fbpx
حلقات نقاشية بعدن حول حقوق النساء الجنوبيات ( تحديات التمكين والمشاركة والتمثيل
شارك الخبر
يافع نيوز – تقرير :
          أكدت عددا من النساء الجنوبيات في العاصمة عدن على ضرورة السعي لخلق فرص للنساء في الجنوب باختلاف انتماءاتهن  السياسية وتأهيل الكادر النسوي الجنوبي  من قيادات الصف الأول و الثاني و الثالث وتعزيز الادوار والاطر القانونية التي تكفل مستقبل حافل بمشاركة حقيقية للمرأة في مختلف المجالات وبناء فرق لمناصرة قضايا النساء و الحشد و الضغط لإقناع الرجل يقضياها و حقوقها والدعوة الى الاعتدال الديني و العودة للوسطية وتفعيل الرقابة الإعلامية ورفع رسائل للجهات المعنية من منظمات محلية و دولية لإنشاء مركز مختص  خاصة بالدراسات و التأهيل و بناء  قدرات النساء و السعي بالسياسات العامة إلى الدفع بهن نحو تنمية المجتمع .
       جاء ذلك خلال الحلقات النقاشيه حول حقوق النساء الجنوبيات ( تحديات التمكين والمشاركة والتمثيل) التي نظمها منتدى نساء عدن بالشراكة مع مؤسسة تنمية انصار حماية وتنمية المجتمع  من الفترة 10 ـ 11 يوليو 2017 م  استهدفت 40 مشاركة من جميع المكونات والأطياف والانتماءات السياسية ومنظمات المجتمع المدني  و عدد من لقاءات هامشية  لاحقة خلال الأسبوع الماضي .
      حيث تطرقت المشاركات في الحلقات النقاشيه إلى أهمية دور المرأة في تسيير عجلة الحياة بالمجتمع باعتبارها نصف المجتمع وشريكة الرجل في البناء والتنمية حيث لا يبرز دورها بشكل فعال إلى الا اذا أزيلت كافة القيود المصطنعة في منطلق روح العصر , حيث كانت دولة الجنوب من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على اتفاقية ازالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) في مايو 1984م ووجود نص في دستور دولة الجنوب يشدد على حقوق متساوية للمرأة مع الرجل   .
     ففي عام 2000 اعتمد مجلس الأمن في الأمم المتحدة القرار رقم 1325 عن النساء  والسلم و الأمن لتأكيد الدور الهام للنساء في منع و حل النزاعات و في محادثات السلام وعمليات بناء السلام و حفظه  والاستجابة الإنسانية و إعادة الإعمار بعد النزاع  لمساهمتها في مفاوضات السلام , إلا أن النساء يُهملن في معظم الأحوال ويتم تجاهلهن وتستبعد أصواتهن وآرائهن لذا وجب الاعتراف بدور و نفوذ النساء في عملية السلام وفى صياغة مستقبل دول ما بعد النزاعات .
    و ناقشت المشاركات  في الحلقات أهمية  دور النساء  الفاعل باعتبارهن ” صوت نسوي  يعبر عن إرادة الشعب الجنوبي ”  و الذي بدوره سيوازي الأداة  المسيطرة على الأرض باختلافها حيث تمثلت  التحديات التي تواجهها المرأة الجنوبية غياب  التأهيل الحقيقي   للنساء و تسييس العمل المؤسسي و تمجيد الولاءات لا الكفاءات وغياب النموذج الايجابي و جسور التواصل الحقيقية بين الصفوف القيادية و الشباب و الرائدين بالإضافة إلى استمرار ثقافة المجتمع الذكوري و العيب و العادات و التقاليد المقيدة لقدرات النساء وثقافة التناحر بين القيادات التي تؤثر  على النساء وقلة وعي  المرأة و المجتمع بأهمية دورها في المجتمع وغياب السياسة العامة  الدافعة لدورها المهم في المجتمع و مركزية المنظمات الدولية و غيابها  عن المناطق الجنوبية .
     كما ذكرت عدد من  المشاركة أن أيضا من ضمن التحديات التي تواجهه المرأة عدم فعالية مكتب الأمم المتحدة المعني بشؤون المرأة في الجنوب و تواجدها في المناطق الشمالية وسلبية مخرجات التعليم التي لا ترتقي  ولا تنمي  دور المرأة الحقيقي في المجتمع وغياب الأعلام  الدافع بالمرأة  و المدافع عن حقوقها والاستغلال السياسي السيئ للنساء وغياب الدافعيين بالنساء باختلاف توجهاتهم و مكوناتهم  في المحافل  الإقليمية و الدولية .
    وتناولت المشاركات في الحلقات على مدى يومين المحاور المتعلقة بتحليل البنية الداخلية و الخارجية  لحقوق النساء في الجنوب بهدف تحديد نقاط القوة والضعف في إمكانيات النساء في الجنوب ليتمكن من استحقاق حقوقهن  من خلال عرض التحديات  ( المخاطر )  التي توجب على النساء  الاستعداد لها لتجنبها أو تخفيف آثارها للحد الأدنى ومعرفة طبيعة هذه الفرص التي يمكن للنساء  أن تستغلها مستقبلاً .. موضحات بان تحديات البنية الخارجية تمثلت في سياسات ورؤى الجهات و المراكز و المعاهد الخارجية المهتمة بأمن و استقرار المنطقة في الشرق الاوسط  بشكل عام و اليمن شماله و جنوبه بشكل خاصوالسياسات العامة للدولة التي لا تتطرق إلى دعم النساء وغياب الجهات الداعمة و المهتمة بالمرأة في الجنوب وغياب التعدد الحزبي في الجنوب و القنوات الإعلامية الداعمة للمرأة و دورها  بكافة الأصعدة  واستخدام اللغة الإعلامية المتطرفة المستخدمة  …
    و أوضحت المشاركات في الحلقات النقاشيه أن المشكلة الحقيقية  للمرأة الجنوبية تفاقمت حسب الحقبات الزمنية  فعقب حرب صيف 1994 م  و نقل العاصمة إلى صنعاء و تهميش الكثير من القيادات  النسوية و تقلل من فرصهن في المشاركة بالفعاليات الإقليمية و الدولية وأشراك نساء ذات معاير محددة تتم عبر اختيارهن حسب الولاء  و التوجه وليس حسب معايير النجاح و القيادة المعروفة  .. مؤكدات على ضرورة  أن يكون للنساء نفس الفرص لتمثيل الشارع الجنوبي بكل أصواته  في كل المنتديات الدولية التي تتناول هذه القضايا وخاصة في الاجتماعات التي تعقد في إطار نظام الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن وفى كل مؤتمرات السلام . .
   و شددت المشاركات على ضرورة إيجاد استراتيجيات واضحة المعالم و مزمنة بأهداف قريبه وبعيدة المدى و متخصصة بالجانب الاجتماعي السياسي الاقتصادي الإعلامي والتنموي بالإضافة إلى العمل على التوعية عبر مختلف وسائل الإعلام و تفعيل و تسهيل فرص الاستثمار لتمكين النساء اقتصادياً وترشيد خطاب المساجد و تفعيل دور المدارس و الجامعات في إعادة إصدار المناهج التعليمية بما يتناسب مع العصر و يعزز مبادئ  التعايش و المصالحة و البناء و العدالة الاجتماعية وإيجاد ميثاق شرف اجتماعي يحافظ على حقوق الأقليات و يضمن اللحمة الاجتماعية  كما أشار المشاركات إلى تعميم رسالة  إلى كل المهتمين  و الجهات المعنية بالمرأة يعربن فيها عن استيائهن عن ما يحدث من تهميش وتسييس للمرأة  مشيرات إلى ان يحق لكل النساء الناشطات بمختلف انتماءهن و مكوناتهم و المستقلات منهن أيضا المشاركة في الفعاليات و التواجد في المحافل الدولية و توفر الفرص لتمكينهن بكافة المجالات  .
* من سحر الشعبي
أخبار ذات صله