ولا يعتبر الصراع الهندي الصيني بالأمر الجديد، فالبلدان الذان تفصلهما حدود يبلغ طولها 4 آلاف كيلو مترا، يجمعهم تاريخ طويل من الصراعات.

ويتمحور الخلاف الرئيسي بين نيودلهي وبكين حول ترسيم حدودهما، وتتواجهان خصوصا إزاء مصير ولاية أروناشال براديش الهندية.

وقد ضمت هذه المنطقة الى الأراضي الهندية خلال حقبة الاستعمار البريطاني، لكن بكين طالبت بالسيادة عليها.

وتفاقم الصراع في عام 1959 عندما لجأ القائد الروحي لمنطقة التبت، الدلاي لاما، إلى الهند، هربا من السلطات الصينية، بعد انتفاضة فاشلة.

وأدى الصراع الحدودي في الجبال، وهروب الدلاي لاما، إلى بدء الحرب الصينية-الهندية وسط جبال التبت عام 1962.

ومنيت الهند بهزيمة قاسية خلال حرب قصيرة، لكنها دامية، ورغم ذلك احتفظت نيودلهي بولاية أروناشال براديش بعد انسحاب القوات الصينية في نهاية النزاع.

ويعتبر الكثيرون أن “ماو تسي تونغ”، الرئيس الصيني وقتها ، أراد ان يلقن الهند درسا، عندما قام بالسيطرة على المنطقة ومن ثم إعادتها للهند، وسط ضغوطات دولية.

وتأججت المواجهة الثالثة بين الهند والصين عام 1987، عندما أطلقت الحكومة الهندية لقب “ولاية” على منطقة أروناشال براديش، لتصبح الولاية الهندية رقم 29.

الأمر الذي أغضب الصين التي لم تعترف بالقرار الهندي، مما صعد الموقف وأسفر عن إرهاصات علامات حرب جديدة، لكن الطرفان توصلا لحل دبلوماسي، ورسم جديد للخط الحدودي.

أما اليوم، فتتكرر المواجهات الحدودية بين الطرفين، مكملة لنزاعات إقليمية طويلة الأمد، بين عملاقي قارة آسيا.