fbpx
خلاصة الخلاصة عن المليونية الجنوبية ” 4 “

العميد الركن ثابت حسين صالح

حاولت في الثلاثة المنشورات (الحلقات السابقة) أن أقدم قراءتي المتواضعة لأهمية ونتائج مليونية 7/7 كحدث مفصلي نوعي في تاريخ شعب الجنوب النضالي لاستعادة وبناء دولته الجنوبية الحرة والمستقرة والمزدهرة .

سأحاول في هذا المنشور بعون الله تعالى أن أضع خلاصة عامة من خلال النقاط الرئيسة التالية وبشكل خاص لما لم تتضمنه الحلقات الثلاث السابقة :

اولا : أستطاع الجنوبيون أن يتجاوزوا باقتدار فاق كل التوقعات والمراهنات حالة التشرذم والاختراقات التي كانت ثغرة يستغلها خصوم الجنوب ويزايد بل ويتاجر بها البعض من “الجنوبيين” بذرائع شتى للتهرب من الاستحقاق الجنوبي الوطني الغير قابل للمساومة ، وبات المجلس الانتقالي الآن يحظى بشعبية جنوبية متعاظمة وتنوع سياسي واجتماعي ووطني متزايد وخطاب إعلامي وسياسي ناضج للداخل والخارج وأصبحت صراعات الماضي مجرد تاريخ يتم استحضار بعض دروسه فقط للعبرة والاتعاظ لإرساء قيم التصالح والتسامح والنجاح.

 

ثانيا : حسم المجلس ووضع حدا نهائيا للجدل الدائر عن الجهة المسؤولة عن أنهاء حرب الخدمات التي تتعرض لها عدن خاصة وسائر محافظات الجنوب عامة وهي حكومة الشرعية التي استخدمت هذا السلاح اللاإنساني واللاأخلاقي لأغراض سياسية مكشوفة ومرفوضة.

 

سياسة قامت على “إبقاء الجنوب غير مغاثا ولا مستقرا حتى لا يسير نحو الانفصال وحتى يتحرر الشمال من الانقلابيين “. !!!
اعتمدت هذه الحكومة في تنفيذ سياستها على أدوات النظام السابق الفاسد التي نخرت جسم المؤسسات الحكومية الخدمية .
وبالمحصلة النهائية رأى الناس بوضوح أن هذه الحكومة التي ما زالت تقبع تحت قبضة حزبي الإصلاح والمؤتمر لاهي إغاثت الجنوب ولا هي “حررت” الشمال .

 

وبالتالي أخذ المجلس على عاتقه مهمة التصدي لهذه السياسة المدمرة لشعب الجنوب واتخاذ ما يراه متاحا وضرويا .
ثالثا : جدد المجلس تأكيده على السير كشريك فاعل وليس تابع في دعم شرعية الرئيس هادي ودول التحالف العربي بما يخدم مصالح شعب الجنوب ودول المنطقة كأمن جماعي مترابط تهدده جماعات الإرهاب والتطرف والفوضى المدعومة من دول اقليمية وجماعات الإسلام السياسي التي تحاول استغلال الدين لاغراضها السياسية الحزبية الضيقة على حساب مصالح الشعوب والأمة العربية والإسلامية.

 

رابعا: قضية الجنوب تسير بنجاح لم يسبق له مثيلا من قبل لتجاوز كل العوائق الخرسانية الضخمة من التظليل والتشويه بالمال والإعلام والمخابرات التي وضعها نظام 7/7 بين الجنوب وقضيته وشعبه وبين الرأي العام والدول إقليميا وعالميا .
وكما أشرت في منشور سابق أن صوت الشعب الجنوبي ومقاومته الجنوبية ومجلسه الانتقالي قد سمعه القاصي والداني بوضوح وتفهم وإعجاب.

 

وأخيرا: لا يمكن تغافل وتجاهل بعض الأخطاء والهفوات بل والسقطات التي رافقت هذه الفعالية والمجلس وهو أمر طبيعي ان يحدث في عمال ضخمة كهذه يتم إنجازها في ظروف حرب شاملة مازال يعاني منها شعب الجنوب حتى هذه اللحظة.
ليس من طبعي السكوت عن الخطأ وفي نفس الوقت ليس من الحرص أو الإخلاص ما يعمله البعض وخاصة الصحفيين في البحث عن ما يفرق الجنوبيين وترك ما يوحدهم .

 

هذا سيكون موضوع منشوري القادم بإذن الله تعالى مع إيصال بعض الملاحظات إلى قيادة المجلس وناطقه الرسمي .