fbpx
قراءة أولية للمليونية الجنوبية (3)

العميد الركن ثابت حسين صالح

كنت قد فضلت الاستمرار في قراءة بيان المليونية في سياق التسلسل الوارد في البيان … غير أن إلحاح البعض بما فيهم من تواصل معي من الصحفيين على إثارة موقف المجلس من جماعات الإرهاب والتطرف بما فيهم الإخوان المسلمين… والتركيز على الإصلاح دون غيره من الجماعات المعنية… كان ضاغطا علي لتكريس هذه الحلقة لهذا الموضوع تحديدا .

 

دعونا في البداية ان نقرأ الفقرة الواردة في بيان المجلس بهذا الخصوص : “إن أمن منطقة الجزيرة والخليج والقرن الإفريقي والعالم من أمن الجنوب واليمن، وعملا بذلك فإننا نعلن عن حظر نشاط المنظمات والجماعات الإرهابية والمتشددة المتمثلة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وداعش وجماعة الحوثي، في كل محافظات الجنوب وسنتخذ الخطوات اللازمة حيال ذلك بالشراكة مع دول التحالف العربي والدولي.”

 

 

وبقراءة متعمقة لهذه الفقرة سنجد الحيثيات التي استوجبت موقف المجلس هذا والآليات المتبعة لتطبيق هذا الموقف .
أعتقد هناك سببان جوهريان ومنطقيان استند إليهم المجلس الانتقالي الجنوبي في الإجراء المتخذ بشان “حظر نشاط المنظمات والجماعات الإرهابية والمتشددة المتمثلة في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وداعش وجماعة الحوثي، في كل محافظات الجنوب ” .

 

 

هذان السببان:

الأول داخلي مرتبط بتجربة الجنوب المرة والمؤلمة مع المواقف العدائية السافرة والتآمرية والتخريبية لحزب الاصلاح ضد الجنوب وقضيته وشعبه وقياداته وكوادره بدء من موقف مؤسس الحزب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي اعتبر الوحدة باستخفاف “مجرد عودة الفرع إلى الأصل ” بل وكان المحرض الأول والمشارك بمليشياتية وفتاويه على اندلاع حرب 1994م التي سبقتها عمليات اغتيال قيادات وكوادر الجنوب في صنعاء … مرورا بمواقف حزب الإصلاح التي وصلت حد دعم وتغذية الجماعات الإرهابية بدء من جهاديي أفغانستان وانتهاء بداعش والقاعدة وأنصار الشريعة وتوفير الحماية والتغطية والتبرير الإعلامي والديني للأعمال الإجرامية لهذه الجماعات ضد أبناء الجنوب من جانب قيادات حزب الإصلاح.

 

 

أما السبب الثاني فهو خارجي مرتبط بادراك حقيقة أن أمن الجنوب واليمن والخليج كل لا يتجزأ خصوصا بعد انكشاف أمر الدعم القطري الصريح والسخي للنشاطات الارهابية والفوضوعية الهدامة ضد الجنوب وبقية دول الخليج ومصر وغيرها والتقاء مصالح قطر مع مصالح إيران والحوثيين وتركيا في تناقض صارخ ليس فقط مع متطلبات الأمن القومي العربي فحسب , بل ومع ما كانت تدعيه تنظيمات الإخوان من عداء لإيران والحوثيين!!! .

 

ونعيد هنا إلى الأذهان أن حكومة الرئيس هادي كانت من جانبها قد قطعت العلاقات مع قطر على الرغم من ان حزب الإصلاح هو الحزب الرئيسي المسيطر على حكومة الشرعية وقرارها !!!.

 

وبالعودة الى بيان المجلس الانتقالي نشير الى ان الفقرة الخاصة بهذا الشأن قد أوضحت ” وسنتخذ الخطوات اللازمة حيال ذلك بالشراكة مع دول التحالف العربي والدولي”.

 

 

الخلاصة بعد الاعتذار عن الإطالة موقف المجلس من هذه القضية موقف صحيح ومدروس ومتوازن ومنسجم مع مصلحة الجنوب ودول التحالف العربي والدولي .