fbpx
حينما يصبح أبطال الثورة في مزابل الحكومة !!

فهد البرشاء

حينما دقت طبول الحرب, وحمي (وطيسها),وأشتد هدير المدافع ولعلعة الرصاص, وأنتشر الحوثيون وتوغلوا في جسد الوطن الجنوبي بسرعة كـ(الهشيم) في النار, وولى البعض الأدبار, ودس الآخرون(رؤوسهم) في التراب كــ(النعام), حتى الحكومة  شدت رحالها صوب الرياض, وأخرين منهم تدثروا بالثياب, لم يبق في معترك الحرب وميدانها الساخن, ومسرحها الدموي إلا الأبطال والرجال والأفذاذ الذين تصدوا لهذه الحرب الشعواء الظالمة بصدور عارية وعزيمة كالجبال لا تلين أو تتزعزع..

كانوا جميعهم على قلب رجل واحد, وكان همهم واحد, وهدفهم واحد,وكان شغلهم الشاغل هو الذود عن دينهم وأرضهم وعرضهم, وأن ينعم أهلهم بالسكينة والراحة والأمن والأمان , وأن يُقتلع الحوثيون من جذورهم وتُجتث شأفتهم, وأن يتم دحرهم من أرض الجنوب خاصة والوطن عامة, فكان لهؤلاء ما أرادوا وكان حليفهم النصر بفضل من الله تعالى..

كان وقود هذه الحرب أجسادهم ودماؤهم وأرواحهم التي فاضت إلى بارئها, قوافل تلتها قوافل, (وجرحى) تلاهم آخرون, فما أن يسقط الشهيد حتى تنبت الأرض ألف (رجل) ومقاوم يحمل كفنه على كفه, تاركاً خلفه أسرته وذويه وفلذات (كبده) الذي يعلم يقيناً أنه لن يراهم أبداً, ومع ذلك لم يثنهم كل هذا, فصالوا وجالوا وقاتلوا ببسالة وشجاعة وصلابة وقوة..

فخلفت هذا الحرب نساء ترملت, وأطفال يُتموا,وأُسر فقدت عائلها الوحيد,وبالمقابل (جرحى) وأصحاب عاهات مستديمة,وآخرين فقدوا أغلى ما يملكون إما أطراف (مبتورة) أو أجسام (مشلولة), فكانت تضحيات هؤلاء هي الضريبة للنصر الذي تحقق, ولعودة الشرعية التي (أنتهكها)  الحوثي وحليفهم (المخلوع)..

عادت الشرعية (الهاربة) تسير بزهوٍ وخيلا, وتنتشي بنصر لم تصنعه, ومجدٍ ليس لها فيها شيء,وبين طرفة عين (وانتباهها) تنكرت للأبطال, وتخلت عن الرجال, وتناست الشهداء وأسرهم ولم تلتفت لأحد منهم, فلا هي (عالجت) الجرحى حتى شفاؤهم, ولا هي (رسمت) الإبتسامة على وجوه أسر الشهداء الذين باتوا دون عائل أ و كافل يعينهم على نوائب الحياة ومتطلباتها التي لاتنتهي..

بكل بساطة ودون أي ضمير أصبح أبطال (الثورة) في مزابل (الحكومة), وغدوا في خبر كان, وغدت تضحياتهم في (مهب) الريح,لتلازم الحسرة كل جريح تنكرت له الحكومة, ويعتصر الألم دواخل أسر الشهداء,ليدرك الآخرون أن مصيرهم كهؤلاء الأبطال والرجال, وأن التجاهل وعدم الإهتمام سيكون (حليفهم) في ظل حكومة وشرعية أكتفت بالإحتفال بنصر لم تصنعه ومجدٍ ليس لها فيه شيء..