزداد الضرورة للعودة إلى الحكمة والاحترام المتبادل والتفاعل السلمي وهذه هي المبادئ التي تسلحتم بها والتي تواصلون إظهارها” . وشدد على أهمية التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني وشدد على أهمية أن “تكون هذه العملية مفتوحة للجميع بمن فيهم شبان الثورة الذين طالبوا بالتغيير في الشوارع وممثلو كل مناطق البلاد بمن فيهم من يواجهون تحديات جسيمة”، مؤكداً أهمية “أن تقود هذه العملية إلى نتائج ذات مغزى يمكنها أن تستعيد الثقة في الدولة وتضمن عمل مؤسساتها على أساس سيادة القانون” .

 

ولفت إلى حاجة اليمن إلى العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية مشيراً إلى أن “المراحل الانتقالية تكون صعبة دائماً واليمن يواجه تحديات عميقة والأمم المتحدة تعمل بجد ودأب مع الشركاء الآخرين للمساعدة في التغلب على الأزمة الإنسانية الراهنة”، وتحدث عن شبان الثورة وقال إن “حركات الشباب في الساحات طالبت بالتغيير وكانت الشوارع في صنعاء والمدن الرئيسية الكبرى مسرحا للمواجهات العسكرية بما في ذلك القصف المدفعي وفي كافة أرجاء البلاد كان النزاع والاضطراب في تصاعد وكانت الحرب الأهلية تلوح في الأفق مع ما في ذلك من تبعات لأمن المنطقة بأسرها واليوم عاد الهدوء إلى معظم أرجاء البلاد وأصبح بإمكان المواطنين العاديين الذين عانوا أكثر من سواهم أثناء فترة الاضطرابات مواصلة أعمالهم” .

 

وحذر بان كي مون أن شبح التطرف العنيف والإرهاب لم يختف بعد وأن هناك مهام أخرى في غاية الأهمية بما في ذلك إعادة هيكلة قوات الجيش التي تظل حاجة ضرورية مضيفاً “ليس من السهل لمن اعتاد على السلطة أن يدرك أن الظروف أتاحت متسعاً لجهات فاعلة وأطراف فاعلة أخرى جديدة في الساحة السياسية من الرجال والنساء” .

 

في الأثناء جدد عبداللطيف الزياني دعم دول مجلس التعاون الخليجي لليمن وللرئيس هادي للخروج من الأزمة التي شهدتها البلاد العام الماضي وأدت إلى خروج الرئيس صالح من السلطة، وقال إن دول المجلس وقفت إلى جانب اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وأن هذا الموقف ثابت لم يتغير .

 

وأشار في المؤتمر الصحفي إلى أن دول المجلس عقدت خلال شهر واحد خمسة اجتماعات استثنائية كرست كلها لمناقشة الوضع في اليمن، وهو ما لم يحدث في تاريخ المجلس، وهو تعبير عن حرص دول المجلس على اليمن وأهله، وأبدى تفاؤله بحكمة القادة اليمنيين في التوصل إلى حل سياسي يبشر بعهد جديد .

 

وأضاف الزياني مازحاً: “لقد تكررت زياراتي لليمن، وشهدت طردات أيضاً”، في إشارة إلى التعامل السيئ الذي قوبل به من قبل أنصار الرئيس السابق وحصاره في مبنى السفارة الإماراتية بصنعاء عندما حضر لأخذ توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية في شهر مايو/ أيار من العام الماضي .

 

وتعهّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بتقديم الدعم لليمن من قبل دول المجلس للاستمرار في عملية التسوية، معتبراً أن استقرار اليمن ووحدته استقرار للمنطقة بأكملها، لافتاً إلى أن دول المجلس تعهّدت بتقديم نحو 6 مليارات دولار لدعم المشاريع الإنمائية .

 

وكان هادي قد قلد الأمين العام للأمم المتحدة وسام الجمهورية فيما قلد الزياني وجمال بن عمر وسام 22 مايو تقديراً للجهود التي بذلوها لمساعدة اليمن في الخروج من الأزمة التي مرت بها .

 

ويتوقع أن يصدر الرئيس هادي بعد هذا الحشد الدولي قرارات جمهورية من شأنها إعادة الوحدة في صفوف قوات الجيش والأمن، وتغيير قادة عسكريين محسوبين على مراكز القوى العسكرية والسياسية القائمة في البلد . وقد أكد هادي أنه سيشرع قريباً بإعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية بما يكفل إنهاء الانقسام، وأن لديه عزماً على تطهير البلاد من الإرهاب والتفرّغ للبناء والتنمية .

 

وقال إن “كل الأطراف اليمنية قدّمت تنازلات لسلامة الوطن واستقراره”، ودعا المجتمع الدولي لمساعدة اليمن لاستكمال المرحلة الانتقالية، معتبراً أن المبادرة “مثلت طوق النجاة الذي جنّب اليمن الدخول إلى المصير المجهول”، كما أكد أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستجري في موعدها المحدد في فبراير/ شباط ،2014 وقال إن “الظرف الحالي لا يحتمل المكايدات السياسية المحبطة لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة” .

 

أما مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر، فقد أكد أن “عملية هيكلة الجيش والأمن بدأت وستستمر، وهناك أطراف لم تستوعب أن التغيير يجب أن يحدث الآن، وبأن دعم اليمن من أولويات الأمم المتحدة العليا حتى خروجه إلى بر الأمان” .

أخبار ذات صله