fbpx
الدكتور عيدروس النقيب يكتب ” الوحدويون “جداً جداً”

 

د عيدروس نصر
بعض المثقفين المولعين بوحدة ٧/٧ من إخوتنا الشماليين يتحدثون عن الإمارات والسعودية وهادي ويتجاهلون شعب حي اسمه الشعب الجنوبي ويتساءلون : ماذا يحدث في عدن؟
ما يحدث في عدن والجنوب أيها الزملاء الكرام ان شعبا اراد التعبير عن نفسه.
لماذا تعتقدون أن الجائع لا يرفض الجوع إلا في إطار مؤامرة ؟
وأن المظلوم لا يتصدى للظلم إلا بتوجيه من دولة اجنبية؟
وأن المنهوب لا يطالب بما نهب منه إلا إذا حرضه عدو؟.
هل نسيتم النيران التي اكتوى بجحيمها الجنوبيون على مدى ربع قرن من ظلم وإقصاء وتهميش ، ومن سلب ونهب ، ومن تهديد ووعيد، ومن استصغار واحتقار ، ومن قتل وتنكيل؟
تذكروا ما فعلته قوات صالح وحلفائه بالجنوب في ١٩٩٤م وما فعله تحالف الحوثي صالح بالجنوب في حرب ٢٠١٥م وما تعرض له الجنوب من آلام بين الحربين اللعينتين؟
وتذكروا ان الشعب الجنوبي لم يواجه غزاة ٢٠١٥م ويطردهم من أرضه لكي يسترجع غزاة ١٩٩٤م الذين يتحكمون اليوم في قرارات الشرعية.
أنتم تنزعجون من مطالبة الجنوبيين بدولتهم وتعتبرون هذا انفصالا لكنكم لم تنزعجوا من انفصال علي عبد الله صالح وشركائه عام ١٩٩٤م عندما حولوا الجنوب من شريك الى غنيمة حرب.
ولم تنزعجوا من انفصال الحوثي وصالح عندما اصروا على غزو الجنوب في ٢٠١٥م واحتلاله من جديد بينما كان عمليا تحت سطوتهم.
الوحدة التي لا تقوم على التراضي والاتفاق والندية يمكن تسميتها اي شيء آخر إلا “وحدة” أما عندما تقترن بالغزو والاستباحة والسلب والنهب وتهميش شعب كامل هو معني بارضه وثروته ومستقبله وهو رافض لهذه ال”وحدة” فنعتها بالاحتلال ظلم للاحتلال وترقية لمضمونها المفخخ.
اما زلتم تعتقدون ان اليمن موحد بعد كل الذي جرى؟ او ان وحدة ٧/٧ قابلة للحياة ولو في العناية المركزة؟
هل تعتقدون ان منشوراتكم وعنادكم يمكن أن يحيي عظام “الوحدة” وهي رميم؟
بقيت كلمة اقولها من قلبي لكم أيها الزملاء المثقفين الوحدويين جدا جدا: أليس من الافضل لكم ان ترشدوا الشعب اليمني في الشمال إلى إمكانية التعايش مع الشعب الجنوبي كشعبين ودولتين شقيقتين متجاورتين متعاونتين بدلا من التحريض على الشعب الجنوبي الذي لم يغز ارضكم ولم يصادر حقوقكم ولم يقتل أبناؤكم ولا يفكر ان يصادر حرياتكم؟
هل يمكننا ان نكون اصدقاءً احرارًا مستقلين بمستقبلنا ومصير ابنائنا واحفادنا، بدلا من اغتصاب احدنا لحق الآخر وإجباره على “وحدة” غير قابلة للحياة؟ أم ما زلتم متشبثين بفكرة أن ٧/٧/١٩٩٤م هو نهاية التاريخ؟
فكروا معي بصوت هادئ وردوا على انفسكم لانفسكم.
وتقبلوا مودتي واحترامي