fbpx
هذا البكاء ليس لهذا الميت !

بقلم / عبدالوهاب محمد الشيوحي

يتدثر اعداء المجلس الانتقالي بدثُر متعددة الاشكال والالوان ويعملون على نحو حثيث للنيل من هذا المشروع الجنوبي وتشويه صورته ، وفيما يبدو جليا وعلى نحوٍ قطعي للكثيرين حقيقة دوافع هؤلاء في مسعاهم هذا ، يستمر هؤلاء المنتفعين في محاولاتهم التخفي وراء ادعاءات احيانا وطنية واحيانا اخرى ( واقعية ) ، وفي احايين كثيرة مناطقية نتنة .

 

في الجانب الاخر يحظى هذا المجلس على نحو متزايد وشامل تقريبا بثقة وولاء ابناء الجنوب ، ويرتفع منحنى هذا الولاء والثقة بشكل طردي مع ازدياد الحملات التي تشنها اطرافا كثيرة ضد هذا المشروع .

 

لم يكن ابناء الجنوب ينتظرون من اعدائهم الدائمين موقفا غير الموقف الذي ابدوه ، بل انهم يتوقعون منهم ما هو اكثر من مجرد حملات اعلامية مستمرة ، ومتزايدة تستهدف حلم الجنوبيين في ارساء دعائم سلطة امر واقع تتولى ادارة مناطقهم وتحاجج العالم بارادة جنوبية شاملة منحتهم تفويضا على بياض ينطوي على شرطا وحيدا يقضي بأن يفضي العمل بموجب هذا التفويض الى استعادة دولتهم التي اطيح بها في غفلة من الزمان ، وفي اطار تعاطي الجنوبيين مع هذه الحقيقة – حقيقة وجود قوى شمالية يتملكها عداء مستحكم تجاه الجنوبيين وتبدي اصرارا على الاحتفاظ بالجنوب كغنيمة حرب ولو تطلب الامر حربا جديدة – في هذا الاطار من التعامل مع الواقع فالجنوبيين لديهم الاستعداد ايضا لخوض غمار هذه الحرب التي يتوقعون شنها عليهم من اطراف شمالية تكتنز المال الخليجي والسلاح وتعد الرجال لحرب اخرى غير التي تدور رحاها اليوم .

 

 

ما آلم ابناء الجنوب حقيقةً ونقّص عليهم فرحتهم بهذا المنجز العظيم هو موقف جنوبيين كانوا يحسبون انهم لن ينحوا منحى الاعداء مهما بلغت بهم الرغبة العارمة في التكسب والارتزاق ، وعلى نحوٍ شديد الخطورة يحشد هؤلاء المنتفعين ابناء بعض مناطق الجنوب بدعوى مناطقية تنطوي على الكثير من الكذب والتدليس ، وكالعادة وفيما يتصدى الكثير من ابناء هذه المناطق لهذا الحشد ، مرت هذه الدعاوى على بعض المغرر بهم من ابناء هذه المناطق الجنوبية واصطفوا بشكل مستهجن الى جانب اعداء متأصلين للجنوب واحلامه واصبح الطرفان في مترسا واحد ويرمون من كنانة واحدة ويصوبون سهاما مشتركة الى عمق المشروع الجنوبي الذي بدأ يتشكل .

 

 

لولا حقيقة ان هؤلاء المنتفعين يعملون بنظام الدفع المسبق ، ولا يهمهم في حقيقة الامر هادي او غيره لذكرّناهم بأن الرئيس هادي الذي يستخدمه هؤلاء لحشد المغرر بهم ، هو بطبيعة الحال سيكون اخر ايامه في هذه السلطة هو اليوم الذي توقع فيه الاطراف على اي تسوية سياسية اصبحت وكنتيجة لخذلان قوى الشمال – التي تحالف معه هؤلاء الجنوبيين للنيل من المجلس الانتقالي – لهادي وللتحالف العربي اصبحت هذه التسوية مسارٍ لا مناص من الولوج اليه كنتيجة وحيدة لحرب تخاض من جانبٍ واحد .

 

لا نطلب من هؤلاء التخلي عن اطماعهم والعودة الى صف الجنوب لعلمنا انهم لن يعودوا وان امثال هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان ، هكذا تقول ابجديات الثورات ، هناك البطل المخلص الشريف وهناك مرتزق يتاجر بهذه الثورة ويتكسب منها في مختلف مراحلها ، ونحن في الجنوب لا نختلف عن غيرنا من الشعوب ، واذا كنا لن نخاطب هؤلاء فأنا نوجه دعوة صادقة لمن يحذو حذوهم من المغرر بهم بأنكم تنزلقون الى صف الاعداء واصبحتم انتم وهم في جانبا واحد بالضد من احلام واهداف هذا الشعب الذي تنتمون اليه .